في منتهى الجد: نهاية إسرائيل بيد نصرالله؟

كان لافتا في الساعات الماضية ان لا تتحدث أي جهة رسمية غير النظام السوري الذي أفاد إن طائرات إسرائيلية هاجمت قاعدة عسكرية بالقرب من مصياف في غرب سوريا .حتى ان إسرائيل نفسها لم تقدم أي إيضاح رسمي بشأن الغارة.

من المفهوم ان تصرّح دمشق بالعملية وتذهب خارجيتها بالشكوى منها الى نيويورك بعدما إنتشرت الانباء حولها إعلاميا في العالم,كذلك من المفهوم ان تمتنع تل أبيب عن الادلاء بالتفاصيل جريا على عادتها منذ زمن طويل.لكن ان يشمل التجاهل الرسمي للغارة موسكو وطهران وحارة حريك فأمر لافت لا بد انه يخفي معطيات لم تتضح بعد وأسرارها بحوزة هذا الاطراف التي تشكل مع دمشق جبهة أطلق عليها أسم “ممانعة”.

إقرأ أيضاً: إسرائيل رداً على نصرالله: سوف ندمر لبنان
ما يزيد الغموض غموضا أن إسرائيل إختارت توقيتا لغارتها عشية العطلة الرسمية في طهران أي يوم الجمعة ,لكن ذلك لا يعفي الجمهورية الاسلامية من ممارسة الحد الادنى من رد الفعل كإصدار تصريح عبر أية جهة هناك.إذ انه لو صدر موقف إيراني لأعطى ذلك النظام السوري إسنادا في ظروف تتعدد فيه الجبهات التي يفترض ان يكون هذا النظام حاضرا فيها وأهمها جبهة الحرب ضد تنظيم “داعش” الذي يوشك بشار الاسد حسبما يقول على إحراز “الانتصار النهائي” ضد التنظيم في دير الزور.

في ذاكرة اللبنانيين من الجيل الذي رافق أحداث الستينيات الواقعة الطريفة وبطلها رئيس وزراء لبنان الحاج حسين العويني الذي سئل عن موقف الحكومة اللبنانية من التهددات التي أطلقتها رئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير فقلل من أهمية الرد على تهديد صادر عن إمرأة قائلا :”حدا بيرد على حرمة!”واليوم ,وبالمقارنة, نعتقد أن زمن الرئيس العويني متقدم بكثير على زمن “الممانعة”.فهل هذا الكلام في محله؟

إقرأ أيضاً: اختراق اسرائيل لكلمة نصرالله: أين الأمن والأمان يا سيّد؟
كي نتجنّب التسرع ,لا بد من أن ان نتوقف عند معطيات قد تكون على مستوى خطير جدا إذا ما تبين انها صحيحة والتي اوردتها وكالة أنباء فارس الايرانية عشية الغارة الاسرائيلية تحت عنوان “مناورات الفيلق الشمالي للكيان الاسرائيلي :رسائل قوّة أم ضعف؟” فقالت ان هذه المناورات “لا يمكن فصلها عن الظروف الإقليمية بدءا من الداخل الإسرائيلي مرورا بتطورات الميدان السوري وليس إنتهاء بجهوزية حزب الله وحضوره الفاعل في لبنان وسوريا”. وأعلنت الوكالة وهذا هو الاهم:”تأتي المناورة ضمن مسار رفع مستوى الجاهزية والاستعداد للجيش الاسرائيلي,إلا أنها تستهدف في الوقت عينه الرأي العام الإسرائيلي الذي زادته تطورات الميدان السوري إحباطا بعد النكسات التي تعرّض لها إثر معادلتيّ الامونيا وديمونا اللتيّن رسمهما السيد نصرالله وقبلها معادلة تحرير الجليل الامر الذي إنعكس بشكل لافت على الهجرة من الكيان الاسرائيلي الى اوروبا وأميركا”. هل ما قرأناه يعني ان نصرالله يستعد للقضاء على إسرائيل؟حسب الوكالة الايرانية الجواب هو ب”نعم” !

السابق
بعد الحريري عون إلى موسكو أيضاً
التالي
حبيبنا كيم جونغ أون