عبثيّات ،كيديات وصبيانيات السلطة «المخلوعة»

على وزن "الرئيس المخلوع" لا تسمية أفضل لسلطة الدولة في لبنان من تسمية "السلطة المخلوعة"٠

بعد الانقلاب الإرهابي الذي قام به حزب ايران في السابع من أيار ٢٠٠٨ أصبحت السلطة الفعلية بيد هذه الميليشيا تمارسها تحت أغطية وعباءات وتفاهمات متعددة، أم سلطة الدولة وخصوصاً مؤسساتها الدستورية فتعتبر “سلطة مخلوعة” كل ممارساتها بروتوكولية شكلية اما عملها الفعلي فهو محاصصة الغنائم التي يحميها ويستفيد منها حزب ايران والمتعاملين معه٠

يكتب الْيَوْمَ احد إعلاميي الممانعة حرفياً ما يلي: “يتحدث الحزب بثقة عن التفاهم الحاصل بين عون وبري وانه لن يعود الى الوراء وان الايجابيات بين الاثنين ستبقى مستمرة ومنطق الالغاء لم يعد قائماً بينهما وان علاقتهما تقوم على جملة من المصالح المتبادلة”٠
هذا اعتراف واضح وصريح من الحزب بان علاقة رئاسات المؤسسات الدستورية ليست علاقات تعاون وتوازن السلطات كما ينص الدستور بل علاقة تقوم على “جملة من المصالح المتبادلة” اي اعتراف كل طرف بحصة الاخر وعدم الاقتراب منها واختزال الرئاسة الى رئاسة حصة في الدولة وتحويل البرلمان الى موزع للحصص على أمراء الحرب والطوائف وقوننة هذه المحاصصة٠

اقرأ أيضاً: اهالي عرسال ينتظرون تسلم اراضيهم بفارغ الصبر

مجلس النواب الذي لم يجتمع خلال سنة كاملة الا مرة واحدة ليمدد لنفسه لم يكلف نفسه باستكمال جلسة واحدة البارحة بل طار النصاب وهذا يمثل قمة العبثية والاهمال لمصالح البلد ولو ان مصالح الزعامات مطروحة في الجلسة لما طار النصاب بل كان الجميع رافعي الايدي٠

من راقب ما حصل خلال الاسبوعين الماضيين في موضوع السلسلة والضرائب يرى الكيدية واضحة: يلمح الرئيس الى انه قد يرد القوانين لأنها تحتاج بعض التعديلات فيأتي الرد عليه بتحريك “الشارع”٠يتراجع الرئيس ويدعو لحوار مع الهيئات والفعاليات لأخذ رأيها فإذا ببري اول الرافضين للحضور في “حضرة الرئيس القوي” بعدها تتدخل القوى الوازنة فيتم بسرعة الاتفاق على ثماني تعديلات على القوانين وهذا ما يثبت ان التشريع يتم بدون اي مسؤولية أو تبصر بل هو اقرب الى الاعمال الصبيانية: كيف يمكن لقوانين مالية حساسة ان تصدر ثم تعدل في نفس الأسبوع وبثمانية مواضع٠

اقرأ أيضاً: مجلس الوزراء ينعقد على وقع قصف الجيش لمواقع «داعش»…

اخيراً من فهم لماذا اصرّ حسن نصرالله في خطابيه الاخيرين ان يحدد هو للجيش موعد بدء المعركة في جرود رأس بعلبك والقاع أم هو اصرار على إفهام الداخل والخارج ان قرارات الحرب والسلم تبقى بيد الحزب ومرشده الإيراني ؟
حمى الله جيشنا من قرارات الحزب ومن صبيانيات السلطة المخلوعة٠

السابق
إطلاق وثيقة «معا من أجل الانسان» برعاية الرئيس الحريري
التالي
خروج المناضل أحمد اسماعيل من مكتب الامن العام