التحالف مع إيران جريمة كبرى؟!

إن الوضع الفلسطيني في ظل الأزمات العربية، يغدو مهيّأً لكثير من الخسائر؛ لأنه الأضعف من غيره في المنطقة، والسبب أنّ الكيان الصهيوني يتمادى في التنكيل بالفلسطينيين، وتضييق الخناق عليهم، ومحاولة إيجاد ذرائع جديدة لممارسة الحصار والقتل والتدمير واستباحة الأرض الفلسطينية ومقومات الصمود والتصدي لهذا الاحتلال الإجرامي.

اقرأ أيضاً: عندما ترتد لعبة تصدير الإرهاب على إيران

وفي كل الأحوال، تعد فلسطين دولة عربية محتلة ، وهي، منذ مئة وعشرين عامًا، تقاوم هذا الاحتلال لإجرامي ، وتسعى لتأكيد هوية فلسطين وشعبها في مواجهة أبشع استعمار على وجه الأرض، وهو الاستعمار الاستيطاني الصهيوني. ولا غنى لفلسطين عن عمقها العربي، إضافة إلى عمقيها الإسلامي والإنساني في مواجهة الكيان الصهيوني، والإيمان المطلق بأن هذا الكيان زائل غدًا أو بعد غد ، أو بعد عشر سنوات أو بعد مئة سنة، بإذن الله.
هناك أخطاء كارثية في المستوى الفلسطيني، منها: اتفاقية أوسلو، والانقسام الفلسطيني (غزة والضفة)، واختطاف بعض الفصائل لغزة، التي لم تتحرر ولن تتحرر بهذه الأساليب الكاريكاتورية الصهيونية، التي مارست ثلاث حروب إجرامية على غزة، وحصارها، والتنكيل يوميًا بها وبفلسطين كلها.

كان تحالف بعض الفصائل الفلسطينية مع إيران خطيئة كبرى، كان الهدف منها بالنسبة إلى إيران أن تشكل لها مقاتلين، يقاتلون بالوكالة عنها، وتحت أي أسماء، كما حدث في فلسطين، ولبنان، والعراق، وسورية، واليمن، وليبيا، ومصر، وغيرها، ولا يخفى الهدف العقائدي الطائفي الإيراني الساعي إلى تدمير الدول العربية، بكل الطرق الممكنة، ومن ذلك تدمير الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
إن سعي بعض الفصائل الفلسطينية اليوم إلى جر مليوني فلسطيني في غزة إلى مزيد من الحصار والدمار والمقاطعة العربية، بفعل التحالف مع إيران أمر لا يمكن السكوت عليه، فإيران الصفوية عدو للشعب الفلسطيني، كما الصهيونية عدو للشعب الفلسطيني… وما لدى الفلسطينيين من أزمات ومحن يكفيهم، وليسوا بحاجة إلى الانخداع بإيران، كونها في النهاية تحت مظلة التحالف الصهيوإيراني!!
ستمارس جريمة كبرى بحق شعبنا، إن لم تعلن الفصائل الفلسطينية كلها، والسلطة الفلسطينية أيضًا، بأنها غير معنية بأي تحالف مع إيران، وأنها جزء من المنظومة العربية الكاملة، بغض النظر عن أية خلافات بين الأشقاء، فهم في المحصلة سيتصالحون، ولا نريد للفلسطيني أن يكون الخاسر العربي الوحيد في سلة إيران أو غيرها!!

السابق
مواقف ترامب المنحازة للسعودية ضدّ قطر تثير تساؤلات أميركية
التالي
شبابيك إدلب الكحليّة في حزيران