«البلوش» في إيران: هل اخترقهم «داعش»؟

هل يحرك"داعش" سنة ايران؟ ووهل يمتد الخراب الى بلد لم يشهد اي تطور أمني منذ زمن طويل في منطقة تشتعل بالتوترات؟

قبل وقوع الانفجارات نهار أمس في إيران للمرة الاولى، والتي لم تحدث منذ زمن طويل، مع ابتعاد الساحة الايرانية عن التوترات، عادت الذاكرة الى تصريحات ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي اطلق من خلالها سلسلة مواقف مثيرة ضد طهران.

ومن المعلوم، ان نسبة السنّة في إيران، وبحسب الإحصاءات، شبه الرسمية، تبلغ ما بين 20 الى25 مليون، أي ما نسبته 30% من الشعب الإيراني، وهم موزعون على ثلاثة أعراق رئيسية هي: الأكراد والبلوش والتركمان.

إقرأ ايضا:

إقرأ ايضا: زعيم أهل السنة في إيران: لإلغاء المادة القانونية التي تمنع ترشح السنة للرئاسة

وهم يقيمون على الحدود التي تفصل إيران عن الدول المجاورة ذات الأغلبية السنية كباكستان وأفغانستان والعراق وتركمانستان.

وبحسب موقع “قصة الاسلام” يتعرّض السنّة لمشاكل كثيرة منها مذهبية، ومنها عرقية ومنها جغرافية. فمعظم أهل السنّة يقيمون على الأطراف التي تصل بينهم وبين دول سنِّية أخرى هي على خلاف مع إيران كأفغانستان وباكستان والعراق.

ويقيم البلوش في منطقة بلوشستان في الجزء الواقع في باكستان، ويتميزون بالبأس الشديد عن بقية الشعب، اضافة الى الزيّ الشعبي التقليدي. ويبلغ عدد سكان البلوش في الجزء الإيراني ثلاثة ملايين نسمة. فكيف ينظر مواطنيهم الإيرانيين إليهم؟ فنظرة مواطنيهم الدونية تجعلهم يعانون من عدم تسلمهم أية مناصب بارزة في السلطة.

من هنا يطالب الكاتب السياسي ابو منتصر البلوشي زعماء الخليج من العرب بدعم أهل السنّة في إيران، من خلال اطلاق محطات إعلامية فضائية ناطقة بالفارسية، مما يحفظهم من الذوبان في القالب الصفوي الفارسي.

وليست السجالات بين رجال الدين الايرانيين والسعوديين بجديدة، فقد اشتعلت الحرب الاعلامية بين الفئتين في موسم الحج الفائت حيث قتل مئات الايرانيين في آخر معركة اعلامية بين الطرفين قبيل انطلاق الازمة بين طهران والرياض بسبب الازمة الاقطرية الاخيرة

وقد قال رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، في تعليق لصحيفة “مكة” السعودية، عن الايرانيين إن “هؤلاء ليسوا بمسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين قديم جدا، وتحديدا مع أهل السنة والجماعة”. وذلك بحسب موقع “سي أن أن عربية”.

في حين اعتبر المرشد الاعلى، علي خامنئي، ان المسؤولين السعوديين عديمي الكفاءة، وهم كـ”البقرة الحلوب للأميركيين”. كما نقل موقع “تسنيم” الايراني.

مقابل ذلك، وصف سفير إيران في الأمم المتحدة، غلام خوشرو، تصريحات ولي ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، ضد إيران بأنها “تهديد سافر”، وذلك في رسالة إلى شخصيات في مجلس الأمن والأمم المتحدة. وبحسب موقع “أخبارك” وذلك ردا على تصريحات محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي في الثاني من آيار الفائت ضد ايران الذي قال: “إن هدفنا هو نقل المعركة الي داخل ايران”.

إقرأ ايضا: إيران: إغلاق مصليات السنّة في طهران ومنعهم من أداء صلاة العيد

مما يشير الى نيّة السعودية للقيام باعمال تخريبية عبر المتشددين السنّة داخل الساحة الايرانية. وختم خوشرو هذا “يمثّل تهديدا سافرا ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وانتهاكا للبند 4 من المادة 2 من ميثاق الامم المتحدة”.

فهل سينتقل الصراع السعودي الايراني من الساحات الرديفة كاليمن وسوريا والبحرين ولبنان الى الداخل الايراني والداخل السعودي؟ خاصة ان تفجري الامس في طهران فاجآ الاوساط السياسية والامنية نظرا لابتعاد الساحة الايرانية عن الاعمال الارهابية منذ زمن طويل؟

مع الاشارة الى ان السعودية شهدت عددا كبيرا من التفجيرات التي ارتكبتها القوى الارهابية مؤخرا.

السابق
بالصور: إيران تكشف عن هوية الإرهابيين الذين فجروا المرقد والمجلس!
التالي
شركة نفايات جديدة في الضاحية: سوكلين بلون مختلف!