ترامب يؤكد لروسيا أنّه ليس «أوباما» ويمهد لنهاية آل الأسد

ترامب
شهدت الإدارة الأمريكية مؤخراً تبدلاً واضحاً في مواقفها تجاه الأزمة السورية، فمجرزة خان شيخون الكيماوية قلبت الطاولة على رأس الأسد.

لا زالت تداعيات الـ59 صاروخاً التي أطلقها ترامب، تربك الأطراف المشاركة في النزاع السوري، فهذا الموقف الأمريكي الحاسم والمؤكد أنّ لا مستقبل للأسد في سوريا، لم يعرقله البيان الصادر عن إيران وروسيا والقوات الرديفة، والذي توعد الإدارة الأمريكية بالرد.

اقرأ أيضاً: ترامب من الموصل إلى الشعيرات: تقليم أظافر إيران

ما تضمنه هذا البيان سرعان ما تراجع عنه الطرف الروسي إذ أكّد نائب رئيس مجلس الدوما لشؤون الدفاع يوري شفيتيكين، أنّ روسيا سوف ترد بشكل فوري على استهداف مواقعها العسكرية في سوريا، موضحاً أنّ بلاده لن ترد على أيّ استهدافات أمريكية محتملة لمنظومة الدفاع الجوي السورية.

فيما أثار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ضجّة بإعلانه يوم أمس الثلاثاء 11 نيسان أنّ “عهد عائلة الأسد قد أوشك على نهايته”.

ليكون ذروة هذه التصريحات ما أدلى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة أجراها مع شبكة “فوكس بيزنس” الأمريكية سوف تعرض مساء اليوم، وأظهر الإعلان الترويجي لها وصف ترامب للرئيس السوري بالحيوان، وإشارته إلى أنّه شخص شرير يقتل الأطفال بالبراميل المتفجرة.

في هذا السياق أوضح الباحث والمحلل السياسي مدير جميعة “هيا بنا” لقمان سليم لـ”جنوبية” أنّ “الضربة الأمريكية كانت لحراسة معيار محدد بعلاقة الأنظمة بشعوبها وللقول بأنّ الكيماوي ليس سلاحاً عاديا …هو خطيئة”.

مضيفاً “يجب ألاّ نقع في السذاجة السياسية التي تقول أنّ سوريا هي ساحة لإشتباك موضعي، حيث أنّ سوريا هي الساحة المشتعلة لتنازع دولي قطباه الولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة ثانية وهناك قطب ثالث وهو الجانب الأوروبي والذي دوره يمكن أن يكون حاسما”.

وأوضح سليم أنّ “التصعيد ضد الأسد في سويا وكلّ الكلام الظريف الذي يفرح قلوب قومنا والذي يقوله ترامب، هو في ختام الأمر يهدف إلى إعادة صياغة العلاقة بين الولايات المتحدة وبين الأقطاب، حيث أننا إذا حاولنا أن نترجم التصعيد الأمريكي نلاحظ أنّ الإدارة الأمريكية بعد خان شيخون تقوم بتفكيك ما حاول الروس أن يفعلوه بعد سقوط حلب وعندما فتحوا مساراً تفاوضياً أخر اسمه (استانة)”.
مضيفاً “هذا الموقف يرسل ترامب من خلاله رسالة إلى الجانب الروسي يقول لهم بها أنّ ما كان معمولاً به في عهد سلفه أوباما لم يعد معمولا به في عهده وهذا ينطبق على سوريا كما ينطبق على سواها من الملفات”.

لقمان سليم

 

واستدرك سليم “اننا لا نريد أن نقلل من شأن الملف السوري ولكن لا يجب أن نبالغ بأهميته، فسوريا مهمة بهذه اللحظة، وغداً قد يأتي ملف جديد ويكون هو محل اشتباك. عملياً هناك إعادة صياغة لتراتبية العلاقات بين الولايات المتحدة والأقطاب الأخرى، فكما ان هناك تصعيدا تجاه سوريا هناك تصعيد ودّي بمعنى ما تجاه المنطقة والصين، فها هو ترامب يحاور الصينيين من جهة ويرسل في المقابل بوارج حول كوريا”.

متابعاً “علينا أن نرى المشهد السوري في إطار اوسع وأكبر فهي الساحة المشتعلة وطبيعي أن تستأثر باهتمام ولكن ما تقوم به هذه الإدارة الأمريكية يتجاوز سوريا إذ تحاول القيام بخطوة تراجع لكل ما قام به اوباما في عهده”.

وفيما يتعلق بإمكانية حدوث ضربات جديدة والموقف الروسي المتوقع أشار سليم إلى أنّنا “قد نشهد ضربات جديدة ذات طبيعة سياسية، أما بالنسبة للروسي فهو يعرف حجمه ويتقن الحساب ويدرك أنّه قوي و (أزعر)، فأن تكون بلطجيا شيئ وأن تكون قويا شيئ آخر، فالروسي يعرف جيداً أنّ ما كان بإمكانه القيام به من تسلل خلال عهد أوباما اليوم لم يعد فعلياً ممكناً، كما أنّ الأمريكي لن يستهدف خصومه بشكل أهوج هو فقط يعيد ترتيب قواعد اللعبة وشكل العلاقة”.

وعن مصير بشار الأسد وإن كانت نهايته اقتربت فعلياً، ختم سليم معلقاً “اليوم علينا أن نسأل ماذا يبقى من بشار الأسد بين روسيا وإيران، الأسد هو اليوم تفصيل في ذمة الحماية الروسية – الإيرانية ولا يملك أسباب قوة ذاتية هو قوي بمقدار ما يحافظ عليه الحلفاء”.

من جهته الصحافي والمحلل السياسي راشد فايد أكّد لـ”جنوبية” أنّ “”ترامب أخذ قراراً بالتوجه السياسي للشرق الأوسط، إلا أنّ ذلك لم يصل إلى حد المواجهة مع الروس، لا سيما وأنّ الروس لقد قاموا باحتياطاتهم حينما أعلنوا منذ يومين أنّهم سوف يسلمون بعض القواعد الصاروخية للجيش السوري، بما معناه أنّه في حال قررت الإدارة الأمريكية استهداف هذه المواقع فإنّ الروس سوف يقولون نحن لا دخل لنا بها وهذه المواقع ليست بإمرتنا ولا سلطة لنا عليها”.

الكاتب والصحافي راشد الفايد

 

مضيفاً “الطرفان لا يرغبان في الدخول في مواجهة مباشرة، وهذا لا يعني الوصول إلى صدام في منطقة الشرق الأوسط يدخل الولايات المتحدة الأمريكية تعرف بدايتها ولكن لا تعرف لا مدتها ولا نهايتها، عملياً هناك وسائل ضغط على الروس قادرة الإدارة الأمريكية على استعمالها منها موقف الاتحاد الأوروبي والعقوبات وموقف أوكرانيا وهناك عدة مواقف أخرى ،ولكن ما يحصل حالياً هو لتحديد الأوزان في منطقة الشرق الأوسط”.

وأشار فايد إلى أنّ “الروس اعتقدوا لفترة ونحن اعتقدنا كمتفرجين (باعتبار أنّ العرب لا دور رئيسي لهم) أنهم أي الروس قد سُلموا منطقة الشرق الأوسط وذلك كان نتيجة سياسة باراك أوباما، حالياً مع إدارة ترامب بات واضحاً أنّ الروس ليسوا هم أصحاب القرار النهائي منذ ضربة مطار الشعيرات حتى الآن الواضح أن الأمريكي يعيد إمساك الأوراق، و وَضَعَ الروسي في موقع ردة الفعل وليس في موقع الفعل وكذلك معه حليفه الإيراني والميليشيات العراقية.

اقرأ أيضاً: صفعة أميركية لم يتوقعها بوتين في الشعيرات

وفيما يتعلق بالتفاؤل حول نهاية الأسد، أوضح “هذه هي المرة الأولى التي لا يكون فيه تفاؤل مفرط، ولكنه تفاؤل واقعي، فمنذ قصف الشعيرات حتى الآن الإدارة الأمريكية تزيد من تصلبها تجاه نظام الأسد، وهذا يعني أنّ المرحلة الانتقالية التي ستأتي ضمن مفاوضات لاحقة سوف تكون دون وجود بشار الأسد”.

وختم فايد أنّه “لا حرب واقعة بالمنطقة هناك ضغوطات سياسية قبل عسكرية وهذا يعني العودة إلى جنيف 1”.

السابق
ثانوية طرابلس الرسمية للبنات تطلق مشروعاً تربوياً لترشيد الغذاء
التالي
راشد فايد لـ«جنوبية»: التفاؤل حول نهاية بشار الأسد واقعي