اسرائيل تدرس خيار تدخلها العسكري في سوريا

بعد مرور أكثر من 6 سنوات على الحرب الدامية، ومقتل نحو نصف مليون شخص فإن سياسة إسرائيل بالنسبة للانقسام الدولي حول سوريا ما زالت غامضة.

بعد تدخل روسيا عسكريا في سوريا قبل عام ونصف لمنع سقوط حكم بشار الأسد، برزت لدى اسرائيل تحديات جديدة تتعلّق بمخاوف ان يؤدي هذا التدخل الى احتكاك سياسي وربما عسكري بينها وبين الجيش الروسي، خصوصا ان اسرائيل مستمرة بغاراتها الجوية الروتينية على مواقع في سوريا التي تعتبرها تشكل خطرا على امنها القومي، ومنها مخازن صواريخ، وقوافل تحمل اسلحة متوجهة الى لبنان تابعة لحزب الله حسبما تدعي.

هذه المخاوف اجبرت اسرائيل على التقرب نحو روسيا، فكانت زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاولى الى موسكو العام الماضي التي التقى فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واسفرت عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة للسماح لسلاح الجو الاسرائيلي بتنفيذ مهاماته العسكرية فوق سوريا دون الاصطدام بسلاح الجو الروسي ولا بالدفاعات الجوية، ثم كانت الزيارة الثانية التي حدثت قبل اسبوعين لنتنياهو الى موسكو ايضا وقابل فيها ايضا الرئيس بوتين. واورد فيها الاعلام الاسرائيلي ان هدف الزيارة هو طلب مساعدة الروس لترتيب الوضع الأمني داخل هضبة الجولان، في ظل تأثير موسكو الكبير على الملف السوري.

اقرا ايضا: نتنياهو وبوتين سيبحثان خارطة سوريا المستقبلية

وأوضحت المصادر الاعلامية الاسرائيلية على اختلافها  أن الجولان يشهد تغييرات متلاحقة في الآونة الأخيرة، وأن الجيش الإسرائيلي يتعقب كل هذه التطورات عن كثب، خشية انزلاق عمليات القتال التي تحصل داخل سوريا إلى الأراضي الإسرائيلية، وذلك مع طموحات ايران الحثيثة بالسيطرة على الجبهة السورية مع اسرائيل عبر مليشياتها التي تسلحها في سوريا لمساندة نظام الاسد ومنها حزب الله اللبناني والمليشيات السورية والعراقية الشيعية.

وعن النوايا الروسية، يتوقع معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي أن موسكو في ظل النجاحات الروسية في سوريا، وتحسين مكانتها إقليميا، ان موسكو ستطمح إلى التوصل إلى تسويات مع واشنطن وزيادة التنسيق معها للحفاظ على النظام العلوي في سوريا، وهذا من شأنه ان يجعل الأميركيين يمنحون الروس إمكانية إدارة عملية التسوية في سوريا وهم يتقدمون في جهودهم لهزيمة داعش وتنظيمات سلفية جهادية تابعة للقاعدة، من خلال شن هجوم جوي مكثّف.

ولكن السؤال هو: استنادا إلى تحليل الوضع المذكور أعلاه، هل على إسرائيل الركون والاتكال على التعاون مع الروس لحماية امنها القومي، ام ان تل أبيب سوف تضطر للتدخل العسكري المباشر في سوريا بالمرحلة القادمة؟

نتنياهو قال مؤخرا حول احتمال شن هجوم إسرائيلي على سوريا: “سياستنا منسّقة للغاية. عندما نشخص محاولات لتحويل أسلحة متقدمة إلى حزب الله ولدينا المعلومات الاستخباراتية والقدرات العملياتية نعمل من أجل إحباط ذلك. هذا ما فعلناه سابقا وهذا ما سنفعله. إصرارنا قوي والدليل على ذلك هو أننا نعمل ويجب على الجميع أن يأخذوا ذلك بعين الاعتبار”.

اذن فالخطر قادم، ووفق أقوال نتنياهو، قد لا يكفي التعاون مع روسيا لضمان ما تسميه اسرائيل “امنها الاستراتيجي”، ويبدو أن ميزان القوى في سوريا يتغير ويعمل عكس مصالحها، ولذلك قد تجبر اسرائيل على زيادة تدخلها العسكري والانخراط مباشرة في الصراع السوري.

ويحذر معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي القائمين على السياسة في تل أبيب، بأن على إسرائيل ان تأخذ موقفا متوازنا يقضي بالعمل على تجنب زيادة قوة حزب الله مقابل حدودها، ولكن من دون زعزعة علاقاتها الخاصة مع موسكو ودون تصعيد الأوضاع على الحدود في الشمال مع سوريا ولبنان.

السابق
بالفيديو: جثة مشرد مرمية على طريق الدورة منذ ساعات الصباح وما من مستشفى تستقبله!
التالي
البحرين تعلن عن اعتقال خلية شرعت بتنفيذ أعمال إرهابية