«لافارج هولسيم» تعترف بتمويل «داعش» في سوريا

شركات غربية مولت "داعش" من أجل تشغيل معملها في سوريا! اعتراف متأخر نسبيا..

اعترفت مجموعة “لافارج هولسيم” في بيان لها أنها موّلت “بشكل غير مباشر” بين عامي 2013 و2014 مجموعات مسلحة منتشرة في شمال سوريا، من اجل الاستمرار في تشغيل مصنعها.

أقرت شركة “لافارج هولسيم” لمواد البناء والمصنفة كشركة أولى عالميّا، في تحقيق خاص بها، أن مصنعها في سوريا قدّم تمويلات “غير مقبولة” لمجموعات ارهابية ناشطة في شمال سوريا.

إقرأ أيضا: مجلس الأمن يصوّت لتجفيف منابع تمويل داعش

وأوضحت المجموعة المشتركة من اندماج الشركة الفرنسية “لافارج”، والشركة السويسرية “هولسيم”، انه في العام 2015، ظهر من خلال تحقيق أن “مصنع الشركة المحليّ قد قدّم تمويلات لأطراف خارجية ولأفراد من مجموعات مسلحة، من بينها مجموعات ممنوعة كـ(داعش)، من أجل الاستمرار في العمل والحفاظ على أمن الموظفين”. وهذه التمويلات التي حصلت استمرت من العام 2013 حتى العام 2014.

وكانت “وكالة فرانس برس” قد ذكرت ان مجموعة “لافارج هولسيم” لصناعة الإسمنت قد تعهدت بالبحث في الاحداث المرتبطة بمصنعها في سوريا بعد نشر تقارير إعلامية تناولت تورطها في تمويلات لمجموعات ارهابية.

وعمدت الشركة الى الاعلان عن هذه التمويلات بعد أسبوع واحد فقط من نشر “لوموند” الفرنسية تقريرا يشير إلى أن شركة “لافارج” نالت  أذونات من”داعش” لضمان عملها بعد سيطرته على حلب في العام 2014.

وأعلنت الشركة أنها “ستتابع الوقائع” المرتبطة بمصانعها في سوريا بعدما واجهت جريدة فرنسية هي “لوموند” تنوي فضح مسألة تنسيق العلاقة بين الشركة والمجموعات المسلحة في سوريا، من بينها “داعش”.

وأوضحت “لافارج هولسيم” في تموز من العام 2015، في بيان لها، أنها اتخذت كافة الإجراءات لمتابعة الوقائع عبر لجنة ماليّة متخصصة. وكانت “لوموند” قد كشفت عن معلوماتها الخطيرة هذه، ومنها اشتراك معمل “لافارج”، الذي اشترته عام 2007 واطلقت العمل فيه في العام 2011.

ونقلت أنه “ابتداء من عام 2013 سيطر “داعش” على المدن والطرق المحيطة بمعمل لافارج في سوريا، ولكي تتمكن من متابعة انتاجها حتى العام 2014، تم التنسيق مع التنظيم حتى تاريخ اقفاله”.

ولكن من أجل ضمان أمن عمالها ومنتجاتها قامت بتكليف أحمد جلودي، جلب تصريحات مرور من التنظيم للسماح لعمالها بالمرور على الحواجز، وكل هذه المعلومات بحسب ما ذكرت”لوموند”.

وقد حصلت “لوموند” على وثائق هي عبارة عن تصريحات مرور تحمل ختم تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومدير المالية في “ولاية حلب” مؤرخة بـ11 أيلول 2014، مما يُدلل على الاتفاقات مع تنظيم “داعش” من أجل حرية نقل المواد، وكانت لجأت “لافارج” إلى سماسرة نفط لشراء النفط الذي تكره “داعش” مقابل تصاريح ودفع ضرائب.

إقرأ ايضا: مجلس الأمن يصوت بالاجماع على قرار لتجفيف مصادر تمويل داعش

وبحسب “لوموند” الفرنسية التي فضحت الملف في صيف العام 2016، كانت قد نشرت تقريرا على صفحاتها، يقول أن “لافارج” حصلت على أذونات مرور من تنظيم “داعش” لضمان متابعة الانتاج بعد سيطرة “داعش” على حلب عام 2014. ويتعلق الأمر بمعمل الإسمنت الموجود في الشمال الشرقي لمدينة حلب، الذي شغلته الشركة في العام 2011. وشرحت الشركة في بيان لها أن التحقيق داخل المجموعة لم يتمكن من تحديد الاشخاص الذين تسلموا الأموال بدقة. وفضح مراسلو “لوموند”، من خلال المتابعات، إدارة “لافارج” التي كانت على علم بأمر التمويل هذا وتتكتم حول الامر. وكان جاكوب وارنيس، قد أكد لـ(فرانس24)، الممارسات التي قامت بها الشركة، وهو مدير المخاطر في شركة “لافارج” في سوريا بين 2011 و2013.

وبحسب موقع (هسبريس) المغربي، فقد ذكر  انه “على مدار الصراع في سورية، حاولت جماعات مسلحة مختلفة السيطرة على المنطقة التي يتواجد بها المصنع. وأقرت “لافارج هولسيم” في بيان بأن فرع لافارج دفع أموالا من أجل التوصل لترتيبات مع العديد من الجماعات المسلحة، بينها جماعات مشمولة بعقوبات، لضمان مرور آمن لعمالها واستمرار المصنع في العمل. ولم يؤكد البيان ما إذا كان تنظيم داعش من بين هذه الجماعات. يذكر أنه بلغ صافي أرباح الشركة 1.8 مليار فرنك سويسري (1.8 مليار دولار) العام الماضي، بعد خسائر بـ1.5 مليار فرنك في 2015″.

وللاشارة، فان”LafargeHolcim، كما عرفت عنها موسوعة ويكيبيديا المفتوحة، هي إحدى أكبر الشركات المتخصصة في صناعة مواد البناء مثل الأسمنت، الزلط، الخرسانة في العالم، تأسست في 10تموز 2015 نتيجة الاندماج بين شركة لافارج الفرنسية للأسمنت، وشركة هولسيم السويسرية، لتبلغ القيمة السوقية للشركة بعد الاندماج حوالي 50 مليار دولار أمريكي، يقع مقرها الرئيسي في مدينة رابرسفيل يونا السويسرية وفرع رئيسي في العاصمة الفرنسية باريس، وتعمل الشركة في 90 دولة حول العالم،وتمثل الأسواق الناشئة مثل أسواق أمريكا الجنوبية وأفريقيا 60% من مبيعات الشركة، ويعمل بها ما يقارب 100,956 موظف، وتبلغ الطاقة الانتاجية للشركة من مواد البناء ما يقارب 368.5 مليون طن سنوياً”.

السابق
«حزب الله» سيقاطع اللوائح الانتخابية الخاصة بـ«التيار» و«القوات»
التالي
حزب الله وأميركا ساهما في حسم معركة تدمر لصالح النظام