«حزب الله» ينظّم صفوفه ويستعد لكل الخيارات

كيف يحلل الخبير السياسي قاسم قصير التغيرات داخل حزب الله؟

كتب قاسم قصير في “مجلة الأمان” الاسبوعية، الصادرة عن الجماعة الاسلامية في لبنان ما يلي: “يواجه «حزب الله» في هذه المرحلة تحديات متنوعة، أولها: تلك التي تتعلق بأوضاعه التنظيمية الداخلية وكيفية اعادة ترتيب بنيته وهيكليته ومواجهة بعض حالات الترهل الداخلية”.

إقرأ أيضا: «حزب الله بين 1982 – 2016 الثابت والمتغير»

وثانيها، يتعلق بالأوضاع السياسية والاقتصادية اللبنانية، كقانون الانتخاب الجديد وحماية تحالفاته السياسية والحزبية.

اما ثالثها، وبحسب قصير، فما هو مرتبط بالتطورات الخارجية، وتزايد المخاوف من حصول عدوان اسرائيلي جديد على لبنان بدعم اميركي، اضافة إلى التطورات في كل من سوريا والعراق واليمن..

في هذا الصدد، تقول مصادر مقربة من الحزب، إلتقاها قصير، إن “«حزب الله» خلال السنوات الأخيرة بدأ يعاني من تضخم كبير في بنيته الإدارية والتنظيمية والعسكرية، وزيادة كبيرة في التحديات والمسؤوليات التي تقع على عاتق قياداته وكوادره، وتوسع الحزب أفقياً وعمودياً، مع زيادة في الضغوط الداخلية بسبب التطورات المختلفة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية القاسية”.

وتضيف هذه المصادر: “بسبب كل هذه التحديات عمد الحزب لتطوير البنية التنظيمية الداخلية وإستحداث مواقع حزبية جديدة، واجراء تغييرات تنظيمية وعسكرية، وأن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، اضافة إلى قيادات مركزية، عقدوا مؤخرا سلسلة لقاءات مع الكوادر والعناصر وأفراد التعبئة من أجل شرح مختلف التحديات”.

اما “التحدّيات الخارجية بالنسبة لحزب الله، فتتمثل بالمتغيرات الحاصلة على الصعد الاقليمية والدولية، وانتشار المعلومات عن احتمال قيام اسرائيل بعدوان على لبنان مدعوم أميركيا وعربيا، اضافة الى التطورات في سوريا والمتغيرات الميدانية او التسويات المحتملة.

وفي مواجهة هذه التحديات عمدت قيادة الحزب الى التهديد بقصف مفاعل ديمونا، والاعلان عن امتلاك الحزب أسلحة جديدة غير تقليدية.

وخلاصة القول، ان التحدياته على الحزب تزداد يوماً بعد يوم، علما قيادته تدرك لحجم هذه التحديات، لذا تضع خططا مختلفة للمواجهة.

فهل سينجح حزب الله في مواجهاته أم ان الضغوط القادمة ستكون أقوى؟

مع الاشارة الى ان قاسم قصير صاحب كتاب “حزب الله بين 1982 – 2016 الثابت والمتغير”، خبير بحزب الله ومحلل سياسي تناول في كتابه تغيّر خطاب واداء حزب الله في لبنان بين العام 1985 وعام 2009.

والكتاب، الدراسة، أعدّ من أجل هدفين اساسين، الاول ابراز العلاقة بين أية حركة سياسية او فكرية وبين الواقع السياسي والتطورات المختلف وخصوصا في المجتمع الذي تنشط فيه هذه الحركة وتأثير ذلك على خطابها وادائها. والثاني دراسة حالة حزب الله في لبنان وكيف تطور خطابه منذ تأسيسه وحتى اليوم، وهل هذا التغيير والتطور تكتيكي او ثابت، وما هي علاقة حزب الله بالدولة اللبنانية، وكيف يمكن لحزب الله ان يندرج اندراجا كاملا في اطار الدولة، ويتخلى عن خصوصياتها التنظيمية والعسكرية والفكرية.

كما طرح في كتابه التغيير الشامل في خطاب الحزب وادائه الذي يتطلب ظروفا داخلية وخارجية غير متوفرة، ولا يمكن للحزب الاستمرار في نهجه الحالي الى أبد الأبدين نظرا لتضارب هذا النهج مع متطلبات قيام الدولة، وفي ظل المتغيرات المتوقعة في المنطقة في المرحلة المقبلة.

السابق
ضغط روسي على نظام الاسد لبحث الانتقال السياسي
التالي
بعد سخريتها من اليسا وعمرو دياب شيرين تعلق وتتجاهل!