#غوتيريش: أول دخوله غباء ديبلوماسي… على طوله

اكتشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الماء الساخنة! لسبب ما بعيد جداً عن مواهب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض تفتق ذهنه ويريد تعين فياض رئيساً لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا.

وبسرعة غابت عن ذهن الأمين العام طلبت إسرائيل من إدارة دونالد ترامب عرقلة هذا التعيين. فعكف الديبلوماسي على إعداد ما أسماه البعض «صفقة» يتم بموجبها تعيين فياض في مقابل تعيين مسؤول إسرائيلي في منصب رفيع في المنظمة الدولية، ويدور اسم وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، رقم ٢ في حزب «المعسكر الصهيوني».

أياً كانت الأسباب التي كانت وراء إحباط الولايات المتحدة تعيين فياض وأن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو هو الذي دفع ترامب لوضع فيتو على تعيين ممثل لـ«فلسطين» هذا المنصب الرفيع في المنظمة الدولية حسب قول المنقدين، المهم أن الأمين العام لم ينظر أبعد من أنفه عندمتا تفتقت الفكرة في رأسه … إلا إذا ذلك لأمر في نفس يعقوب.

لدا نسأل غوتيريش الديبلوماسي المخضرم: ألم يخطر على باله ردة فعل اسرائيل على هذه الخطوة؟ هل قصد كما يقال في الأوساط الديبلوماسية فتح باب التعيينات للجانب الإسرائيلي إرضاء لترامب الذي يهدد وبتوعد المنظمة الدولية؟

ثم أن الصفقة التي يفكر بها ألا تذهب في اتجاه خطوة تطبيعية موجهة نحو الدول العربية؟ أم أنه غاب عن فكره أن تعيين ليفني لتعيينها مساعداً له وهو منصب رفيع جداً، يفتح أمامها، بحكم هذه المسؤولية أبواب السفر إلى كل دول العالم وبما فيها … الدول العربية؟

إنها ديبلوماسية مراوغة وبالطبع سيسعد الفلسطينيون بأن «شخصية فلسطينية» اختيرت لمنصب أممي (رغم أن هذ المنطب في ليبيا حرق كل من تبوأه)، سيطبل ويزمر الفلسطينيون ومعهم بعض العرب لهذا المنصب متناسيين أن هذا يفتح الباب أما دخول اسرائيل إلى مناصب عليا في الأمم المتحدة بعد أن كانت مستبعدة بسبب معارضة العرب وبسبب سياستها المتناقضة مع كل مواثيق الأمم المتحدة.

مقابل منصب بسيط جدا لفلسطيني سيفتح الباب أمام اسرائيل لتجلس على يمين الأمين العام للأمم المتحدة في الوقت الذي لم يعد خفياً على أحد أن اسرائيل التي تتوسع في مصادرة الأراضي الفلسطينية وتقونن الاحتلال تسعى لضم الصفة الغربية، فهي تريد اسرائيل دولة يهودية أي أنها على المدى الطويل تريد طرد الفلسطينيين من أرضهم وابتلاع فلسطين.
وعباس ومعه «مسخ الدولة القابعة وراء مكاتبها وسجادها الأحمر المحصورة في رام الله» سيصفق لأن فلسطيني أعطي مركزاً أمميا (يرفضه الجميع في الواقع بسبب الحالة المزرية التي تسود ليبيا) دون أن يرى ما وراء الأكمة.

السابق
ما هو مصير البغدادي بعد الضربة الجوية العراقية؟
التالي
أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 14 شباط 2017