فيصل كرامي: الحريري لم يشكّل حكومته!

عملياً سقطت الهدنة السياسية بين الوزير السابق فيصل كرامي وبين الرئيس سعد الحريري..  يقول كرامي لـ «السفير»: «لقد تعلمت من والدي رحمه الله أن من يدق بابنا ندق بابه، ومن يتطلع بنا بـ «عين» نتطلع به بـ «عينين»، والرئيس الحريري لم يدق بابنا، ولم ينظر إلينا ولم يعترف بوجودنا، وهو عندما يكون ضعيفا يحتمي بمكونات طائفته، وعندما يرتاح يتخلى عن الجميع ويرتمي بأحضان القوى التي تؤمن له مصالحه، لذلك فإن العلاقة السياسية معه مقطوعة تماماً».

ويرى كرامي أن هذه الحكومة هي الأولى منذ عهد الاستقلال التي لا يشكلها رئيسها، حيث شاهدنا أنها تشكلت بالتشاور بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل، وأن هناك «فيتوات» وضعت على أسماء ورفعت عن أسماء من دون أن يكون للحريري أي علاقة أو أي رأي. كما أن هذه الحكومة هي الأضعف سنيا منذ الاستقلال ـ يضيف كرامي ـ «ففيها رئيس حكومة برتبة وزير جرى تعيينه مثل سائر الوزراء، أما الحقائب فلم تكن على مستوى الآمال، وجاءت حصة طرابلس التي تمثل الثقل السني الأول في لبنان ضعيفة جدا، مع احترامنا للوزير محمد كبارة الذي لا يخالفنا الرأي، بأن طرابلس تستأهل أكثر من وزير، ووزارة أهم من وزارة العمل، وهذا يدل على استخفاف يظهر المدينة بأنها تابعة لمرجعية في بيروت، وهي مرجعية لا تستطيع تحصيل حقوقها، فكيف لها أن تحصّل حقوق طرابلس».

إقرأ ايضًا: حكومة الحريري نالت الثقة المريحة استعدادا لبحث قانون الانتخاب

وينتقد كرامي استئثار الرئيس الحريري بكل المقاعد الوزارية وإقصاءه كل القوى السنية الأخرى، وهذا أمر لا يجوز لأنه يضعف الطائفة، وأكبر دليل على ذلك هو أن الحريري قدم من أجل هذه الحكومة تنازلات من رصيد الطائفة، وما قام به هو تحصيل لمكاسب شخصية وتفريط بحقوق طائفة بكاملها، وإساءة لموقع رئاسة الحكومة، وذلك على عكس ما حصل في سائر الطوائف. ويشير كرامي إلى أن الحريري وصل الى السلطة ضعيفا، يرضى بما يرتضيه له الآخرون ولم يكن لديه أي شروط، لأنه يريد الحكومة بأي ثمن.

السابق
صرخة أميركية متأخرة جداً لإنقاذ حل الدولتين
التالي
آمال معلقة على الحكومة ولقاء الحريري – نصرالله لم يعد مستبعدا