هزيمة حلب.. هل إنتهت المعارضة السورية؟

المعارضة السورية
المعارضة السورية بين النهاية واعادة ترتيب اوراقها وفق التبدلات الحاصلة.

في مقال للكاتب محمد ابو رمان في صحيفة العربي الجديد بعنوان “هل انتهت الثورة السورية؟” يتحدث الكاتب ان حلب وضعت سوريا على مفترق الطرق، فهزيمة المعارضة السورية في حلب سيطال الوضع السياسي والاجتماعي والثقافي العربي.

وترتبط تلك المحادثات بشعور الإنتصار الذي يسيطر على الايرانيين والنظام السوري. ويكشف هذا الشعور حجم التعارض الروسي – الايراني في الرؤية لمستقبل سوريا.

ويقول الكاتب ان الايرانيين يعتقدون انهم هم من حققوا الإنتصار وبالتالي عليهم جني ثمار الإنتصار. وفي حال لم يتوصل النظام وحلفاءه إلى تسوية للوضع فإن النظام بات متحمساً للحلول العسكرية والقضاء على المعارضة السورية.

ومن الممكن أن يتوجه الجيش السوري لحسم مدينة الغوطة الشرقية في ريق دمشق، وتلوح الخلفات بين المعارضة المسلحة إذ أن جيش الإسلام ولواء الرحمان قاما بصدام مسلح مما دفعهما لخسارة اراضٍ استولى عليها النظام السوري. أما المنطقة الثانية المرشح ان يحسمها النظام السوري على غرار الحسم العسكري في حلب فهي إدلب نظراً لقوة جيش الفتح فيها المقربة من النصرة المصنفة على لائحة الإرهاب.

ويقول الكاتب “هنالك مناطق اخرى لا تعد اولوية للتحالف الروسي – الايراني، وهي محافظة الرقة”، لانها تقع ضمن مسؤولية الاميركيين والاكراد. بالإضافة إلى ريف دير الزور وجزء من ريف حمص ومدينة تدمر الواقعين في ايدي تنظيم الدولة الاسلامية. اما درعا فتقع بيد الجيش الحر “بصيغته الهجينة” الخاضع لأمر اميركا والاردن وفرنسا وبريطانيا.

إقرأ أيضاً: اتفاق روسي تركي من أجل تقسيم سوريا

ويضيف ابو رمان انه ورغم الحالة الصعبة التي تعيشها المعارضة المسلحة والمعارضة في الخارج إلا ان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا الان ليست “قطعة كيك” كما وأن روسيا تدرك ان مناطق دير الزور وادلب والرقة هي “المعادلات الصعبة”. لأن الجماعات الإسلامية الجهادية موجودة بقوة فيها ولديها تكتيكات عسكرية أكثر شراسة وعناد لذلك فإن النظام وحلفاءه قد يبدأ بالغوطة الشرقية لأنها الأضعف.

وتعيش المعارضة السورية حالياً حالة من الصدمة والضغوط بعد خسارتها حلب، وبالتزامن مع انتخاب ترامب الذي سيشارك الروس في سوريا يضاف إليهما تبدل المواقف في اوروبا وتأثير الإنقلاب العسكري الفاشل في تركيا على “موضوع حلب” لدى الأتراك.

ويشير الكاتب إلى ان نتائج حلب دفعت المعارضة السورية إلى جلد ذاتها، والبكاء والشيزوفرانيا بعلاقتها مع تركيا، رغم انها “تستقبل النشاط السياسي للمعارضين السياسيين”. ولكن في المقابل استغنى اردوغان عن حلب.

ورغم هذا فإن المعارضة ليس بإستطاعتها تحميل اردوغان المسؤولية عن ما حصل لانه تحمل كثيراً من المواقف من اجل الثورة السورية وبات منعزلاً اقليمياً ودولياً.

إقرأ أيضاً: الردّ الغربي بدأ و «الناتو» يدين روسيا في سوريا وأوكرانيا…
ويسأل الكاتب هل إنتهت الثورة عملياً، إذ بين ربح النظام والتحالف الروسي – الايراني وشرذمة المعارضة المسلحة و “ضياع هويتها”، فالجواب عن هذه الاسئلة يجب إيجادها لدى الاوساط المعارضة الوطنية.

يقول الكاتب ان الخيار العسكري للنظام السوري أخذ شكلاً تصاعدياً من الانشاقات وتشكيل الجيش الحر، و “نمو السلفية الجهادية” ودخلت قوى اقليمية إلى خط الصراع السوري، انعكس على البنية المعارضة.

حلب بحسب الكاتب هي النقطة التحولية في سوريا، فعشرات الملايين هجروا ونزحوا عن سوريا بالاضافة الى التطهير العرقي في حمص وحلب، واحتلال ايراني وهيمنة روسية، إلا ان الوقت لم يفت على المعارضة.

 

السابق
المرجع الصرخيّ الشيعي يريد محاورة «داعش»!
التالي
إلهام شاهين ستبقى تؤيّد بشار الأسد بالرغم من أحداث حلب!