الشيخ عباس حطيط والغاية من استعادة أيام الفتن مع الشوعيين!

استعاد الشيخ عباس حطيط فصلا من فصول الحرب الأهلية بين حركة أمل والشيوعيين في الجنوب وبيروت في زمن سابق لاجتياح عام 1982 الاسرائيلي، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كيف؟ ومن هم ادوات هذه الفتنة؟ 

بعد أن فتح الشيخ عباس حطيط ناره على حزب الله منتقدا سياسة الأمين العام لحزب الله، ها هو يفتحها على الشيوعيين. حيث كتب على صفحته على الفايسبوك ستاتوس أشعل “العالم الافتراضي” بنكشه وإثارته للملفات القديمة التي  مضى عليها الزمن، حيث قال:”الرفيقة للرفيق، والولد للحزب! #دواعش_لينين #كفاح_النكاح”.

إقرأ أيضا: فرحة بضاحية حزب الله: معركة حلب بلا نعوش صفراء

وكان سابقا قد رد على مقال كتبه الصحافي ابراهيم الأمين في جريدة الأخبار حمّل فيه حركة أمل مسؤولية قتل الشيوعيين في الثمانينات. ومما جاء في نصه “نعم لقد قتلت حركة أمل شيوعيين، كوادر وعناصر، والحاج أبو حسن قبيسي تحدث بدبلوماسية يفرضها عليه موقعه، ولكننا نحن علينا قول الحقيقة. من قتلتهم حركة أمل من الشيوعيين هم قتلة مجرمون مفسدون في الأرض، قتلوا المؤمنين بالله، فقط لأنهم كانوا يصلون في المساجد ويطلبون العلوم الدينية، ثم رموا بجثامينهم في الحقول والبراري، قبل أن يجدها الرعاة! مجاهدو حركة أمل قتلوا من اعتدى على أعراض النساء من بيوتات العلم والدين وقطعوهن إربا إربا ثم رموا بهن في البراري! قتلوا من حارب الله وسبه وسب أنبيائه وكتبه والأئمة علنا جهارا نهارا وفي قلب قرى الحسين في جبل عامل!! هم قتلوا من لا يستحق الحياة، فبارك الله تلك القبضات التي ازهقت هذه الأرواح الخبيثة. ولو ردوا إلى الحياة لوجب قتلهم ثانية. ولقاتلهم الفخر بذلك وليس التبرؤ مما فعل! #بوركت_رصاصة_تقتل_جرثومة.

وقد جاءه دعم ومدح من عدد من جمهوره الذين أضافوا الى فتنته أقوالا ومعلومات غير مؤكدة  ولا مثبتة. وكان حطيط قد أصدر بيانا تناقلته بعض المواقع، قال فيه “بسم الله الرحمان الرحيم، لفت انتباهي رسالة أرسلها لي أحد الإخوة، وهي عبارة عن بيان لما يسمى المجلس السياسي للحزب الشيوعي، وهو يرد على منشور لي أبديت فيه رأيي الشخصي حول أحداث حصلت في حقبة زمنية سابقة. وهنا أقول التالي:

1- أنا رجل دين شيعي إثني عشري، عقيدتي الإسلام وشريعتي القرآن والسنة النبوية، وأنا أحمل هذه الرسالة الغراء بكل ما فيها وأبلغها وأطرحها فكرا ومنهاجا للناس، بعيدا عن ما يسمى “سياسة”. وهذا هو دوري ودور كل حامل لهذه الرسالة العظيمة.

2- ما قلته في المقال الذي أثار حفيظة هؤلاء هو وضع للأمور في مواضعها، وخصوصا أن الآلام التي تعرّض لها المؤمنون بالله تعالى في تلك الحقبة من قبل هذا الفكر الذي كان يدين الناس بحسب معتقداتهم كان أذى كبيرا جدا، وبعض المساجد القائمة اليوم والتي سميت بأسماء الطيبين من طلبة العلوم الدينية الذين تم قتلهم ورميهم في البراري هو خير شاهد على حقيقة ما جرى وقتها.

3- أنا لا أتكلم بإسم أحد من الجهات السياسية ولست منتميا ﻷي حزب على المستوى التنظيمي، وما أقوله هو رأي أستقيه من شريعة الإسلام التي أتشرف بأن أبني فكري وسياستي عليها، وهي سياسة تستند إلى آيات القرآن المحكمات والروايات الصادقات وفتاوى الفقهاء العظام الذين يحددون لنا علاقتنا بهذا أو ذاك.

4- إن اتهام المؤمنين بالله تعالى-بغض النظر ﻷي جهة سياسية ينتمون- بأنهم قتلوا في فترة فوضى الحرب الأهلية أفرادا لجهات سياسية أخرى لمجرد خلاف فكري وسياسي بينهما هو بحد نفسه فتنة أثارها كلام واحد من “أيتام لينين”، مع العلم أن هذا الشخص من المفترض أنه صديق وحليف لجهة إسلامية تعلن أن سياستها الإسلام وشريعتها القرآن. وشعوري بأن من قتلوا من المؤمنين الطيبين”غيلة” يتم قتلهم ثانية بهذا الكلام، هو ما دفعني لقول رأي الإسلام وليس رأي أي جهة سياسية أحترمها. والمشبوه هو من تحامل على دماء أولئك الشهداء الطيبين من الرجال والنساء الذين قتلهم هؤلاء. المشبوه هو من أصدر بيان الشيوعي وليس كلامي!

5- لكل واقعة لله فيها حكم. وأنا كمبلغ أحمل رسالة الإسلام الحنيف سأبدي رأي ديني في كل واقعة. لم أعتد على أحد ولا أقبل أن يعتدي أحد على الفكر الذي أعتقد به والذي أهانه ذلك المتكلم بسبب إتهام المؤمنين بالله تعالى بأنهم قتلة مجرمون. لكن ووفاء مني للأمانة التي أحملها، ووفاءا مني لجهود الأنبياء والأولياء والشهداء الربانيين، فأنا أقوم وسأقوم دائما بدوري التبليغي، وسأبين رأي ديني في كل أمر، وهذا واجبي الذي أمرني الله تعالى به.

الكل يطرح رأيه بحسب ما يراه حقا أو تهواه نفسه، وأنا ككل رجل دين مأمور بنشر مفاهيم وتعاليم السماء، وانا ملتزم بهذا الأمر”ولو كره الكافرون”. أخيرا، ألفت الإنتباه إلى أن ما أقوله ليس من باب العمل السياسي بالطريقة المعروفة حاليّا، بل هو طرح للمفاهيم الإسلامية والمبادئ الدينية السمحاء. وهمي أن أرضي ربي وليس رعاع الناس.

وقد رد الحزب الشيوعي ببيان صادر عن المكتب السياسي، فقال (يدين المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني موقف المشبوه المدعو عباس حطيط، المنشور في تصريحه اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي والذي شرّع فيه قتل الشيوعيين، ويحرّض على الاستمرار بقتلهم، داعياً القوى السياسية المعنية للتحرك، والسلطات القضائية والأمنية لتحمّل مسؤولياتها واعتقاله والتحقيق معه، ويتوجّه المكتب السياسي الى الرفاق الشيوعيين بضرورة ضبط النفس وعدم الانجرار إلى أي ردة فعل من شأنها تحقيق الأهداف الخبيثة من وراء ذلك، مؤكدة لهم أن هذه المسألة موضع متابعة من قبل قيادة الحزب على مختلف الأصعدة. بيروت في 10/12/2016).

كما شارك الشيوعيون بكل قواهم للرد على الشيخ حطيط  بكثافة فيه من العنف ما يشبه عنف  ردود جماعة الشيخ عباس حطيط أيضا.

وقد اصدر “موقع لبنان الجديد” بيانا أوضح فيه سبب نشره نص الشيخ عباس حطيط:

(قدرنا كلبنانيين أن نتلاقى على القيم الوطنية والحوار لحلّ مشاكلنا الداخلية لقطع الطريق أمام النفوس الخبيثة التي تحاول إذكاء نار الفتنة والحروب بين اللبنانيين لغايات شيطانية وكيدية. ونحن في موقع لبنان الجديد نتبنّى أي دعوة للحوار بين الأفرقاء اللبنانيين ونشد على الأيادي الخيّرة التي تعمل لأجل الصالح العام في هذا الوطن وندعو اللبنانيين إلى التلاقي ونسيان ما جرى من أحداث مأساوية في الحرب الأهلية التي لم توفّر أحدًا في أذيتها وقتلها وتدميرها، فكل اللبنانيين خسروا أحبة لهم في هذه الحرب وعلينا أن ننسى هذا الماضي ونعمل لأجل مستقبل أفضل للبنان واللبنانيين. ومن أجل ذلك يهمّ موقع لبنان الجديد أن يؤكد على التالي:

عباس حطيط

1- ما ذكره الشيخ عباس حطيط على صفحته الخاصة على الفايسبوك لا يمثل سياسة وتوجهات موقع لبنان الجديد ونحن كموقع نتبرأ من هذا الكلام الذي لا يخدم وحدة اللبنانيين.

2- كل كلام يدعو إلى الفرقة بين اللبنانيين لا يمثّلنا كموقع بل يمثّل رأي صاحبه.

3- موقع لبنان الجديد يتبنى أي دعوة للتلاقي والحوار بين كافة الأفرقاء اللبنانيين ومن كافة التوجهات السياسية وكل عمل يؤسس للتقارب وينبذ الفتنة هو عمل محمود يمثل موقعنا ويتلاقى مع جهودنا الرامية إلى الحوار والوحدة بين اللبنانيين.

4- كل ما جرى من أحداث في الحرب الأهلية اللبنانية نتعامل معه على أساس أنه صفحة من الماضي وقد طُويت.

5- الحوار والتلاقي هو قدراللبنانيين ولا مهرب منه وإيماننا كموقعٍ راسخ بجدوى الحوار وتلاقي الأفكار بين الأحزاب والطوائف اللبنانية).

إقرأ ايضا: إبراهيم الأمين يستعيد فتن أمل – حزب الله – الشيوعي

وفي حوار مع الدكتور جمال بدران(باسم الحزب الشيوعي) لاستيضاح الأمر، قال “هو من بدأ ونحن أصلا لا معرفة لنا به قبلا، وهو يكتب هذه النصوص تحبّبا بحركة أمل اذ لا إشكال بيننا وبينه كشيوعيين او كأفراد. وهذا الشيخ يكتب بشكل مقصود، ولا نعرف لماذا، رغم كونه ضعيفا، وكل شغله هو نبش القبور وإثارة الفتنة وهو مجنون، هو يفتح حربا. وهي دعوة مباشرة وتحريض على القتل، مع العلم اننا في بلد يعاني من الفلتان خاصة في ظل وجود مليوني لاجئ. وقد تقدّمنا باسم الحزب الشيوعي بدعوى ضده، ووجهت ايضا رسالة الى الرائد سوزان الحاج مباشرة عبر الفايسبوك. فباسل الأمين الذي يسبّ شجرة قاموا بتوقيفه، لكنهم يتركون الشيخ عباس حطيط مع انه يُحدث فتنة”.

ويؤكد بدران بالقول: “نحن يمكننا ضبط شبابنا، ولكن اذا توتر أحد ما خارج إطارنا الحزبي فمن سيضمن النتيجة؟، ولماذا يعمد موقع معين الى نشر مقاله الفتنوي، انهم يكبرون الخسة براسه. وردا على بياننا قام بكتابة بيان يقول ان ما يكتبه هو عبارة عن موعظة!”.

ويختم بدران “المهم الا يكون ورائه أيّ جهاز أمني يحرّكه، ونحن نعتمد على الدولة اللبنانية لإيقافه عندحده”.

السابق
اطلق النار على المستشفى اثر وفاة زوجته وحطّم الغرفة
التالي
إصلاحاً للخلل القانوني في المجلس الشيعي(٣): قراءة في دور وموقع (رئيس المجلس الشيعي)