شهادة حيّة من فرع الأمن في حلب: وضحك السجّان وقال هلأ طبت؟

كتب أحد المساجين السابقين في فرع الأمن في حلب وهو وائل الزهراوي عبر صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي شهادات حيّة ومريرة عمّا رآه خلال الفترة التي قضاها بين جدران السجن الأسدي.

كالعادة أبكي عليهم ثم أكتب عنهم ..

بعد أن ركله السجان واغلق الباب استدرنا نحوه
كان منظره مريعاً .. ظهره نصف مسلوخ وقدماه متورمتان لدرجة مرعبه وذقنه طويله من طرف ومحروقة من الطرف الآخر والقمل اكثر من مسامات جسده وقفصه الصدري واضح جدا لم يكن يلبس سوى نصف بنطال ….

رفع يديه وقال كرمال الله لا حدا يضربني يا شباب كرمال الله !!!
نظر إلي رئيس الغرفة وكان شبيحاً مجرماً .. لكن أسئلته عن قضايا قانونية تخصه جعلت لي حظوة عنده .. سحبت المعتقل من يده وجلسنا .. قلتلو من وين جايبينك :
-من المخابرات الجويه..
وشئد صرلك هنيك:
-خمس شهور ..
سألته عن اسمه : قال محمود عموري .. شو بتشغل يا محمود قال استاذ رياضه..
في صباح اليوم الثالث بدأ محمود يصرخ راسي .. عم يوجعني راسي كرمال الله راسي

في الليل صار يدق رأسه بالجدار ويصيح رأسي راااااااسي بأعلى صوته .. عرفت أن نهايته اقتربت . .. استمر صراخه وأنا أدعوأن لايسمعه علي السجان ..
هذا السفاح كان قد قتلَ بفرع أمن الدوله بحلب أكثر من تسعة معتقلين… لكن القدر سبق .. صاح السجان علي مين عم يوجعوا راسوا مين والله لألعن ربك..

وقفنا جميعاً استعداد قبل أن يفتح الباب واستدرنا نحو الحائط .. فتح الباب .. بدأ قلبي يتسارع خوفاً على ذاك المسكين .. نظر إليه السجان علي وقال ويلي ولك انت شو حيوان شو عم يوجعك من وين جاي هايا ..

إقرأ أيضاً: منظمة العفو الدولية تنشر صورة «سجن صيدنايا» وشهادات عن التعذيب

رفعت يدي فقال التفت فاستدرت وانا أنظر للأرض قلت له من فرع المخابرات الجويه سيدي… قال انتى مو محامي..

أجبته بخوف : أنا الموقوف وائل الزهراوي سيدي .. قال طيب خلي الكل وشو للحيط وخليك واقف هون حتى جبلو حبة لراسو.. لم أصدقه طبعاً .. لقد نوى السفاح قتل محمود … مرت لحظات كأنها سنوات
عاد ومعه كبل الدبابه والأغلال … كبل له يديه للوراء وكبل رجليه ثم نظر إلي وأنا مطرق برأسي الى الأرض ، قال شوف هالحبه هي .. وضرب محمود بكل قوته على رأسه بالكبل فأطلق صرخةً حسبت أن السماء انشقت لها .. ثم ركله بكل قوته على فمه فخرخ الدم من أنفه كأنه صنبور… صاح محمود وهو يغوص في دمه .. يا يوووم دخيل الله ..

قال لك لسا عم يطلع صوتك .. مسكه من شعره وقربه نحو الباب جعله ينحني كالركوع وبدأ يسحبه للخلف ويدق رأسه بالجدار الإسمنتي بكل قوته .. يسحبه للخلف ويدق رأسه بالجدار الإسمنتي بعد المره الرابعة توقف محمود عن الصراخ… صار يئن.. ضرب رأسه بالحائط احد عشر مرة…

إقرأ أيضاً: شهادات حيّة من فرع الأمن في حلب: هكذا أقدم السجّان على تعذيب محمد حتى الموت

ثم أمسكه السفاح ووضعه بين الباب وطرف الحائط وصار يفتح الباب ويغلقه على رأس محمود .. يفتحه ويغلقه على رأسه .. والمسكين دمه يصب من كل خليه في رأسه عيناه وأنفه، وفمه وأذناه .. صار رأسه كتلة من الدم..
وفجأة تقيأ دماً جامداً..
ضحك السجان علي وقال، ايوه، هلق، طبت،
مابقى فيك شي وأفلته فوقع على الأرض وعيناه جاحظتنان…. رماه للداخل واغلق الباب…

رؤية محمود وهو يسبح في دمه أبكت الجميع .. مرت دقائق حزينة …
كان محمود يحتضر ثم شهق شهقتين واسلم روحه ..

السابق
الأسد مافي شي بحلب.. من قال انها محاصرة؟
التالي
بين حصاري كفريا والفوعة الشيعيتين والزبداني ومضايا السنيتين: المقايضة القاتلة