المعارضة السورية تعترف: هنا أخطأنا

الائتلاف السوري المعارض
كتب رئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا في صحيفة "الحياة" مقالاً بتاريخ 17 شباط 2015 تحت عنوان "المعارضة السورية: أخطاء لا بد من الاعتراف بها"، شرح فيه أسباب الشرخ بين المجلس الوطني والشعب السوري، ونرى انه من الافادة استعادة عرض هذا المقال القيّم بسبب عدم تغيّر الواقع المؤسف الذي تعيشه المعارضة السورية وبقاء الوضع كما هو عليه اقليميا ودوليا.

ورأى سيدا أنّ “ما تواجهه المعارضة السورية اليوم حصيلة تراكم جملة مقدمات، أدّت بتفاعلاتها الداخلية، والأخرى الخارجية وتمظهراتها البنيوية، إلى وضعية لا تُحسد عليها».

وذلك بسبب “افتقار المعارضة السورية لأحزاب قوية كان من المفروض أن ترسم الخط السياسي للثورة… وفي المقابل، لم تتمكّن القوى الثورية الشبابية من بناء الأطر السياسية الناضجة المستقرة التي كانت ستسدّ الفراغ إلى حدٍّ ما”.

ارتكاب الأخطاء من قبل المجلس الوطني بحسب سيدا إضافةً إلى اتساع رقعة المشاركة في الثورة السورية والاندفاع الكبير في المشاركة من كافة مكونات الشعب السوري، والوعود من قبل أصدقاء الشعب السوري الذين دعموا الثورة منذ بدايتها، حتى ظنّ السوريون أنّ الثورة ستنتصر في غضون أشهر أدّت إلى إحباط الثورة.

إضافة إلى عدم التعاطي مع الواقف الدولية والاقليمية، وقوة النظام الاقليمية والدولية بشكل جديّ، والذي نجح منذ بداية الثورة بربط الثورة بالإرهاب، وتحويل الصراع بين النظام والإسلام السياسي السنّي.

وقال سيدا “كنا ننطلق من مسلّمة حقنا المشروع في القطع مع سلطة الاستبداد والإفساد، ولم ندرك استحالة ترجمة هذا الحق في عالم المصالح من دون مصالح”.

كذلك عدم قدرة المعارضة السورية على بناء جسم عسكري منظم، مرتبط مباشرة بالإئتلاف، الضعف في توحيد صفوف المعارضة المسلحة أدّى إلى استغلال العديد من المتسلقين إلى تقديم أنفسهم كقياديين في الميدان. هذا عدا عن عدم القدرة على تكوين إدارة فعلية تحت مظلة المؤسسة المعترف بها شعبياً ودولياً في المناطق المحررة، ” لكننا تقاعسنا لقصور ذاتي أولاً، ولنقص في الموارد المالية ثانياً، مفسحين في المجال لمجالس إدارة محلية وهمية تحصل على إمكانات مادية لافتة من دون ضوابط تضمن النزاهة والجدية. هكذا غدت مرتعاً للطفيليين ومقتنصي فرص الأزمات. هذا فيما المجالس الفعلية التي تعمل على الأرض حُرمت الإمكانات المطلوبة، ما أضعفها وأفقدنا الصدقية” يقول سيدا.

وأضاف  ” الأمر نفسه يصح في علاقاتنا بقاطني المخيمات في دول الجوار. فعلى رغم زياراتنا الكثيرة إليها للاطلاع على واقع أهلنا واحتياجاتهم، والتخفيف عنهم قدر الإمكان، وضمن حدود المستطاع، لم نتمكّن من ضبط العلاقة مع المخيمات وفق المطلوب”.

إقرأ أيضًا: حذاء الجولاني وبنطاله يشعلان مواقع التواصل الاجتماعي!

إضافة إلى عدم تشكيل لجان لدعم الثورة. وعدم استثمار الجاليات السورية في أميركا وأوروبا والخليج التي كان بإمكانها القيام بدور فعّال مع مراكز القرار والأبحاث والإعلام، وبناء مؤسسات بقدراتها الذاتية مما أدّى إلى تنامي التشدد والتطرف بسبب استغلال أصحاب المشاريع التعصبية لغياب الإئتلاف والمجلس.

السابق
الأمم المتحدة: الهجوم على قافلة المساعدات بسوريا جريمة
التالي
اكتشاف جانب صادم من حياة هتلر الجنسية :عاشر ابنة اخته