صيدا تجاهد وترقص وتغني وتحيا بتنوعها

مهرجانات صيدا عرضة لحملة مجهولة او على الاقل لم تحرج أي جهة حزبية أو دينية لتعلن رفضها للمهرجان السنوي لكنها تنطلق من داخل المدينة باسم ناشطين على شبكات التواصل في محاولة استغلال الدين بطريقة غايتها الغاء هذا المظهر الذي يضيف الى صيدا جمالا الى جمال القيم والتنوع الذي تجده في كل أبناء المدينة.

حملة على مهرجانات صيدا، والحجة أنّ صيدا مدينة الصلاة والجهاد..حملة أقل ما يقال فيها امتداد لمناخ التعبئة المذهبية والدينية التي تكتسح مجتمعنا هذه الأيام. صيدا وقبلها جبشيت وإجراءات البلدية المقيدة للحريات وبلدة عيترون ومنع اقتراب النساء من مسبح الرجال ولا نقول السباحة بل مجرد الاقتراب.

من حق من يشاء أن يعترض لكن أن يقرر أحد الاشخاص أو مجموعة أو حزب حدود تصرف الناس وأن تفرض عليهم قوانين وقواعد، فيما نتناسى أنّ هناك قوانين لبنانية تعاهدنا كمواطنين أن تكون هي الفيصل فيما بيننا.
المضحك المبكي أنّ هؤلاء أنفسهم المعترضون على مهرجانات صيدا، لا يضيرهم هذه الموجات من القتل التي تستبيح دماء المسلمين من دون أن يخرجوا للاعتراض على القتل باسم الدين والمذهب و للاعتراض على التكفير المتبادل باسم الدين.

إقرأ أيضاً: رئيس بلدية جبشيت: منع الاختلاط يحسّن نتائج التعليم!
أما قصة الجهاد فهي غير مفهومة فهل الجهاد مقصود منه تحرير صيدا؟ أم المقصود جهاديو المخابرات الدينية وغير الدينية في عين الحلوة؟ ان نزعة مصادرة الناس والحياة باسم الدين والجهاد، هو قمة تجاوز القيم الدينية وينم عن نزعة خطيرة في تخريب الحياة العامة اما قصداً أو جهلاً. فالحملة ضد إقامة مهرجانات صيدا هي رسالة يجب قراءتها على أنّها تنبيه إلى أنّ مجتمعنا اللبناني يعاني من خلل مفصلي يتمثل في أننا بدأنا نشهد تعبيرات خطيرة لفرض قواعد سلوك خاصة لكل منطقة، قواعد لا تولي للدستور والقانون اللبنانيين أيّ اعتبار.
لكن يجب أن لا ننسي إذا كان الدستور كما القانون قد استبيحا من الفئة الحاكمة فبالتأكيد ستكون شيمة أهل البيت الاستهانة بالقانون .. والرقص على بنوده ..

إقرأ أيضاً: حملة في صيدا ضد مهرجاناتها والذريعة الاسلام والجهاد.

لكن الرقص والغناء ممنوع في صيدا، هذا ما يحاول البعض أن يفرضه، أقول البعض، لكن السكوت على هذا البعض لن تكون نتائجه إلا المزيد من الإنغلاق في مدينة والمزيد من رقصة الموت. صيدا كان تنوعها مصدر انتصارها على الاحتلال الاسرائيلي، وعلى كل الاحتلالات المذهبية والطائفية. نعم للتنوع في صيدا واهلا بمهرجاناتها وبمجاهديها وبحق الحياة والفرح.

صيدا بوابة الجنوب وبوابة الفرح والحياة والحرية. ولا انتقاص من حق احد ولا من قناعاته.

السابق
عون لوفد الجماعة: لا مانع من تولي الحريري رئاسة الحكومة
التالي
الغارديان: هكذا يعيش الأيتام داخل ملجأ تحت الأرض في حلب