حزب الله والمجزرة السورية

المجزرة السورية تقتضي اليوم من حزب الله ليس البحث في عناوين لم يعد لها وجود كالمقاومة والممانعة، وإنّما البحث اليوم في وقف المجزرة الإنسانية ليس أكثر، المجزرة هنا هي في ما أصاب الشعب السوري من قتل وتنكيل وحصار ومجاعة وتهجير فاق كل تصور وتفوق على كل ما ارتكبته اسرائيل من قتل وتدمير.
التغني بالعداء لإسرائيل لم يعد ينفع، والسوريون اليوم يريدون وقف النزف ووقف الموت ووقف فنون القتل والتنكيل. ما يفعل ذلك ليس جنود اسرائيل ولا سلاحها ولا قادتها.
أكبر مهمة يمكن أن ينجزها حزب الله هي أن يقنع اكثرية السوريين أنّه ليس هو من شارك في القتل والتدمير وأنّه ليس هو من وصف كل من ثار على الأسد هو إمّا متآمر أو غبي.
على حزب الله أن يفكر كيف لا يجعل الشعب السوري مصدر عداء ومصدر خطر.
السيد حسن نصرالله في خطابه بذكرى حرب تموز ذهب إلى التغني بما أنجزه حزب الله في هذه الحرب وهو لا قيمة له إن لم يكن إنجازاً لمشروع الدولة وإنجازاً في سياق حرية الشعوب، ولكن إذا كان من رصيد حفظه العرب لنصر الله قبل عقد فإنّ هذا الرصيد تمّ صرفه بل استخدم في معركة تفتيت المجتمعات والدول العربية وهذا أهم عنصر لحماية لإسرائيل.
الهزيمة والإنتصار لا يقاسان بالسلاح والصواريخ بل بالنموذج الحضاري الذي تقدمه للعالم وللشعب وهذا ما لا يريد أن يعترف به حزب الله لذلك تزداد صواريخه فيما تتراجع الدولة ويتفتت المجتمع في لبنان وفي سوريا وفي العراق واليمن….فهل اسرائيل بربكم تخشى من هذا المشهد المريع في مآسيه.

السابق
المتحدث الرسمي باسم «جبهة فتح الشام»: سنسقط الأسد.. وهزائم الروس ستتوالى
التالي
قتيل روسي جديد في سوريا.. وهذا عدد الخسائر بأكمله