حزب الله يبحث عن طريق العودة إلى لبنان: حصار خانق ونفاذ العسل الإيراني!

حزب الله و ايران

يتابع “حزب الله” لحظة بلحظة التطورات المتسارعة في المنطقة سياسيا وعسكريا، ويتصدّر الشأن الاقليمي قائمة اهتماماته فيبني معظم قراراته على إيقاع مستجداته، متخطيا أحيانا كثيرة المصلحة اللبنانية، الامر الذي يأخذه عليه خصومه السياسيون في الداخل. وتشير أوساط سياسة مستقلة عبر “المركزية” الى ان قيادة “حزب الله” تنكبّ حاليا على قراءة سير الاحداث في الميادين التي ينغمس فيها ومنها اليمن والعراق عموما، وفي سوريا خصوصا، حيث يتبين له أن الأمور مهما ازدادت تعقيدا ومنسوب التصعيد الميداني مهما ارتفع كما هو حاصل اليوم، لا بدّ أن يبلغ سقفا معينا يُدفع عنده المتقاتلون الى طاولة المفاوضات مجددا، بما يعبّد الطريق أمام التسوية السياسية التي يرعاها الاميركيون والروس. والسؤال المطروح داخل أروقة “حزب الله”: كيف نعود من سوريا الى لبنان آنذاك، وكيف نتفادى تسوية داخلية على حسابنا؟

المسألة اليوم محور نقاش واسع داخل “حزب الله” ومحط أخذ ورد بين كوادره، وفق الاوساط التي تشير الى ان قيادة “الحزب” تأخذ في الاعتبار خلال مداولاتها، مجموعة عوامل مستجدة اقليميا، تضعها أمام حتمية مقاربة جديدة للواقع السياسي اللبناني قبل فوات الاوان. ومن هذه العلامات: التوجهات الايرانية المهادنة لا التصعيدية التي تمثلت اخيرا في استبدال مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين متشددين في القيادة الايرانية منهم حسين امير عبد اللهيان، بشخصيات أخرى أكثر ليونة واعتدالا وقربا من العرب، ما يدل الى ان طهران قد تكون في وارد تسهيل بعض الملفات العالقة في المنطقة، وعلى “حزب الله” بالتالي الاستعداد لمواكبة الانعطافة الايرانية هذه. أما العامل الآخر الذي يتوقف عنده “حزب الله” في جردة الحساب التي يجريها، فيتمثل في الحصار الخانق المتزايد عليه ماليا بفعل قانون العقوبات الاميركي لتجفيف منابع تمويله وسياسيا حيث بات في عين دول مجلس التعاون الخليجي ومعظم دول الجامعة العربية منظمة إرهابية وجبت محاربتها، ناهيك عن الاتهامات الموجهة اليه من قوس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ويضاف الى هذه الحقائق الصعبة تململا بدأ يبرز أكثر فأكثر داخل بيئته جراء عدد القتلى الذين يسقطون من عناصره في سوريا.

هذه الوضعية الحرجة وفق الاوساط، قد تدفع “الحزب” الى اعادة حساباته اللبنانية، حيث يكثر الحديث في صفوفه عن ضرورة اغتنام الفرصة المتاحة اليوم للدفع نحو تسوية سياسية شاملة تحفظ رأسه وتعيد اليه غطاء شرعيا هو بأمس الحاجة اليه، خصوصا أن المكاسب التي يمكن أن يحصّلها اليوم قد لا تكون متاحة غدا لا سيما اذا تقهقر النفوذ الايراني في المنطقة.

وتلفت الاوساط الى ان “الحزب” قد يحاول في الايام القليلة المقبلة جسّ نبض الفرقاء الآخرين من “سلّة” شاملة تضمن الحفاظ على سلاحه وعلى ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة”، على أن يتفق مع رئيس الجمهورية العتيد على هذه الثوابت، مقابل تسهيله الانتخابات الرئاسية، على أن يشمل الـ”Deal” العتيد أيضا الاتفاق على قانون انتخابي جديد تتم وفقه الانتخابات النيابية بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي. وتسأل “هل يغلب هذا التوجه على قرار “الحزب” أم يبقى الصوت المتشدد الاعلى في صفوفه”؟

السابق
تعليق صورة في «جويا» يودي بحياة «حسين» ويجرح شخصين
التالي
نشاطات هادفة لإنهاء العنف عند الاطفال