علي الأمين: إيران تتحالف مع من يعزز قوتها ولو إسرائيل…وثمن الإعتراض باهظ شيعياً

الصحافي علي الأمين

على الرغم من “الثمن” الذي يدفعه كل معارض شيعي لسياسات حزب الله، وحيث لا يجرؤ الآخرون، سلط الصحافي علي الأمين، رئيس تحرير مجلة جنوبية، الضوء على ممارسات حزب الله وإيران، وتحدث لموقع لبنان 360عن الواقع الشيعي في لبنان، وعن كيفية تعامل حزب الله مع المحكمة الدولية، وعن تغاضي حزب الله وجمهوره عن حادثة إهداء بوتين دبابة لنتنانياهو ووصفه بالحليف.

حول ظاهرة معارضة أمل_حزب الله قال الأمين:
“لا شك أن نتائج الإنتخابات البلدية في كل لبنان كان لها قراءات عدة، وحظيت على اهتمام جهات عدة لما تحمله من دلالات سياسية من ناحية الخروقات والإعتراضات التي ظهرت، والتي نستطيع ملاحظتها في كافة المناطق من قبل جهات إما مستقلة أو ذات طابع مدني إن صح التعبير، والتي تعكس بالمجمل حالة من الإعتراض على أحزاب السلطة التي تتحمل مسؤولية إدارة الشأن العام. تتفاوت القدرة على التعبير عن هذا الإعتراض من منطقة لأخرى بحسب ظروف كل منطقة. لا شك أن الأمر كان أصعب في الدائرة الشيعية، لأن كلفة الإعتراض في البيئة الشيعية هي أعلى من أي كلفة في البيئات الأخرى، وذلك نتيجة تحالف قائم بين حزب الله_أمل اللذين يمثلان سلطة الدولة وسلطة المال مما يعني اجتماع القوى المؤثرة والفاعلة في هذا التحالف، وبالتالي أي حالة إعتراض تسبب كلفة لأصحابها.

نستطيع القول أنه في الجنوب وقياسا” على انتخابات عام 2010 وما قبلها، من الواضح أن هناك ظاهرة إعتراض على هذه الثنائية. ليس بالضرورة أن يكون للإعتراض بعدا” سياسيا” أو هيئة تنظيمية محددة، ولكن هناك خيط يربط بين كل هذه الحالات، التي أظهرت إعتراضها على الثنائية التي عجزت عن تقديم أي نموذج بلدي على المستوى التنموي طيلة الست سنوات الماضية أو حتى ما قبلها لأن هذا التحالف كان يقدم نفسه على أنه يحمل الحلول والرخاء والتنمية للبلدات، ولكن أثبتت الوقائع أن هذه التجربة كانت فاشلة تماما”، والدليل على ذلك أن معظم البلديات التي كان حزب الله وأمل مشتركين فيها خلال الست سنوات الماضة عانت مشاكل عديدة لدرجة وصلت إلى الإنسحاب من كلا الطرفين من المجلس البلدي. أيضا”، كان هناك تعطيل للمجلس البلدي، وكانت هناك إتهامات كثيرة بالفساد وما إلى ذلك من كل الأطراف، ولم تقنع إعادة تحالفهما الناس، لأن الطرفان اتهما بعضهما بالفساد وعطلا المجلس البلدي، فما هو مبرر إعادة التحالف؟ هذا المؤشر برز في أكثر من مكان، واستخدم حزب الله تحديدا” أساليب عديدة لم يستخدمها في السابق من أجل الوصول إلى تحقيق فوز في الإنتخابات البلدية، وضغط على المستقلين في بلدات معروفة للفوز، وقد نجح في أماكن عديدة، إلا أنه فشل في أكثر الأماكن في فرض إنسحاب المستقلين. الضغوط أخذت بعدا” ترهيبيا” وترغيبيا”.

نستطيع القول أن هناك شريحة عبرت عن نفسها من خلال كتلة من الأصوات وجدناها في كل البلدات واعترضت على هذه الثنائية وهذا التحالف، واستطاعت القول أنها موجودة  ورافضة لأسلوب حزب الله. المعترضون لا يملكون المال ولا ماكينات إنتخابية ولا أي سلطة يستثمرونها كالطرف الآخر. تحالف أمل_حزب الله عمل لاستقطاب كل مؤيديه من خلال ماكينته الإنتخابية، ومن خلال التجييش الطائفي والمذهبي، والضغط المعنوي، والإغراءات حتى جمع ما جمع من أصوات، أما الطرف الآخر فكان يخوض معركته بشكل عفوي غير منظم وتلقائي، وكان يحتمي بموقفه فقط، وبالتالي استطاع تحقيق ما لا يقل عن 40% من الأصوات التي تقول “لا” لتحالف أمل_حزب الله المفروض على الناس.”

وعن إصرار حزب الله على عدم تقديم دليل للمحكمة الدولية حول مقتل بدر الدين قال الأمين:
“عبّر حزب الله مرات عدة عن عدم إعترافه بالمحكمة الدولية، وهو يتعامل مع المحكمة على أنها غير موجودة، وبالتالي هو غير معني بأن يقدم أي دليل او مساعدة  أو شهادة أو وثيقة للمحكمة، لأنه في حال سلمها أي دليل، هذا يعني إعتراف بها، وهذا ما لا يريده حزب الله.”

إقرأ أيضًا: علي الأمين: لا بيئة حاضنة لإيران في سوريا وهي تستثمر بـ «بشار الأسد»

ولدى سؤالنا الأمين عن إصرار حزب الله على الإستمرار في القتال في سوريا بالرغم من مقتل قياداته قال:
“قرار قتال حزب الله وإنسحابه من سوريا ليس بيد حزب الله. هذا القرار بيد البنية العقيدية التظيمية التي ينتمي إليها حزب الله، والذي يعتبر الولي الفقيه هو القائد الأعلى للحزب، وهو من يقرر، وبالتالي هذه المعركة تتجاوز حسابات حزب الله لأنها معركة إيرانية تتعلق بموقع ونفوذ إيران في المنطقة وفي سوريا تحديدا”، مما يجعل المسألة السورية أولوية لدى الإيرانيين، لذلك استعانت بحزب الله أولا” في سوريا، ثم زجَت بالأفغان، والعراقيين، والحرس الثوري الإيراني. المعركة في سوريا بالحساب الإيراني لها طابع وجودي، والمطلوب من كل الطاقات المتاحة أمام إيران المشاركة في حماية هذا الوجود. من هذا المنطلق، يلتزم الحزب بأوامر ولاية الفقيه، لأنه من ضمن هذه المنظومة، وله دور فيها. برأيي، حزب الله لا يملك زمام الأمور في سوريا بغض النظر عن مدى إقتناعه في القتال في سوريا، والقرار الأول والأخير هو لإيران.

إقرأ أيضاً: علي الأمين: التجربة السورية حدّت من مكابرة حزب الله وعاد ليتحصن بالبلديات

وعندما سألنا الأمين عن الصمت الذي ساد بين حزب الله وجمهوره بعد إعلان بوتين نتانياهو حليفا” وإهدائه دبابة قال:
“هذا يؤكد أن المسألة لا علاقة لها بفلسطين. هذه معركة مصالح. إن كان حزب الله يعتبر أن القضية الفلسطينية هي الأساس، وهي معيار علاقته بالآخرين كما كان يقول لنا دوما”، لكان أصدر بيانا” توضيحيا” استنكر فيه كلام بوتين عن أن الروس والإسرائيليين حلفاء، لكننا لمسنا صمتا” مطلقا”، ما يؤكد أكثر وأكثر أن الحسابات الإيرانية وحزب الله أن القضية الفلسطينية هي الأساس ليست صحيحة، إنما هناك نظام مصالح حول سيطرة ونفوذ إيران، ومن يحمي هذا النفوذ ويوسعه ويعززه هو حليف لإيران وإن كان حليفا” لإسرائيل. بإعتقادي، مصالح روسيا، وإيران، وإسرائيل، والنظام السوري في سوريا متقاربة وليست متعارضة، وبالتالي خطوة إهداء الدبابة لا تشكل أي إستفزاز لإيران وحزب الله وكل من يدعون المقاومة في هذا المحور الممانع، ولا تخدش كرامتهم، ولا تؤثر بهم.
(لبنان 360)

السابق
في سبلين: هكذا قتل أخيه ببندقية صيد…
التالي
القضاء الفرنسي يصدر قراره الجمعة بقضية اغتيال عرفات