التيار الوطني الحر يتساءل: ما علاقة المستقبل بتفجير الحمرا؟

تفجير بنك لبنان والمهجر

تساءل حسان الحسن في مقال له في موقع التيار الوطني الحر  “هل وقع “تفجير الحمرا” نتيجة النزاعات ضمن تيار “المستقبل”؟ “.
وأضاف “لا مصلحةً لأحد الوزراء الذين يحاولون بناء حيثية سياسة مستقلة عن “التيار الأزرق” بكشف المرتكب.

واعتبر الحسن أنّ “ما يشهده الشارع السني في لبنان من تباينٍ في المواقف، لاسيما داخل تيار “المستقبل”، هو إنعاكس لصراعٍ إقليمي بين تركية ومصر، إمتد لظاه الى الساحة اللبنانية، وإنكشف بوضوحٍ، في الانتخابات المحلية الأخيرة، تحديداً في طرابلس، من خلال الدعم التركي لقائمة المرشحين الى المجلس البلدي، التي تبناها وزير العدل أشرف ريفي، بحسب مصادر إسلامية عليمة، وهذا الأمر أكده الرئيس نجيب ميقاتي في حديثٍ صحافيٍ الأسبوع الفائت، ومما جاء في حديثه “… الجماعة الإسلامية غدرت بنا وصوّتت لمصلحة ريفي بناءً على طلب تركيّ”.”.
وتابع  “إذا، لاريب أن أنقرة تسعى الى تعزيز حضورها السياسي في المشهد اللبناني، خصوصاً بعد دخول أفرقاءٍ لبنانيين على خط الأزمة السورية، ما أدى الى استجرار الصراع في الجارة الأقرب الى الساحة الداخلية، بين فريقي حزب الله و “المستقبل”، على اختلاف أجنحتة، أي كل من الجناح التركي، المصري، والسعودي، على حد قول المصادر.”
واستخلص أنّه “وفي سبيل تحقيق الهدف التركي المنشود، إضافة الى استهداف المقاومة في لبنان، التي تخوض حرب مباشرة مع تركيا على الأراضي السورية، خصوصاً على جبهة محافظة حلب، أدى تدخل حزب الله فيها، الى عرقلة المشروع “الأخونجي- التركي” في سورية والمنطقة ككل، “إن لم نقل إسقاطه”، وفقاً لتعبير المصادر، فقد وجدت “السلطنة الجديدة” في اللواء الطرابلسي ” الحصان الرابح” لتحقيق أهدافها، خصوصاً أنه لايزال يتبنى خطاب ما يسمى بـ “ثورة الأرز”، المعادي لدمشق والمقاومة، ما أعطاه تمايزاً عن الرئيس سعد الحريري، المتمسك بالحوار مع حزب الله حتى الساعة، لإراحة الساحة الداخلية، ولكن يبقى هذا التمايز، تحت السقف السعودي، وضمن صراع البيت الداخلي في المملكة، ودائماً برأي المصادر.”.
مردفاً “مما لاشك فيه، أن الخطاب المذكور أسهم أيضاً في نجاح لائحة ريفي في طرابلس أخيراً، خصوصاً ان مختلف الأفرقاء الطرابلسيين، لم يبادروا الى لململة جروح الماضي، من خلال عقد مصالحة مع منطقة جبل محسن، على غرار اللقاء بين الحريري والنائب السابق الراحل علي عيد في منزل المفتي مالك الشعار في الفيحاء في العام 2008، فادى تقاعس هؤلاء الأفرقاء، الى ضرب ميثاق العيش الواحد، بعد غياب العلويين الطرابلسين عن المجالس المحلية في مدينتهم.”
وأشار الحست أنّه “بعد هذا الفوز الذي حققه وزير العدل في مسقط رأسه، الذي قد يفتح شهية “المستقلبيين” المعترضين على سياسية الحريري، الى إطلاق “حركاتٍ إصلاحية” داخل “التيار الأزرق”، خارج طرابلس والشمال، أي يؤدي الى تمدد حالة ريفي الى مختلف مناطق نفوذ “المستقبل”، الأمر الذي يدفع الى تمسك تركيا به أكثر فأكثر، فلن تتخلى وجودها في البلد، تؤكد المصادر.”.
وأضاف “وتعقيباً على ذلك، وفي لمحةٍ تاريخيةٍ عن الوضع الجيوسياسي لعاصمة الشمال، يشير الباحث التاريخي والاستراتيجي د. جمال واكيم الى أن خط الدفاع الأول عن جنوب الاناضول عبر التاريخ، هو خط طرابلس – حمص، لانه كان يشكل خط الصدع ما بين جبال العلويين وجبل لبنان، وفي الوقت عينه خط الدفاع المتوسط عن مصر.”.
مستشهداً بواكيم الذي أشار  “الى أن الفيحاء تأثرت كتيراً بالثقافة والتقاليد التركية، من خلال النفوذ العثماني في المنطقة، الذي اضمحل مع سقوط السلطنة، وولادة تركيا الحديثة، بعد ذلك برز الدور المصري في طرابلس، أثر ثورة الضباط الاحرار في مصر في أوائل خمسينيات القرن الفائت، بقيادة جمال عبد الناصر.
اليوم وبعد محاولة عودة الدور المصري في المنطقة، بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، اصطدم بالدور التركي، ليعود بذلك الصراع مجدداً على خط طرابلس- حمص، من هنا يفسر دعم أنقرة “لحركة ريفي”، ودائماً برأي واكيم.”.
ولفت أنّه “في سياق بروز التباينات في المواقف ضمن فريق الحريري، جاء أيضاً إنتقاد وزير الداخلية نهاد المشنوق لإداء العهد السابق في المملكة السعودية ولرئيس تيار “المستقبل” في آن، ليكون بمثابة “جرس إنذار” للأثنين، لتغيير إدائهما في لبنان، وبالتالي التصدي للتمدد النفوذ التركي، ويتماهى ذلك مع سياسية القاهرة، أن لم يكن بإيحاء منها، على حد قول المصادر المذكورة آنفاً.”
ليطرح اشكالية وتضمنت “وعلى وقع التباينات المذكورة، والصراع الاقليمي الخفي على الساحة اللبنانية، أتى وقوع الانفجار الذي استهدف فرع مصرف لبنان والمهجر في منطقة الحمرا، ما يطرح السؤال: ” هل أن هذا العمل الإرهابي، هو نتيجة النزاعات داخل الشارع السني، وخصوصاً ضمن تيار “المستقبل”؟”.
واستند الحسن إلىمصادر واسعة الاطلاع وذات صلة،تقول “أن الجهة المسؤولة عن التفجير، هي معادية لحزب الله وممتعضة من أداء وزير الداخلية، وتهدف الى إثارة البلبلة لدى المواطنين، ومحاولة ضرب الاستقرار الذي تحافظ عليه الاجهزة والعسكرية بأدارة “الداخلية”.”
وشدد أنّه “لا مصلحةً لأحد الوزراء الذين يحاولون بناء حيثية سياسية مستقلة عن “التيار الأزرق” بكشف المرتكب.”

السابق
أنطوان حداد عن «عودة الطبقة الوسطى»
التالي
عباس زهري يتحدى الحريري