خسائر الحرس الثوري في سوريا تعجل بإقصاء قاسم سليماني

كشفت مصادر إيرانية أن "الرئيس حسن روحاني مارس ضغوطًا لوقف إرسال المقاتلين من محافظة مازندران إلى سوريا بسبب تصاعد الغضب الشعبي داخل هذه المحافظة التي لا تزال جثث بعض أبنائها بيد مسلحي جيش الفتح فضلاً عن وجود أسرى

مع تواصل النزف الإيراني البشري على جبهات القتال في سوريا، أشارت تقارير صحفية إلى وجود رغبة لدى قادة الصف الأول بالحرس الثوري الإيراني بعزل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني من المهمة السورية ومنحها إلى القائد السابق للحرس الجنرال محسن رضائي، الذي يتولّى اليوم منصب سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران.

واستذكرت المصادر في هذا السياق معركة خان طومان في ريف حلب الجنوبي شمال سوريا في بداية مايو والتي تعرّضت فيها قوات الحرس الثوري الإيراني وحلفاؤه إلى خسائر فادحة على يد قوات متحالفة من المعارضة الإسلامية المتشددة، بدأ الحديث عن قرار بتغيير القيادة الإيرانية التي تمسك بالملف السوري في إدارة المعركة.

رضائي بزي الحرس مجددًا

ولاحظت المصادر أن رضائي بدأ الأسبوع الماضي بإطلاق سلسلة من التصريحات القوية التي تخص الشأن السوري وموضوع تحرير “خان طومان”، معتبراً أن “معركة حلب فاصلة بالنسبة لإيران وسوريا وحلفائهما”.

إقرأ أيضًا:السعودية تتهم ايران بتسييس فريضة الحج

وكان رضائي قد نفى الجمعة الماضية أن المرشد الأعلى علي خامنئي أمره بقيادة العمليات العسكرية في تحرير مدينة حلب شمال سوريا، لكنه أضاف أن “ارتداءه الزي العسكري للحرس الثوري مرة أخرى يؤكد استعداده لتقديم أي مساعدة”.

وفي سياق متصل، أكد موقع “دبكا” التابع لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية موضوع عزل قاسم سليماني ووضع إدارة الحرب السورية بيد الجنرال محسن رضائي، مشيراً إلى أن “هناك امتعاضًا داخل صفوف الحرس من الأساليب التي يتّبعها سليماني في إدارة المعارك مع المسلحين المعارضين”.

تذمر شعبي واسع

وبموازاة ذلك، كشفت وكالة “البسيج” للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني- نقلاً عن أحد مسؤولي الحرس – توقف إرسال قوات البسيج والحرس من محافظة مازندران إلى سوريا والعراق بسبب أحداث معركة خان طومان.

ونقلت الوكالة عن رجل الدين المُقرّب من خامنئي يدعى “كاظمي”، وهو أحد المسؤولين الإيرانيين الذين يشرفون على النشاط العسكري الإيراني بسوريا، دعوته لوقف إرسال أي قوات عسكرية من محافظة مازندران شمال إيران إلى مناطق الحرب في سوريا والعراق بسبب مقتل 13 ضابطًا من قوات الحرس الثوري التابعة للمحافظة في خان طومان.وبين كاظمي في رسالة بعثها لقادة الحرس إنه “وبعد هذا الحدث قدّم بعض قادة الحرس الثوري من محافظة مازندران شكوى موقعة بصورة عريضة تحمل بعض الملامة لسليماني .

من جانب آخر، كشف موقع “شمال نيوز” الإيراني، إن “الرئيس حسن روحاني مارس ضغوطاً لوقف إرسال المقاتلين من محافظة مازندران إلى سوريا بسبب تصاعد الغضب الشعبي داخل هذه المحافظة التي لا تزال جثث بعض أبنائها بيد مسلحي جيش الفتح فضلاً عن وجود أسرى”.وأفاد الموقع بحسب مصادره، أن “أهالي المفقودين والأسرى الإيرانيين في معركة خان طومان احتجوا لدى حاكم محافظة مازندران بسبب مقتل أبنائهم في سوريا”.

إقرأ أيضًا: محافظة ايرانية ترفض قتل ابنائها في سوريا… في ظل الخيانة الروسية!

يذكر أن جميع الضباط ومقاتلي الحرس الثوري الذين قتلوا أو أسروا في معركة خان طومان هم من محافظة مازندران شمال البلاد، وانعكست هذه الخسائر على الداخل الإيراني بشكل واسع، وانقسم فيها الشارع الإيراني بين مؤيد ورافض لإرسال القوات العسكرية الإيرانية إلى سوريا.

مقتل أحد أهم العسكريين

وفي إطار الخسائر الإيرانية المتزايدة على الجبهة العراقية أيضًا أعلنت الدائرة الإعلامية للحرس الثوري الإيراني، الاثنين، مقتل قائد بارز في قوات التعبئة “البسيج” التابعة له نتيجة انفجار سيارة مفخخة نفّذها أحد عناصر تنظيم داعش بالقرب من مدينة الفلوجة التي تبعد 50 كيلو متراً عن العاصمة بغداد والتابعة لمحافظة الأنبار غرب العراق.

وذكرت وكالة أنباء “تسنيم” التابعة للحرس، إن “القائد السابق لكتيبة عاشوراء التابعة لقوات التعبئة للحرس الثوري علي رضا بابايي قتل أمس نتيجة هجوم بسيارة مفخخة لتنظيم داعش”، مشيرة إلى أن “بابابي 44 عاماً هو من أهالي محافظة أراك وسط إيران توجّه إلى العراق لمساعدة الحشد الشعبي والجيش لتحرير مدينة الفلوجة من قبضة داعش”.

وأوضحت الوكالة التي بثّت صوراً لمراسم تشييع للقائد علي رضا بابايي في مدينة كربلاء الشيعية وسط العراق والتي تضم مرقد الإمام الحسين، مشيرة إلى أن مراسم تشييعه في محافظة أراك ستكون يوم غد الثلاثاء.

السابق
رئيس انتقالي أو انقاذي… محور زيارة الحريري الى فرنسا‏
التالي
حزب الله يرحّب بقرار سلامة ومحاولات لاحتواء الأزمة