كتلة المستقبل: حزب الله يشكل خطرًا على الأمن المصرفي

كتلة المستقبل النيابية

عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب عمار حوري وفي ما يلي نصه:

أولاً: في أهمية إنجاز المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان والضرر المتفاقم جراء استمرار الشغور الرئاسي:

أبدت الكتلة ارتياحها لإتمام المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية التي جرت في محافظة جبل لبنان بشكل طبيعي وديمقراطي ومن دون مشكلات تذكر، مما أظهر مدى تعلق اللبنانيين بمنطق المؤسسات والرغبة باستعادة الدولة لدورها وهيبتها، وهو ما شكّل خطوة اضافية على طريق تدعيم النظام الديمقراطي اللبناني والتمسك بالأساليب والممارسات الديمقراطية.

إنّ الكتلة إذ تغتنم هذه المناسبة لتنوه بجهد وعمل وزارة الداخلية والبلديات والأجهزة الأمنية وكل الأجهزة الرسمية التي تابعت هذه الانتخابات وسهلت إنجازها بنجاح، فإنها تكرر موقفها الداعي للتفكر والتبصر بحقيقة ما وصلت اليه حال التدهور والتراجع والانحلال للأوضاع العامة في

لبنان، وعلى مختلف المستويات. وبالتالي وحرصاً منها على عدم حصول المزيد من التفاقم في هذه الأوضاع، فإنها تدعو الكتل النيابية الى ضرورة المسارعة وقبل أي شيء آخر الى انتخاب رئيس للجمهورية لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر بفعل سيطرة سلاح حزب الله غير الشرعي الداعم للموقف التعطيلي للتيار الوطني الحر. وهي لذلك تنبه إلى الضرر المتفاقم جراء استمرار حال التعطيل لما لذلك من تداعيات خطيرة على البلاد وصورتها ومكانتها ومستقبلها وعلى اللبنانيين واستقرارهم الأمني والمعيشي.

انه وبعد مرور سنتين على هذا الشغور في موقع الرئاسة، فقد أصبح واضحاً أكثر من أي وقت مضى أن انتخاب الرئيس يشكل المدخل الحقيقي والوحيد لإعادة تفعيل المؤسسات والذي يجب أن يتبعه فوراً إقرار قانون جديد للانتخاب والذهاب إلى انتخابات نيابية تفادياً للوقوع في الفراغ الكامل للسلطة.

ثانياً: في خطورة الموقف السلبي لحزب الله من الإجراءات المصرفية اللبنانية التي تقتضيها عضوية لبنان في الأسرة الدولية ومشاركته في النظام المالي العالمي:

تستنكر الكتلة اشد الاستنكار الموقف الذي صدر عن الكتلة النيابية لحزب الله والداعي إلى عدم التزام المصارف اللبنانية بقواعد عمل النظام المالي العالمي التي تلتزم بها جميع دول العالم المشاركة في هذا النظام.

ان كتلة المستقبل تعتبر ان حزب الله بموقفه هذا، انما يعرّض الأمن الاقتصادي والمالي للبنان والمواطنين اللبنانيين، وكذلك أمن الاقتصاد اللبناني ونظامه المصرفي ومدخرات اللبنانيين الى الخطر الشديد. انه ليس جائزاً لحزب الله التصرف بهذه الخفة وهذا التسرع إزاء اخر مواقع صمود الاقتصاد اللبناني. والكتلة في هذا المجال إذ تؤيد الأسلوب الذي اعتمده مصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة لديه فإنها تضم صوتها وموقفها الى صوت وموقف جمعية المصارف في لبنان التي اعتبرت في بيان لها: “ان التزام المصارف القوانين اللبنانية والمتطلبات الدولية بما فيها تطبيق العقوبات، هو من المستلزمات الضرورية لحماية مصالح لبنان والحفاظ على ثروة جميع أبنائه ومصلحة جميع المواطنين والمتعاملين مع المصارف، ما يؤمن لهم سلامة استمرار العمل المالي والمصرفي من خلال النظام المالي العالمي”.

ثالثاً: التعزية بوفاة العروبي الكبير كلوفيس مقصود:

تتوجه الكتلة بالتعزية الحارة الى اللبنانيين عموما وإلى عائلة المغفور له السفير كلوفيس مقصود. لقد خسر لبنان والعرب بغيابه قامة عربية وعروبية كبيرة لعبت دوراً هاماً في الدفاع عن قضايا العرب في الأمم المتحدة وفي شتى المحافل الدولية.

رابعاً: في الذكرى الثامنة والستين لنكبة فلسطين:

توقفت الكتلة امام ذكرى مرور ثمانية وستين عاما على نكبة العرب الكبرى، والتي أدت إلى احتلال فلسطين وتشريد أهلها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وهذا ما حصل بتواطؤ دولي وسكوت معيب من المجتمع الدولي عن هذه الجريمة الانسانية والاخلاقية الكبرى، التي تنامى بسببها الشعور بالهزيمة والمهانة في المنطقة العربية وأسهم بالتالي في خلق الأجواء المؤاتية لأنظمة الاستبداد العربية ولنمو اليأس والاحباط لدى الكثيرين من المواطنين العرب، وبالتالي إلى تفشي تيارات التطرف والإرهاب. انه وفي ذكرى هذه المناسبة الأليمة التي تعاقبت وتتالت بعدها الصدمات الخطيرة على جسد الأمة لا بدّ من الملاحظة أنّ هذه الكوارث لم تنل من روح الأمة الوثابة الداعية إلى استمرار التمسك بالحق العربي والدعوة إلى النضال من أجل استرجاع الحقوق المغتصبة وحسب ما

تنص عليه مبادرة السلام العربية في العام 2002 وضرورة التمسك بالعروبة المستنيرة الجامعة للعرب والحريصة على مصالحهم واعتدالهم وانفتاحهم واستعادة دورهم البناء في علاقتهم مع العالم والمشاركة في تقدمه وازدهاره.

خامساً: في الذكرى المائة لاتفاق سايس بيكو:

تصادف في هذه الأيام مرور مئة عام على اتفاق سايكس بيكو التي نشأت بموجبه دول المنطقة بصورتها وتقسيماتها الحاضرة، ولاسيما ما آلت إليه في أعقاب نكبة احتلال فلسطين من قبل العدو الاسرائيلي.

في هذه الذكرى تبدي الكتلة قلقها من استمرار توسع اندلاع وتفشي الفتن والصراعات الطائفية والمذهبية في دول المنطقة، ولهذه الأسباب فإنها تكرر موقفها بأهمية العودة إلى التمسك بالميثاق الوطني اللبناني والدستور اللبناني المستند إلى اتفاق الطائف القائم على العيش المشترك بين كل الأطراف اللبنانية وعلى المناصفة فيما بينهم. وهي بهذه المناسبة تدعو إلى العمل على استكمال تنفيذ اتفاق الطائف ببنوده كافة والتي تؤمِّن التوازنات الوطنية السياسية والاقتصادية المطلوبة وتحديداً في الإنماء المتوازن واللامركزية الإدارية والشروع في تأليف مجلس الشيوخ.

في هذا المجال وفي ظل هذه الازمة الخطيرة التي تعصف بدول المنطقة، تدعو الكتلة الى استخلاص العبر واستلهام نموذج اتفاق الطائف اللبناني كحل تصالحي لاستيعاب التنوع في مجتمعاتنا العربية وللخروج من الازمات الراهنة في هذه المنطقة، ولاسيما في اليمن والعراق وسوريا وليبيا.

السابق
جريصاتي: انتخابات جونية أثبتت أن عون هو الاقوى في مكونه
التالي
الجنوب: الأهالي يواجهون «احتلال» الثنائية لأملاكهم وشؤونهم