بعد اغتيال زيدان: من يريد اشعال مخيمات صيدا؟‏

اغتيل اليوم الثلاثاء، المسؤول في حركة فتح في صيدا، العقيد فتحي زيدان وأصيب اثنان من مرافقيه بتفجير عبوة ناسفة داخل سيارته عند مدخل مخيم عين الحلوة.فما هي ابعاد هذا الاغتيال وماذا يحدث داخل المخيمات الفلسطينية في صيدا؟

في حادث أمني خطير إغتيل المسؤول العسكري لحركة “فتح” وأمين سر مخيم المية ومية العميد فتحي زيدان الملقب ب “الزورو”، بعبوة ناسفة انفجرت بالقرب من مستديرة الاميركان في مدينة صيدا.

اقرأ أيضاً: مخيم عين الحلوة: يرموك جديد قريباً؟

وبحسب، ما ذكرت مصادر فلسطينية، العميد زيدان كان يستقل سيارته عائدا الى مخيم المية ومية بعدما حضر اجتماعا للجنة الامنية الفلسطينية العليا للمطالبة بتعزيز الاجراءات الامنية وتشديد الأمن في المخيمات.

وعلى الفور، ضربت القوى الامنية طوقاً حول مكان الانفجار وبوشر بالتحقيق في الحادث لكشف ملابساته”.

وبحسب بيان الجيش اللبناني، أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة موضوعة داخل سيارة زيدان وهي من نوع BMW.
ووفقا لمعلومات أمنية، فقد قذف عصف الانفجار بزيدان نحو عشرين مترا خارج سيارته التي دمرت بالكامل نتيجة شدة الانفجار الذي استهدفه مباشرة وتلقاه بجسده مما قلل من الخسائر في المكان.

وإثر وقوع الانفجار شهد مخيما المية ومية وعين الحلوة حالة من التوتر واقفالاً للمحالات التجارية. كما صرفت العديد من مدارس وجامعات صيدا طلابها خوفاً من حصول تطورات أمنية، فمعظم مدارس وجامعات صيدا تقع في محيط مخيم عين الحلوة. كما افيد عن استنفار مسلح لحركة فتح داخل مخيم عين الحلوة”.

كذلك، عقدت القيادات الفلسطينية اجتماعاً لمتابعة التطور الأمني على خلفية اغتيال زيدان.
وقد استنكر الاغتيال مسؤول قيادة الساحة اللبنانية في حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات في تصريح لموقع “جنوبية” ووصف عملية الاغتيال بانها سياسية وهي عملية نكراء بحق المناضل زيدان”. وأضاف “الآن الاجتماع قائم بين القيادات الفلسطينية لتدارك مخاطر ما حدث لأن الاستهداف يعد خطيرا جدا خصوصا أنه تم اغتيال مناضل كبير وشخصية وطنية وقائد فلسطيني”.

كما أكّد قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب لـ”جنوبية” أن ما حدث “عمل اجرامي يهدف إلى احداث فتنة داخل المخيمات الفلسطينية”.

وأضاف “هذا عمل مستنكر ومدان وهناك لجان تحقيق لكشف ملابسات الإغتيال”. كما لم يتهم أبو عرب أي جهة لعدم توفر أي معطيات ملموسة حول الجهة الفاعلة”.
أما عن هدف عملية الاغتيال هذه، فقد اعتبر أبو عرب “أن من وضع هذا التفجير يريد توتير الأجواء واحداث فتنة داخل المخيمات وهو يساهم في طمس الهوية والتهجير”. مشيرا إلى أن “زيدان الملقب بـ “زورو” من الناس المحترمين وليس له بصمات شر بل كل خير”. وأكّد أن “حركة فتح لن تتهاون”.

https://youtu.be/_ZRTKy_26uM

مصدر صيداوي رفض ذكر اسمه قال لموقع “جنوبية” أن حادثة الاغتيال تأتي في سياق استهداف المخيم، وهي جريمة سياسية تهدف إلى دفع المخيم نحو المزيد من الاهتراء”. مضفا أن “ما حدث يوحي بأن الهدف منع الحسم بين فتح والجماعات الإسلامية لتستمر الاشتباكات”.

كما رأى المصدر أن “ما يجري هو تنفيس للصراعات اللبنانية وتنفيذها في المخيم ذلك أنه مرآة للوضع في لبنان”. مضيفا ان هناك بعض الاطراف داخل المخيمات تعمل على التحريض ويخشى ان يؤدي ذلك لنشوب مزيد من الصراعات بين الفصائل قد تؤدي لاشتباكات دموية بينها في المستقبل”.

اقرأ أيضاً: هؤلاء هم «ضيوف» مخيم عين الحلوة ومجرموه بالأشهر الأخيرة

ويذكر أن، فتحي زيدان هو المسؤول العسكري لحركة فتح في مخيمي عين الحلوة والمية ومية في صيدا وهو كان من الجهات المتعاونة من أجل تجنيب مخيم عين الحلوة أي انفجار وقد عمل على تعزيز الاجراءات الأمنية منعا لسقوط المخيمين بأيدي متشددين وكان بالإضافة إلى ذلك ينسق بشكل كبير مع السلطات اللبنانية من أجل حفظ الأمن. وقد أكدت مصادر في المخيم أن “زيدان” كان قد تلقى في الآونة الأخيرة تهديدات من قبل الجماعات المتشددة لردعه عن الدور الذي يقوم به.

والجدير بالذكر، أن مخيم عين الحلوة شهد توترا أمنيا واشتباكات في الأيام السابقة بعدما فشل تثبيت الهدنة بين حركة “فتح” والمسلحين المتشددين. وذلك في اعقاب الانتكاسة الامنية التي تمثلت بإغتيال الشاب عبد الرحمن القبلاوي من قبل احد افراد فتح الاسلام جماعة عمر الناطور ،ثم مقتل محمود الناطور شقيق عمر الناطور كردة فعل ثأرية على الجريمة الاولى.

السابق
«ماراثون» للأطفال الصغار جدا في بتروزافودسك
التالي
لماذا كشف نتنياهو عن غارات جيشه بسوريا؟ إجابة أسرائيلية