فرنجية زار الشعار: «الله يخرب بيت» من…

استقبل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في دارته بطرابلس المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية، في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزير رشيد درباس والنواب سمير الجسر، أحمد فتفت، أحمد كرامي، محمد كبارة، قاسم عبدالعزيز، روبير فاضل، بدر ونوس، كاظم الخير واسطفان الدويهي، الوزراء السابقين عمر مسقاوي ، سامي منقارة والنائب السابق سليم سعادة.

حضر اللقاء أيضا راعي أبرشية طرابلس المارونية جورج بو جودة، راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت إفرام كرياكوس، رئيس أساقفة طرابلس للروم الملكيين المطران إدوار ضاهر، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة أوقاف طرابلس الشيخ عبدالرزاق إسلامبولي، النقيبان السابقان بسام الداية وخلدون نجا، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبدالغني كبارة، قائد منطقة الشمال الإقليمية لقوى الأمن الداخلي العميد علي هزيمة، رئيس فرع مخابرات الجيش في الشمال العميد كرم مراد، رئيس فرع المعلومات في الأمن العام المقدم خطار ناصر الدين، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي المقدم محمد عرب، آمر سرية درك طرابلس العقيد عبدالناصر غمراوي، آمر مفرزة السير في طرابلس النقيب عمر الشريف، السادة توفيق سلطان وصلاح سلام وحشد من رجال الدين.

وقال الشعار: “اهلا وسهلا بكم في طرابلس عاصمة العيش الواحد ومحضن الآخاء الوطني وحارسة الوحدة الوطنية .. اهلا وسهلا بكم في دارتنا المتواضعة التي تسع الاحرار معا وعلى مساحة الوطن كله وعلى اختلاف انتماءاته السياسية والدينية والحزبية والثاقفية والمناطقية اهلا وسهلا بكم في دارة لم يعرف اهلها وساكنوها معنا للكراهية والقطيعة والخصومة لانني باختصار اعتبر اننا جميعا عائلة واحدة اسمها لبنان. اهلا وسهلا بكم في لقاء تكريمي ووطني وتضامني، لا يحمل معنى للتحدي او الخصومة ولا حتى للنكايات التي لا نعرفها لاي حزب من الاحزاب او لفريق او كيان او انسان”.

اضاف: “هذا اللقاء الوطني الجامع النخبوي والمسؤول يحمل هما واحدا هو هم الوطن الذي يتمثل اليوم بالفراغ الرئاسي وما ينتج عنه من نظريات جديدة ، لم يعرفها اللبنانيون من قبل، ايها الاعزاء، فخامة المرشح الكريم الوطني والوطن معرض للخطر والوطن للأسف يشكو ظلم ابنائه، وعدم اكتراثهم لوحدة الكيان ووجوده ووحدة ابنائه ومناطقه، الوطن لا يبنى بالعناد ولا بتهييج الغرائز ولا بتفجير الاحقاد ولا بنبش الماضي الذي مضى”.

تابع: “ان الوطن لا يبنى بتعطيل المؤسسات ولا بقطع الطرقات ولا يبنى بالتهديد ولا بالتخليف او التحدي بل يبنى بالتقارب والحوار وبتقديم المصلحة العامة المصلحة الوطنية على كل المصالح الحزبية والمناطقية والطائفية والمذهبية ، الوطن يبنى بالاحتكام الى الدستور واحترام المؤسسات وبالسهر على مصالح الناس وقضاياها.. فخامة المرشح الزعيم سليمان بيك، اصحاب المعالي والسيادة والسماحة والفضيلة، اردت ان اجعل من زيارة معالي الوزير الزعيم فخامة المرشح لدارتي مناسبة وطنية جامعة يسعد بها الشمال ويتفاءل بها اللبنانيون ونرفع ما تبقى من الحواجز الوهمية والنفسية التي لا تزل بعض آثارها من بقايا ماض بضى وكان مؤلما كثيرا وكان وللأسف الشديد كان محرقة وقودها ابناء وطننا الذين غلبت غرائزهم عقولهم لنعمل واياكم جاهدين ومتعاونين على اطفاء المحرقة السياسية التي اصابت الوطن والتي تتمثل اليوم بالفراغ الرئاسي وببعض القناعات والمفاهيم السياسية التي افرزتها الغرائز وردات الفعل وكأن لبنان لا يعرف معنى للديمقراطية او الاحتكام الى الدسور او احترام المؤسسات والبرلمان، ان يرفع شعار مثلا بأن رئيس الجمهورية يختاره الموارنة او المسيحيون اعتقد انها ردة فعل خاطئة وهي خروج عن الانتظام العام اللبناني لان رئيس الجمهورية باختصار يختاره اللبنانيون عبر ممثليهم في البرلمان لا اقل ولا اكثر، وان يرفع شعار بأن الاكثرية المسيحية هي التي تقرر من هو رئيس الجمهورية عودة الى الوراء وانفعال مذهبي وخروج عن الانتظام العام والا ماذا نقول جميعا في انتخاب الرئيس سليمان فرنجية الجد، وفخامة الرئيس الياس سركيس وشارل حلو وغيرهم، وان يرفع شعار بان رئيس الجمهورية هو صاحب الاكثرية النيابية المسيحية ليس له علاقة بالدستور ولا بالاعراف لان رئيس الجمهورية ينتخب من خلال البرلمان ايا كان ناخبوه النواب الذين نالوا ثقتهم من قبل هذا الشعب الابي وان يقال يجب ان يكون رئيس الجمهورية قويا فنعم والف نعم لكن ينبغي ان يدرك ان القوة هنا لا علاقة لها بالسلاح او العضلات لان رئيس الجمهورية يكون قويا بمقدار تمسكه بالدستور وحرصه عليه وشدة ائتمانه عليه وتفانيه باستيعاب اعباء الوطن ومسؤولياته وقدرته على استيعاب مهمته دون افراط ولا تفريط”.

وأوضح ان “رئيس الجمهورية القوي هو الذي يتمكن من الحفاظ على الدستور وتطبيقه والحفاظ على توازن عمل المؤسسات وخاصة الرئاسات الثلاثة”. وقال: “فخامة المرشح الزعيم سليمان بيك ايها الاعزاء، امامك مهمات واعباء ومسؤوليات وامامك تحديات لكن كلها تهون امام ارادة صلبة عبرت عنها منذ ايام يوم ان قلت بمفمك الملآن لن اوافق على الغاء نفسي وكذلك ستقول يوما لن اوافق على الغاء وطني وهذا الذي اعلنه جدك الرئيس سليمان بيك عندما قال واخذ موقفا ” وطني دائما على حق. ايها الاخوة الاكارم امامنا في هذا الوطن مشاكل عدة مفتاح حلها، انتباه اللبنانيين لخطورة الفراغ الرئاسي لان هذا الفراغ نهايته تطبع المؤسسات وانتهاء الهيبة وعدم احترام العالم لبلدنا وكأننا نقول اننا شعب نحتاج الى وصاية جديدة لا سمح الله . بقي علي ان اقول كلاما بالفم الملآن: تحترم الاكثرية دائما لكن عندما يكون عملها في اطار البناء اما ان يكون دور الاكثرية هو التعطيل ان هذا لشيء مزعج وان يقال كذل بأن عدم النزول الى البرلمان هو حق دستوري فانا ادعو الجميع لمراجعة ثقافتهم القانونية والوطنية لان الدستور لا يمكن ابدا ان يحمل معول هدمه ولو كان الدستور يقر بمخالفة كل واحد عن الحقوق لتعطل الوطن ولفقد الامل”.

وختم بالقول: “مرحبا بكم في مدينة لا تعرف معنى لغير التعايش ولا تحمل الا المحبة والوداد لكل ابناء الوطن، طرابلس عاصمة لبنان الثانية وقلب الشمال النابض ومصدر الحياة ولعل النبض الجديد القادم الينا سيكون من الشمال . عشتم جميعا وعاش لبنان سيدا وحرا ومستقلا. اود ان اخص بالشكر دولة الرئيس نبيه بري الذي بارك هذا اللقاء وشجعه واخص بالتحية دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري الذي عندما حدثته عنه قال لي كلاما ايجابيا عاليا. واود ان اشكر الاعلام الذي يوصل الكلام الوطني الى كل بيت”.

فرنجية
بدوره، قال فرنجية: “مرت غيمة سوداء في العلاقة بين المسلمين وبين المسيحيين ولكن الامور عادت الى طبيعتها، والمرحلة التي مرت في الحرب الاهلية وبعد العام 1992 حين توحد الشمال كان مرحلة طبيعية وجميلة، والمرحلة الشاذة كانت بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى اليوم، واسرع تطبيع حصل خلال الاشهر الماضية، هذه الامور الحقيقية التي تعودنا عليها في كل المراحل خصوصا بعد الحرب المشؤومة الاهلية التي مرت على لبنان. اعتبر انه لا يوجد احد لا نعرفه إلا ويوجد بيننا وبينه خبز وملح وهذه الحالة الطبيعية وليست الحالة المشؤومة السابقة، والمرحلة الماضية لن تكون عائقا امامنا، وسنتطلع الى الامام”.

اضاف: “لدينا الكثير من العمل “اذا الله وفقنا”. التمثيل المسيحي اتفقنا عليه في بكركي، والمسلمون وافقوا على ما صنع بكركي، وكان هناك اتفاق على طاولة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي وطاولة الحوار الوطني ومن خلاله تم وضع مواصفات رئاسة الجمهورية، ونحن حين رشحنا فريق “14آذار” خصوصا الرئيس سعد الحريري فهو لم يخرج عن الاجماع او عن القوة المسيحية، بل رشح ضمن مواصفات ما اتى في بكركي، وانا اقول اليوم انه حين تضع بكركي مواصفات اخرى نحن معها”.

تابع: “اذا حصل توافق في البلد على شخصية اخرى، نحن مع ذلك ولسنا ضد، نحن لا نعقد الامور ولا نقبل اي شيء مرفوض وطنيا، ولكن الاقوى في الطائفة او من يكون اقوى في مرحلة من المراحل. على رئيس الجمهورية ان ينبثق من بيئته ويمثلها وأن يكون مقبولا من الجهات الاخرى، لذلك نحن نعتبر انفسنا نمثل بيئتنا ومنبثقين من بيئتنا ومقبولين من الجهات الاخرى”.

وأشار الى ان “طرابلس وزغرتا، الشمال المسيحي والشمال المسلم عاشوا مع بعضهم في اسوأ الظروف وكانت الوحدة الوطنية في الحرب المشؤومة في 75 -76 وبعد ذلك كان منفتحة على بعضها ولم تقفل على بعضها ، حتى في المرحلة الاخيرة صار هناك اخطاء من هنا او هنا لكن الشعب البناني منفتح على بعضه وبقيت المناطق منفتحة على بعضها البعض، نريد ان نعمم النموذج الذي عشناه في الشمال على كامل لبنان”.

وقال: “نفتخر بزيارتنا لدراتك يا مولانا، هذه حقيقتنا وتاريخنا وعروبتنا هي تاريخنا علينا نحن واياكم ان نعمل كثيرا ونرى سويا الامور الايجابية في هذا الوطن لنركب على اساسها ونعمل عليها ونضع السلبيات جانبا اذا كنا مختلفون حولها واذا كنا قادرون على حلها نحلها ولكن لا نضع دائما السلبيات في الواجهة”.

وأوضح فرنجية ان “ما حصل مع الرئيس سعد الحريري واهم ما اتفق عليه معه هو تقديم الايجابيات على السلبيات”، وقال: “نحن نوايانا جيدة وانتم كذلك، الشمال نموذج للعيش المشترك كما كان دائما، نحن بيتنا هنا، وطرابلس هي بيتنا ومناطقنا هي بيوتكم، هذه المنطقة هكذا ربيت، كل عمرنا عرب، الرئيس فرنجية ربانا على العروبية ووحدة العرب، لا فرق لدينا بين طائفة او مذهب  ” الله يخرب بيت من اوصلنا الى الطائفية والمذهبية ..”.

مطرانية طرابلس

وضمن جولته الطرابلسية اليوم، زار  فرنجية،مطرانية طرابلس المارونية حيث كان في استقباله راعي الابرشية المطران جورج بو جودة. وعقد لقاء مطول شارك فيه الوزير السابق يوسف سعادة، عضو المكتب السياسي ل”تيار المردة” منسق طرابلس رفلي دياب، النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور، رئيس المحكمة الابتدائية المارونية المونسنيور نبيه معوض، رئيس دير مار يعقوب كرم سدة المونسنيور انطوان مخائيل، قيم المطرانية الخوري يوحنا مارون حنا ولفيف من كهنة الابرشية.

وبعد اللقاء قال بو جودة: “نحن مسرورون جدا لإستقبال معالي الوزير سليمان فرنجية في هذه المناسبة السعيدة عيد الفصح، ومناسبة لنلتقي معا للتداول ببعض القضايا المتعلقة بوجودنا المسيحي في طرابلس، وخاصة أن الوضع الأمني مستقر فيها هذه الأيام ونستطيع العيش فيها بصورة طبيعية. فزيارة فرنجية لنا مهمة جدا لنجدد الوجود والفعالية لنا اليوم، وعدة مرات قلنا اننا أبناء هذه المدينة كمسيحيين ونحن هنا أصيلون وأصليون ونتمنى البقاء، ونوجه النداء لإخواننا المسيحيين جميعا ليعودوا ويثقوا بهذه المدينة التي عاشوا فيها، وإخواننا المسلمون يقولون دائما أن الوجود المسيحي أساسي في طرابلس، صحيح مرت علينا أيام صعبة ولكن نشكر الرب أن هذه الأيام ولت وسوف نعود ونجدد فعاليتنا هنا من كل النواحي الإقتصادية والإجتماعية لكي تحافظ هذه المدينة على سمعتها بأنها مدينة العيش المشترك منذ اقدم. فأهلا وسهلا بك سليمان بك وسررنا جدا بزيارة معاليك”.

بدوره شكر فرنجية المطران على إستقباله، وقال: “كما قال سيدنا أن طرابلس هي مدينة العيش المشترك، مدينة الإنصهار الوطني، لقد ولدت في طرابلس وتربيت فيها وجميعنا عشنا فيها ولدينا ذكريات، ولطالما كانت الكنيسة، وهذه الكنيسة بالتحديد هي البوابة الى طرابلس، وبقاؤها كما في باقي المدن، وربما اكثر في طرابلس، ضمن امكانية البقاء والاستمرار والرجوع”.

أضاف: “نحن اليوم لسنا هنا لنساعد سيادة المطران، بل لدعمه لأنه يعمل ما فيه الكفاية في هذا الموضوع، وعلينا حينما نطالب بالحصة ان نفعل المشاركة، والاستحقاق البلدي قريب فنتمنى الترشح والاقتراع، وسيدنا هو الادرى ويكفي أن دوره وفاقي توافقي وليس إستفزازيا، لأي فريق من الأفرقاء، ونحن هذه سياستنا كانت وستبقى، ونعرف أن الشمال منطقة العيش المشترك في كل الظروف، بالرغم من كل مراحل الصعبة. فمنذ الحرب الأهلية الى اليوم بقينا موحدين، أو من أيام يوسف بك كرم نحن موحدون مع عبد القادر الجزائري، ومن أيام الرئيسين سليمان فرنجية ورشيد كرامي بقينا موحدين، ونشكر الله أن لدينا مطرانا وفاقيا كالمطران جورج بو جودة الذي حتى حين كنا نغضب كان يهدئنا”.

ورد بو جودة قائلا: “أريد أن أوضح لمعالي الوزير لكي أقول لأبناء طرابلس أنه عندما طلبت أن يكون هناك شوارع بأسماء المطارنة في المدينة، لم يكن طلبي تعصبيا أو إستفزازيا، ولكن هذا أمر طبيعي لأنني لا أعتقد أن أحدا خدم مدينة طرابلس كما خدمها المطران عبد أو المطران طوبيا أو المطران جبير أو المطران فؤاد الحاج، فلذلك طلبت منذ خمس أو ست سنوات أن يكون لدينا شوارع بأسمائهم وتكون معروفة، وعندما حصلنا عليها قال لي البعض ان هذا تحد، فقلت لا، ولكن هذا أمر طبيعي أن نكرم هؤلاء الأشخاص الذين خدموا المدينة بتسمية شوارع بإسمهم، وهذا مهم جدا، وأقولها كما يقول معاليه أنها علامة للعيش المشترك الذي نحن نعيشه مسلمين ومسحيين”.

(المستقبل)

السابق
بهية الحريري: الاقتتال الفلسطيني يصيب صيدا بالصميم
التالي
في ملف الاتجار بالبشر.. جثة داخل «شي موريس» قتلت قبل 3 أعوام ودفنت بالجدار