بان يعاين بقاعاً وشمالاً.. وينفي محاولات “التوطين”

اختتم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زيارته وفق “المستقبل” معايناً في أسبوع “الآلام” معاناة النازحين والمجتمع المضيف لهم بقاعاً وشمالاً. ونقل الضيف الأممي رسالة واضحة في ملف النزوح تتضمن نفياً قاطعاً لمحاولات توطينهم على الأراضي اللبنانية. وجال أمس يرافقه رئيسا البنكين الدولي جيم يونغ كيم والإسلامي للتنمية أحمد محمد علي مدني في الشمال، بحيث شملت الجولة مخيم نهر البارد حيث عاين الحاجة إلى استكمال الدعم المادي الدولي لعملية إعادة إعمار المخيم كما تسلم شكاوى الفلسطينيين حيال توقف مساعدات الأونروا، وصولاً إلى طرابلس حيث افتتح في منطقة القبة مركز الشؤون الاجتماعية في حضور الوزير رشيد درباس، ومنها إلى “حيّ التنك” في الميناء حيث نقلت مصادر الوفد المرافق لـ”المستقبل” إعجاب المسؤول الأممي بالحضارة الطرابلسية العريقة، مشيرةً إلى أنه في سياق الجولة الميدانية في الحيّ أقدم أحد المواطنين على إشهار بطاقة المساعدات التي يتلقاها من وزارة الشؤون للتدليل على كونه عاطلاً عن العمل نتيجة التردي الحاصل في الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذي دفع رئيس البنك الدولي إلى دعوة اللبنانيين المتأثرين بحالة التردي الاقتصادي الضغط باتجاه إعادة عمل البرلمان لإقرار المشاريع والهبات الحيوية التي تعيد تنشيط الدورة الاقتصادية في البلد.

 

كذلك زار بان وفق “المستقبل” البقاع حيث وصل والوفد المرافق جواً على متن مروحيات للجيش والأمم المتحدة إلى مطار رياق العسكري قبل أن يزور مخيم النازحين في الدلهمية ويستمع إلى حاجاتهم، متمنياً في تصريح أدلى به في ختام الزيارة أن “تؤدي مساعي الأمم المتحدة إلى نتائج ايجابية في ما خص وقف إطلاق النار في سوريا”. ومساءً، عاد إلى بيروت حيث عقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع كيم ومدني في فندق فينيسا بحضور منسقة الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وقائد “اليونيفيل” الجنرال لوتشيانو بورتولانو:

–          أعرب عن أنّ “العالم بأسره مُدين بشكل كبير للشعب اللبناني وللسلطات اللبنانية لسخائهم في إيواء أكثر من مليون لاجئ”.

–          طالب الدول المانحة بأن “تفي في أقرب وقت ممكن بالتعهدات” التي قطعتها لدعم لبنان خلال انعقاد مؤتمر لندن.

–          نفى أن يكون قد بحث أي موضوع يتعلق بتوطين اللاجئين السوريين خلال زيارته لبنان.

ورأت “النهار” ان بان اختتم زيارته للبنان أمس بما بدا نجاحاً للمزايدات الداخلية في استدراجه الى نفي أي اتجاه لدى الأسرة الدولية الى توطين اللاجئين السوريين في لبنان والتشديد على ادراج الدعم الدولي في اطار مساعدة لبنان على تحمل العبء “الموقت” للاجئين. لكن هذا الجانب لم يختصر وحده نتائج الزيارة التي استمرت يومين بل تجاوزه الى اربع رسائل علنية حرص المسؤول الاممي على توجيهها في مؤتمر صحافي عقده في فندق “فينيسيا” وتتلخص بالآتي:

–          اعادة تأكيد الدعم القوي للبنان في صموده أمام أثر الحرب في سوريا.

–          تأكيد أولوية ان “انتخاب رئيس اذ ما دام منصب الرئيس شاغراً ستظل الوحدة الوطنية للبنان ومكانته تفتقران الى المناعة والاكتمال”.

–          اعادة تأكيد دعم الامم المتحدة للقوات المسلحة اللبنانية.

–          التنويه بالهدوء في جنوب لبنان” مع انه لا يزال هناك خطر لاساءة تقدير العواقب”.

ونقلت مصادر ديبلوماسية  عن قريبين من بان أنه اطّلع للمرة الأولى وعن كثب على حقائق كثيرة، وفي ذلك نقاط إيجابية عدة ستحتسب لمصلحة لبنان الذي عليه ان يستمر في رفض توطين السوريين والسّعي الى ردهم الى بلادهم وممارسة أقصى الضغوط على القوى الكبرى التي تناقش الأزمة السورية والحلول المقترحة لها.

السابق
عودة الهدوء الى منطقة وادي خالد
التالي
تمديد الفراغ حتى ٢٠١٧ ؟