ما معنى «التضامن العربي» الذي خسره لبنان أمس؟

جامعة دول العربية
كل الإجراءات التي تتعاقب عليها الدول الخليجية والعربية تشير إلى أن الأزمة الحاصلة بين السعودية وبين حزب الله وصلت إلى حائط مسدود ولا إمكانية للعودة إلى الوراء. وعلى ما يبدو أن لبنان كله أصبح ضحية لهذه الازمة وسيتحمل اجراءات عقابية متصاعدة كما في مؤتمر وزراء الخارجية العرب أمس بعد أن رفع عنه "التضامن العربي". فما معني هذا القرار وكيف سينعكس على لبنان؟

تستمر المملكة في خطواتها الضاغطة التصاعدية ضد حزب الله وجديدها وربما ليس آخرها، تصنيف وزراء الخارجية العرب من القاهرة أمس الحزب “تنظيما إرهابياً”. في خطوة تأتي بعد التوصيف نفسه الذي أعلنته السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب. وجاء القرار العربي مصحوبا بتحفظ عراقي لبناني متوقع، وملاحظة جزائري.

اقرأ أيضاً: لبنان… واحتمالات الصيف الحار

لكن، الأمر اللافت أن لبنان لم يبقَ بمنأى عن هذه الإجراءات بل أصيب بشظايا الغضب السعودي من جديد متمثلا في الصفعة الخليجية لـ”موقف النأي بالنفس” الذي اتخذه لبنان عن قرار الجامعة السابق المتعلق بإدانة الاعتداءات على البعثتين السعوديتين في طهران ومشهد، إذ ردّ بالمثل الوزراء الخليجيون الست (السعودية ­ الكويت ­ قطر ­ البحرين ­ الإمارات باستثناء عمان) ونؤوا بأنفسهم عن تأييد بند “التضامن مع لبنان” المدرج على جدول أعمال مجلس الجامعة، وهو بند تقليدي سبق أن اعتمد هو نفسه العام الفائت.وتعبّر فيه الدول العربية عن تضامنها مع لبنان في شؤون داخلية وخارجية. إلى ذلك الاعتراض على عبارة “دعم صمود لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية”.

وزير الخارجية جبران باسيل الذي أعلن من القاهرة ان موقفه تمّ بالتنسيق الدائم والكامل مع رئيس الحكومة تمام سلام، سرّب أنه بعد هذا الإعتراض سأل نظراءه: “هل تريدونني أن أبلغ حكومتي أنكم مع اسرائيل ضد لبنان؟”.

وبالطبع ، ما حدث في القاهرة أثار المخاوف في لبنان، من حيث طبيعة هذا القرار وكيف سينعكس على لبنان؟ وما معنى أن لا يحظى لبنان بالتضامن والدعم العربي؟

أجاب الخبير الدستوري والقانوني المحامي ماجد فياض “جنوبية” بأن ” كل دعم يتأتى إلى لبنان من الدول الخليجية والعربية يزيدماجد فياض من رصيد الدولة ورصيد علاقاته الخارجية الدبلوماسية. وسينعكس على المجالات الاقتصادية والسياسية كذلك في تثبيت الإعتراف الدائم كدولة سيدة مستقلة ومن حماية هذا الوجود الدستوري والسياسي”. وتابع ” بالمقابل، القرارات الأخيرة المتخذة من قبل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ليست في مصلحة لبنان، نتيجة المواقف والتصريحات التي دأبت جهة لبنانيو معيّنة على اطلاقها ضدّ الدول العربية، وهي ستؤدي الى مزيد من العزلة دوليا وعربيا بحق لبنان، لا سيما في الظروف الحالية حيث تفتقد السدّة الرئاسية من يملأ هذا المنصب إضافة الى التوتر السياسي الحاصل على الصعيد الحكومي والنيابي”.

كما لفت فياض إلى أن ” هذا القرار هو بالحقيقة موقف سياسي يؤدي إلى إعادة النظر في طبيعة العلاقة التي تربط لبنان باشقائه العرب”. مشيرا إلى أن “أبعاده الأقوى هي سياسية بالدرجة الأولى”.

وعن التأثير الإقتصادي قال ” إن مثل هذه المواقف سيؤدي بصورة طبيعية إلى حرمان لبنان من المساعدات والعون من هذه الدول وعلينا الا نتصور أنه سيحظى مستقبلا بالدعم الذي حظي به في الماضي على غرار حرب تموز 2006 وفي أكثر من مناسبة”.

لبنان السعودية

أما قانونيا، فيرى المحامي فياض ان رفض الجامعة العربية التضامن مع لبنان ” لا يرتب خروج لبنان من الجامعة ولا وقف العلاقات في هذه المرحلة، لأن مسألة اخراج أي عضو من منظمة الدول العربية بحسب ميثاقها يقتضي اجراءات قانونية خاصة وهي ليست مطروحة”.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» «تنظيم ارهابي» عربيا وخليجيا

في السياق نفسه، رأت مصادر سياسية مواكبة أنه لا يمكن الإستهانة بصرف نظر دول الخليج والعرب عن التضامن مع لبنان والقول أنه معنوي وشفهي لا يقدم ولا يؤخر. إذ أن هذا الأمر له دلالات واسعة ويؤشّر لبدء دخول لبنان مرحلة العزل الاقليمي، كذلك خسارة الدعم السياسي في وجه أي اعتداء، خصوصا الدعم المادي، ولا نستطيع الانكار انه في حرب تموز فإن الدّول العربية والخليجية هي التي أعادت إعمار لبنان ووصل حجم المساعدات إلى 6 مليار دولار. فهل حقا بدأ لبنان يدخل مرحلة العزل؟

السابق
مجهولان يحاولان سرقة فرن في جزين
التالي
زعيم كوريا الشمالية يعدم وزير البيئة بسبب أحوال الطقس