حسن نصر الله ودول مجلس التعاون

يصر السيد حسن نصر الله من لبنان على التطاول على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قيادات ومثقفين وكتابا والشعب العربي في الخليج على وجه العموم، ولا أقول كل ما نفعله في الخليج العربي حلال، وليس ما يقوله السيد حسن نصرالله عنا صحيحا.

كان أنصار السيد حسن من العرب بجميع اتجاهاتهم ومعتقداتهم أكثر عددا وعدة من أتباعه في جميع مواطن الشيعة بما في ذلك إيران والعراق. لقد استقطب السيد حسن نصر الله بخطبه الحماسية ومواقفه من العدو الصهيوني وانتصاراته في جنوب لبنان جماهير واسعة من أهل السنة، كان بحق زعيم المقاومة للوجود الإسرائيلي في أرض العرب من غزة جنوبا إلى الناقورة شمالا، وكانت صوره تتصدر حيطان المجالس في كثير من بيوت أهل الخليج من أهل السنة وأتباع المذهب الجعفري إلى جانب صور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله. وكُتب عنه في صحافة الخليج العربي تمجيدا أكثر مما كتب عنه في الصحافة اللبنانية، ورفعه البعض من كتاب المنطقة إلى مرتبة القديسين والملهمين ولم يبق عليهم إلا أن يقولوا بأنه نبي القرن الحادي والعشرين، فهل مابرح الكثير من العرب يعتقدون بصدق السيد حسن نصر الله ضد الكيان الصهيوني؟
إقرأ أيضاً: لماذا عقوبات «التنابل» مؤذية لحزب الله؟
لا جدال بأن صورة السيد حسن نصر الله في المخيل العربي قد اهتزت وسقطت من صدارة المجالس على الأقل في دول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن اصطف إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد الذي دمر بلاده بكل معنى كلمة التدمير، وقتل من الشعب السوري العظيم بالتعاون مع نصر الله وحزبه وبتمويل إيراني وتأييد روسي وعون صهيوني ما يزيد على نصف مليون سوري، وهجر من ذلك الشعب العظيم – الذي وقف بالمرصاد لكل غزوات الفرنجة لبلاد الشام عبر التاريخ – أكثر من ثمانية ملايين إنسان، فأي مجد وأي نصر في سوريا يريد السيد حسن تحقيقه من اصطفافه المسلح بكل أدوات القتل والتدمير ضد الشعب السوري؟ هل أصبح العدو لحزب نصر الله هو الشعب السوري المطالب بالحرية وحقه في اختيار نظام الحكم الذي يحقق له السعادة والتقدم والمساواة، هل أصبحت روسيا حليفة إسرائيل وإيران حليفا شرعيا لحزب السيد حسن في لبنان؟! هل نستطيع القول أن شعار “الممانعة والمقاومة” تعني منع الشعب السوري من تحقيق طموحاته في اختيار قياداته والحكم الذي يريد، وأن المقاومة تعني مقاومة ومحاربة الشعب السوري كله لأنه لا يريد أن تحكمه جحافل بشار الأسد.
دول مجلس التعاون الخليجي قررت اعتبار منظمة “حزب الله” اللبناني منظمة إرهابية ولم يكن ذلك القرار صادرا عن ارتجال، بل أزعم أنه صدر بعد دراسات علمية وأمنية عميقة وتحقق من كل الوقائع التي تدعو مجلس التعاون إلى اعتبار”حزب الله” منظمة إرهابية. في الكويت تم اكتشاف خلايا تابعة لذلك التنظيم، ووجد عندها مخزونا كبيرا من الأسلحة والذخائر وتم القبض على البعض من تلك الخلايا ولم ينكروا ما يفعلون أمام الجهات القانونية المختصة، وكانوا يريدون العبث بأمن الكويت والمملكة العربية السعودية كما جاء في اعترافات من تم القبض عليهم، وفي مملكة البحرين حدث ولا حرج، تطالعنا وسائل الإعلام البحرينية بشكل أسبوعي أن الجهات الأمنية قبضت على خلايا لصناعة المتفجرات وآخرون ينتمون إلى أحزاب طائفية منها حزب الله اللبناني يريدون المساس بأمن وسلامة واستقرار مملكة البحرين، وثالثة في المنطقة الشرقية من المملكة السعودية وفوق هذا وذاك المعارك الدائرة في اليمن وصلة قيادات “حزب الله اللبناني” بأؤلئك العابثين بأمن وسلامة اليمن الشقيق. دولة الإمارات تحبط محاولة لتهريب سلاح بقيمة 16 مليون درهم إماراتي ( الدولار = 3.64 درهم ) إلى صعدة في اليمن معقل الحوثيين المستولين على الدولة اليمنية. بعد كل هذه الأحداث كان على دول مجلس التعاون أن تتخذ قرار اعتبار حزب السيد حسن نصر الله ” حزب الله ” منظمة إرهابية ولدول المجلس الحق أن تتخذ جميع التدابير لحماية أمنها وسلامة أراضيها وسد المنافذ أمام كل القوى الإرهابية بما في ذلك حزب السيد حسن.
المطلوب من دول مجلس التعاون بعد اعتبار منظمة “حزب الله اللبناني” منظمة إرهابية وكل من يتعاون أو يتعامل معه أو يؤيده. ومن هنا أؤكد القول أن الشعب اللبناني ليس كله من أنصار الأحزاب الطائفية في لبنان وقد عانى الكثيرون من ممارسات أفراد الأحزاب الطائفية، ويجب التأكيد أن من يناصر السيد حسن هم قطاع محدد من الشعب اللبناني لهم مصالح مرتبطة بالحزب فلا يجب التعميم.

إقرأ أيضاً: أوساط غربية تحذر: إحموا الحكومة منعاً للتفجير
إن إخواننا اللبنانيين المقيمين معنا على أرض الخليج العربي يدركون جيدا مخاطر ممارسات حزب الله في الداخل والخارج ويرفضون كل ممارسات طائفية أيا كانت العقيدة الدينية، وعلينا نحن في الخليج العربي حكاما وقيادات وشعبا ألا يمتد غضبنا ورفضنا إلى الجاليات اللبنانية المقيمة معنا في كل دول الخليج العربية، إلا لمن يأتي بسوء منهم. إن حمايتنا وعدم المساس بهم أمر يعتبر من شيمنا واخلاقنا ونطالب بكل صدق ألا يمتد غضبنا إلى شعب لبنان فهم أسرى قوى الطوائف المسلحة.
آخر القول: طمئنوا يا قادتنا الميامين الجالية اللبنانية بأنهم لن يؤاخذوا بما يفعل حزب السيد حسن في سوريا ولبنان واليمن والخليج، وإنما سيؤاخذ قانونيا في كل دول مجلس التعاون كل مناصر ومؤيد وممول لذلك الحزب في كل دول مجلس التعاون.

السابق
في ذكرى سيدة النجاة: نصدق الحكيم…لا منامات جميل السيد
التالي
تحقيقات إسرائيلية: المصابان بعملية “هار براخا” كانا يلعبان “شيش بيش”