الحريري قالها: لدينا 3 مرشحين «تفضّلوا إلى المجلس»

اذا كان "من غير المسموح في هذا الزمن ممارسة التّرف السياسي، فيما البلاد تعيش فراغاً، وفيما الحرائق تشتعل حولنا، وليس هناك في العالم من يطفئ النار، بل متسابقون على صب الزيت فوقها"، كما قال الرئيس سعد الحريري لدى مشاركته في احياء الذكرى الحادية عشرة لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري أمس في "البيال"، فان السؤال الذي لا بد ان يطرح ماذا بعد؟ وهل تكون المدة الفاصلة بين 14 شباط و14 اذار كافية لاعادة لملمة الصفوف في قوى 14 اذار بعد "القيام بمراجعاتٍ نقدية داخلية؟ كما يبقى السؤال الابرز ما مصير رئاسة الجمهورية؟

إحياء الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري شكّل حدثاً بكل معنى الكلمة بأبعاده السياسية والوطنية والعربية والمستقبلية. فالحدث الذي شارك فيه الرئيس سعد الحريري شخصياً، حوّل بيت الوسط إلى خلية إتصالات ضمن توجّه محدد وواضح وشجاع يتصل بكيفية حماية منجزات ثورة الاستقلال الثاني، والحفاظ على البنية التنظيمية لقوى “14 آذار. وفي الكلمة التي ألقاها الرئيس سعد الحريري من على منبر ذكرى 14 شباط وسط مشاركة رسمية وروحية ومدنية وشعبية حاشدة وبنصاب مكتمل لمختلف قادة وشخصيات قوى الرابع عشر من آذار، استهل الحريري استعراض الرواية الكاملة لمبادراته المنطلقة من أنّ مصلحة الوطن تكمن في “فك الحصار عن الرئاسة والحكومة ومجلس النواب لا في المشاركة بمحاصرة مضايا وحلب والمدن السورية”.

يبقى السؤال الابرز وفق “النهار” عن مأل رئاسة الجمهورية والفراغ المستمر منذ 21 شهراً، في ظل الاستمرار في ترشيحات عدة لم يبد الرئيس سعد الحريري تخوّفه من “وصول أي شريكٍ في الوطن الى رأس السلطة، طالما يلتزم اتفاق الطائف وحدود الدستور والقانون، وحماية العيش المشترك، وتقديم المصلحة الوطنية وسلامة لبنان على سلامة المشاريع الإقليمية”. وكانت دعوته الابرز “تفضّلوا إلى مجلس النواب وانتخبوا رئيسا، إلا إذا كان مرشحكم الحقيقي هو الفراغ”. والحريري الذي لم يرشح النائب سليمان فرنجية بالاسم شرح في سياق كلمته الظروف التي املت عليه المضي في ترشيحه.

اقرأ أيضًأ: سعد الحريري.. هو حضنٌ أولاً

ولفتت “الجمهورية” إلى أن الحريري لم يعلن رسمياً ومباشرة ترشيح فرنجية، لكنّ إدراج اسمه الى جانب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ومرشح “اللقاء الديموقراطي” النائب هنري حلو كان كافياً ليستمر في نهج الترشيح غير الرسمي الذي يبدو أنه لم يصبح رسمياً بعد لدى الجهات الاقليمية والدولية التي أيّدَته. وقد كشف الحريري، من خلال لقائه السريع والأول مع رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، ومن ثم زيارة الأخير لرئيس مجلس النواب نبيه بري، انه يعمل وجنبلاط على سيناريو يَقضي بنزول جميع الكتَل والنواب الى المجلس لانتخاب مرشّح من الثلاثة، علماً انّ بري كان قد قال أخيراً بأن ينزل المرشحون الى المجلس وليَفز من ينال أكثرية الأصوات. لكنّ السؤال الذي طرحته الأوساط السياسية: هل انّ هذا السيناريو قابل للتنفيذ في ظلّ النزاع الدائر حول النصاب الدستوري لجلسة الانتخاب؟

ورأت “الجمهورية” أن المجلس لم يتمكّن من الانعقاد لانتخاب رئيس في 34 جلسة متتالية نتيجة عدم اكتمال النصاب الدستوري البالغ 86 نائباً، فكيف له أن ينعقد بهذا النصاب الآن في وجود ثلاثة مرشحين متنافسين على الأقل؟

اقرأ أيضًا: لمثل هذه المرحلة اغتيل الرفيق

وقالت اوساط “الجمهورية” انّ إمكانية التزام اللعبة الديموقراطية التنافسية في الاستحقاق الرئاسي كانت ولا تزال غير مُتاحة الّا في حال التوافق على الرئيس العتيد. وأشارت الى انّ التحركات والاتصالات ستظهر من اليوم المنحى الذي سيتخذه الاستحقاق الرئاسي في ظل استمرار التوقعات بأنّ أوان إنجازه ما زال بعيداً. ودعت هذه الأوساط الى مراقبة ما سيكون عليه واقع فريقي 8 و14 آذار في ضوء مواقف الحريري التي جاءت عنيفة ضد “حزب الله” وحلفائه الى جانب الرسائل المبطّنة التي وَجّهها الى بعض حلفائه. وكذلك في ضوء المواقف التي سيعلنها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله غداً، علماً انّ بعض المراجع السياسية تؤكد انّ الاستحقاق الرئاسي سيبقى بعيد المنال طالما انّ التوافق لم يتحقق بعد بين “المستقبل” و”حزب الله” ومن خلفهما الرياض وطهران.

السابق
خلال الساعات المقبلة… «رعد الشمال» يحطّ في السعودية
التالي
هل كانت لطشة «الحريري» السياسية لـ «جعجع» موفقة؟