العراقي مازن رماح: لبنان غيّرني

مازن رماح
3700 شاب من جنسيات ومشارب ثقافية مختلفة، دفعتهم ظروف الحرب والنزاعات إلى ترك بلادهم واللجوء إلى لبنان، خصوصاً بعد اندلاع الحرب في سوريا. والعراقي مازن رماح واحدا من هؤلاء.. كيف خدمه المجتمع المدني؟

تعتبر قصة مازن رماح، واحدة من بين القصص الكثيرة التي لعب المجتمع المدني في لبنان دور البطولة فيها، الذي كان المحرك في دفع حياة عدد من الشباب إلى الأمام. فقد تميّز الشاب العراقي مازن رماح(30 عاما) بصفات جعلت منه محط أنظارالمحيطين به. التقينا معه لسماع قصته.

إقرأ أيضاً: قصّة «أصدقاء صيدنايا»: أقوى ثلاثة رجال في سوريا اليوم!

يروي مازن حكايته مشيراً إلى أنه في العام 2009 خرج من العراق، لأسباب إجتماعية وأمنية، حيث جاء الى بيروت ليكمل تعليمه، بعد أن كان طالبًا في كلية الهندسة في الجامعة الأميركية في السنة الثانية في بلاده.

ويضيف: “أنا أصلا من كربلاء، أعدم والدي في عهد صدام حسين، وأنا من عربستان جاء أجدادي مع الإمام الخميني الى العراق في العام 1965 وقطنوا في النجف رغم ترك الإمام الخميني لها في نهاية عام 1978. وتحولنا نحن من إيرانيين هاربين الى مواطنين عراقيين. وبعد إعدام والدي على يد نظام صدام حسين هربت عائلتنا الى ايران-علما أننا لم نتسلّم جثته حتى الآن- ولكن عندما احتلت قوات التحالف العراق 2003 عدنا ووجدنا منزلنا قد استخدم كمقر لحزب البعث، عوضتني الدولة العراقية بقطعة أرض، لأن والدي كان في فيلق بدر الذي يقاتل داعش اليوم”.

مؤسسة عامليتابع مازن، قائلا “وصلت بيروت محاولا الإلتحاق بالجامعة الأميركية، لكني تفأجات ان الأقساط مرتفعة جدا، فعملت لفترة محددة واستأجرت منزلاً في عاليه، ولكن بسبب إرتفاع الأسعار هناك إنتقلت الى الضاحية، وكنت قد مررت بظروف صعبة جدا صرفت فيها كل أمواليّ التي حملتها معي، ولم أستطع أن أكمل من جديد، فشعرت باليأس، خصوصاً أن والدتي كانت قد إستشهدت في إنفجار مع السيد محمد باقر الحكيم عام 2003 في النجف. وقد أدمت قلبي حين تعرّفت إليها من بعض قطع في جسمها وجدت على أرض المجزرة. وكنت وحيدها، فقد كنت طفلاً رضيعًا ابن ثمانية شهور حين أعدم والدي”.

إقرأ أيضاً: قصّة روميو وجولييت التركيين انتهت في دار المسنين!

وبحزن ظاهر يتذكر :”ضاقت الدنيا بي، ولم أتمكن لا من العمل ولا التعلّم بعدها. وبعد نفاذ أموالي هنا في لبنان حجزوا لي سيارتي وشقتي، وتراكمت الديون عليّ، لكن وعن طريق الصدفة إلتقيت بمجموعة شبابية دعوني لزيارتهم لأعوض دراستي التي ضاعت، فكان اللقاء في “مؤسسة عامل”، دخلت وتسجلت ووجدت انه مركز متكامل”.

“انتسبت الى أول دورة تأهيلية لي في الموسيقى، والعزف، وأصول الغناء، وكان هناك متخصصون يعلمّوننا وقد استفدت منهم كثيرا.

كما أخذت درس كورال، وأديت في مهرجان الشعب السوري على مسرح قصر الأونيسكو. وشاركت في تقديم “ريبورتاج” غنيّت فيه عن الغربة من انتاجUN، و”ريبورتاج” عن حياتي في مركز عامل. وغنيّت لمؤسسة تهتم باللاجئين الفلسطينيين، ورشحتني المؤسسة لأكون أحد متطوعي IDR وهي مؤسسة تهتم بحقوق الإنسان، وشاركتُ في إعلان عبارة عن “ريبورتاج” على وسائل التواصل الإجتماعيSOCIAL MEDIA. وشاركتُ في برامج إذاعية، وأجريتُ عددا من المقابلات، لذا أعتبر نفسي محظوظا”.

“وأنا أقول إن الجوهرة إذا لم نهتم بها فإن الغبار يملأها، ولكن إذا إعتنينا بها فإن بريقها يلمع. وأقصد من قولي هذا انه لولا “مؤسسة عامل” لكنتُ إنحرفت. وأنا أعتبر المؤسسة ومديرة المركزعائلتي الثانية”.

مؤسسة عامل
مؤسسة عامل

“كما تعلمت المحاسبة لمدة شهرين، استفدت منها كثيرا، وكانت سببا في حصولي على عمل في شركة خاصة، حيث أتقاضى الان راتبا جيداً. ودرست الكمبيوتر وبرامج & excel word & Photoshop، وصرت خبيرا بهذه البرامج، وتعلمت أيضا تصفيف الشعر، ولكن بسبب دوام العمل لم أتابع حتى النهاية. والأهم من هذا كله أنيّ لولا مؤسسة عامل لما أستطعت إكمال حياتي”.

إقرأ أيضاً: «جنوبية» يدعوكم للمشاركة بحملة «الأمم المتحدة حليف الأسد»

«مرّ على مركز مؤسسة عامل في حارة حريك فقط، خلال السنوات الثلاث الماضية، حوالي3700 حلم لشباب من جنسيات ومشارب ثقافية مختلفة، دفعتهم ظروف الحرب والنزاعات إلى ترك بلادهم واللجوء إلى لبنان، خصوصاً بعد اندلاع الحرب في سوريا، فكانت بيتاً لهم في كل الظروف، يتعلمون منها ويعطونها».

تشرح زينة أيوب مديرة مركز حارة حريك في عامل تجربتها في هذا الإطار.

وتشير أيوب إلى “قدرة المؤسسة في التأثيرعلى حياة الشباب ودفعها نحو الأفضل، عبر مساعدة هذه الشريحة من المجتمع باكتساب الثقة بالنفس. حيث تختلف جنسيات المرتادين بين السورية والعراقية والسودانية واللبنانية كون المركز مختصا بهؤلاء، للاستفادة من برنامج الدعم النفسي نظرا لوجود معالجة نفسية ومرشدة إجتماعية لمن يعاني من مضاعفات نفسية أنتجتها ظروف الحرب والدمار والتهجير”.

السابق
فيديو نادر يجمع فيروز وعاصي الرحباني ووديع الصافي..
التالي
ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي: حسن نصر الله لم يصدق