لماذا لم ننتبه أن عبد الناصر سنّي والشّاه شيعي؟

ايران والعرب

في اشد مراحل الصراع بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر و شاه ايران محمد رضا بهلوي لم (ينتبه) كلا الطرفين للاختلاف المذهبي بينهما ….لان الصراع كان صراع نفوذ بين ( دول) لها قراءة مختلفة لمستقبل بلادها والمنطقة….وليس صراعا من منطلق(مذهبي).
بعد العام 1979 ونجاح (الامام الخميني) في الإمساك بمفاليد الحكم في ايران ..صنفت ايران نفسها دولة دينية وقائدة لل(العالم الاسلامي) واعتبرت مقدمة الدستور الايراني نصاً “فان هذا الدستور سيعدٌ الظروف لاستمرارية هذه الثورة داخل البلاد وخارجها خاصة بالنسبة لتوسيع العلاقات الدولية حيث يسعى مع سائر الحركات الاسلامية والشعبية لبناء الأمة الواحدة في العالم” ونصت المادة 12 من الدستور الايراني ( الدين الرسمي لايران هو الاسلام و المذهب الجعفري الاثنى عشري وهذه المادة تبقى الى الابد غير قابلة للتغيير) ….. تبنت ايران شعار (تصديرالثورة )……واعتبر (الامام الخميني) أن بلاد (المحيط) هي الساحة الاولى لتطبيق هذا المبدأ….
كل ماتقدم لنرى الصورة كاملة ….فمشروع (الشيخ نمر النمر). و(مع اعتراضي لمبدأ اعدام اي انسان بالمطلق)..ليس مشروع الحداثة و الديمقراطية ، و لا يعتني بمفاهيم مماثلة و لا بتطبيقاتها…. لو هيّئت له شروط الحكم سيمارس نفس الممارسات التي يدينها على الاخر….هو بالنتيجة يحمل مشروعا لا يختلف في بنيته عن مشروع من يحاربه لا في القضاء ولا في التمييز المذهبي او الطائفي….
لذا الحرية التي تعنينا هي حرية سميرة خليل ورزان زيتونة وكل المعتقلين في الزنازين المظلمة…. الحرية التي ندافع عنها هي حرية الكلمة …. حرية رائف بدوي الشاعر والمدون المحكوم عليه بالاعدام في السعودية … وحرية فاطمة إختصاري شاعرة ايرانية حكم عليها بالسجن 11 عاما لانها كتبت مايعتبر خرقا لتابويات الفكر…
الحرية التي تعنينا …. حرية التفكير بلا حدود وبافق مفتوح… مبادئ المواطنة والمساواة والعدالة …. هذا مايستحق منا التضامن اي تلك القضايا التي تبني مستقبلا افضل للانسان. لا تلك التي تقسم الناس وتستنفرهم على اسس مذهبية او طائفية وعصبية.

السابق
خامنئي معلقا على اعدام النمر عبر التويتر: الانتقام الإلهي سيطال حكام السعودية
التالي
الرياض:”نظام إيران آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب”