الأحواز: استفاقة العرب المتأخرة

إستفاق العرب، ولكن متأخرين.. أما نحن الذين وعينا جيدا على القضية الفلسطينية، نرى أنهم تخلّوا عن الأحواز قبلا بكثير.. فهل يحاولون اليوم إستعادة بعض ماء الوجه في تحرّكهم الحاليّ؟ ام ان العامل المذهبيّ هو الذي أيقظهم من سباتهم العميق؟

مع الذكرى الـ90 للسيطرة الإيرانية على الأحواز العربية، حشد العرب كل طاقاتهم في المؤتمر السياسي الثالث لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز – الذي عُقد مؤخرا في  العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، من قبل إيران منذ العام1920.

في ذلك العام، اتفقت بريطانيا مع إيران على إقصاء أمير الأحواز أو ما عُرفت بعربستان، وتم ضم الإقليم إلى إيران، حيث منح البريطانيون هذه الإمارة الغنيّة بالنفط إلى إيران. ومن بعدها صارت مناطق الأحواز محلّ نزاع إقليمي بين العراق وإيران، وقد أدى اكتشاف النفط في تلك المنطقة، إلى ارتفاع حدة التصارع للسيطرة عليها.

وتتميز الأحواز بغناها بالموارد الطبيعية من النفط والغاز وخصوبة أراضيها، كونها المُنتج الرئيس لمحاصيل السكر والذرة. حيث تساهم بحوالى نصف الناتج القومي الصافي لإيران، وبأكثر من 80 % من قيمة الصادرات في إيران.

علما ان حركة النضال العربي لتحرير الأحواز تأسست حديثا في العام 1999 أي بعد حوالى أكثر من 8 عقود على الإحتلال. فلماذا؟ وأين كان العرب منذ ذلك الحين؟

وبعدها بأكثر من 50 عاما، احتلت إيران الجزر الإماراتية الثلاث، وهي أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى، والتي كانت تحتلها قوات بريطانية انسحبت منها أيضا في العام 1971، لتدخلها القوات الإيرانية، وتبقى فيها حتى اليوم. ولهذه الجزر أهمية إستراتيجية  كبرى، كونها تقع على مدخل الخليج المتنازع على اسمه ما بين “الخليج العربي” أو”الخليج الفارسي“، وقد سارعت إيران إلى احتلالها بمباركة بريطانية – أميركية أيضا في عهد “شرطي الخليج” محمد رضا بهلوي، من أجل التحكم والسيطرة على المنطقة.

وقد كانت الجزر الثلاث هذه ذات أهمية بارزة خلال الحرب العراقية – الإيرانية التي اشتعلت مع نهاية الثمانينات، لكنها اليوم وكما يؤكد عدد  من المحللين انها فقدت أهميتها كموقع إستراتيجي على مدخل الخليج نظرا للتطورات التقنية الهائلة.

وحاليّا  ومنذ العام 2011، أي منذ إندلاع الثورة في سوريا يوجد داخل الأراضي السورية قوات إيرانية  لتدريب الجيش السوري لمواجهة معارضيه، كما دخلت قوات إيرانية الى اليمن منذ العام 2015، اضافة الى القوات الإيرانية الموجودة في العراق منذ العام 2003 بُعيد الإحتلال الاميركي.

وخلاصة القول، أن السيطرة الإيرانية على البلاد العربية بدأت مع بداية القرن أي خلال حكم بهلوي الأب، وانتقلت الى بهلوي الإبن، ومن ثم الى القيادة الجديدة، أي النظام الإسلامي مع نهاية الثمانينات، ورغم كل التغييرات داخل إيران، فإن طهران لم تتخل يوما عن سياستها التوسعيّة.

والعرب، كالعادة، تخاذلوا بحق الأحواز أولا مع بداية القرن الماضي، ومن ثم بحق الجزر الإماراتية، وبعدها بحق فلسطين مع نهاية الخمسينيات، واليوم يتهاونون مع إنفلاش الهيمنة الإيرانية المعاصرة، فتبسط ايران سيطرتها سواء على النحو العسكري، كما هو الحال، على كل من بغداد وصنعاء والشام، أو السياسي كما هو حال بيروت،… وهلم جرّا.

فيأتي المؤتمر الثالث في كوبنهاغن نهاية العام 2015 بعد 90 عاما على السيطرة الإيرانية على الأحواز ليدفعنا الى القول: بكير بعد ولووووو…

السابق
العلامّة الحاج: لعدم إدخال الدين في الصراعات السياسيّة
التالي
الرئاسة لدى حزب الله: جزء من سلّة التسوية الإقليمية