وكالة بلومبرغ: إيران بدأت بسحب قواتها من سوريا

كشفت شبكة “بلومبرج” الأمريكية، نقلا عن مسئولين في “البنتاجون”, عن انسحابات لأعداد كبيرة من قوات الحرس الثوري الإيراني من جبهات القتال في سوريا، في الأيام الأخيرة، بعد مقتل عدد كبير من كبار الضباط الإيرانيين في معارك متفرقة في إدلب وحلب. وأضافت الشبكة في تقرير لها في 10 ديسمبر أن هذه الانسحابات تشكل ضربة موجعة للهجوم الذي بدأته روسيا في مطلع سبتمبر الماضي لإنقاذ نظام بشار الأسد. وتابعت ” بسبب ضعف الجيش الموالي لنظام الأسد, وأيضا تراجع الدعم المقدم من الجانب الإيراني, فإن روسيا أصبحت في ورطة كبيرة” ونقلت “بلومبرج” عن الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة, قوله إن عدد القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا حاليا هو 2000 فقط, على الرغم من التقارير التي أكدت في أكتوبر الماضي وجود 7000 آلاف من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني في سوريا. وتابعت الشبكة ” السبب الرئيسي وراء انسحاب القوات الإيرانية، يرجع إلى مقتل عدد كبير من الضباط الإيرانيين في الفترة الأخيرة، ووجود تقارير عن إصابة قاسم سليماني، قائد نخبة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، في معارك بحلب”. وكانت صحيفة “التليجراف” البريطانية قالت إن “الديكتاتور” السوري بشار الأسد عمل جاهداً على خلق بيئة مناسبة لبزوغ نجم تنظيم الدولة “داعش”, من أجل الالتفاف على ثورة شعبه, والبقاء في السلطة. ووصفت الصحيفة في تقرير لها في 8 ديسمبر, الأسد بأنه كالشخص الذي يشعل الحرائق وينتحل شخصية عامل الإطفاء. وتابعت ” هذه الخدعة قديمة, وقد سار على خطاها جميع الطغاة العرب, الذين طالما خيروا شعوبهم بين الديكتاتورية, أو المتشددين”. وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد يحاول حاليا إقناع الغرب أن وجوده أساسي للتصدي لتنظيم الدولة والقضاء عليه, محذرة من الوقوع في هذا الفخ. وأكدت “التليغراف” أن القضاء على تنظيم داعش يتطلب التخلص أولا من نظام الأسد, لأن إزاحته ستساعد في تشكيل جيش سني قادر على مواجهة هذا التنظيم. وكان الكاتب البريطاني كايل أورتون قال أيضا إن هزيمة تنظيم الدولة تتطلب إشراك قوات عربية سنية، مشيرا إلى أن ذلك لن يحدث, إلا إذا تأكد العرب السنة من أنه لن تحل محل تنظيم الدولة قوات طائفية “متطرفة” من نظام الرئيس السوري بشار الأسد , أو إيران التي نشرت عشرات الآلاف من الميليشيات الشيعية داخل سوريا. وأضاف أورتون في مقال نشرته له صحيفة “الإندبندنت” البريطانية في 5 ديسمبر أنه ذا لم يتم إبعاد الأسد من السلطة, فإن تنظيم الدولة نفسه لن ينهزم، وإن الضربات الجوية ضرورية, لكن يجب ربطها بدعم أكبر للمعارضة السورية.

الحرس الثوري الايراني

وحذر الكاتب الغرب من أن العمل مع الأسد سيجعل الوضع أسوأ, لأن الأسد هو أحد أكبر أسباب التجنيد لتنظيم الدولة. وتابع ” تنظيم الدولة وحلف الأسد-إيران, يغذي كل منهما الآخر بارتكابه أعمال عنف وحشية ضد الموالين للآخر,فالحرب التي يشنها حلف الأسد-إيران ضد السنة فقط وتجييش الشيعة من كل أنحاء العالم للحرب في سوريا يساعد تنظيم الدولة كثيرا ويبرزه حاميا للسنة”. ونفى الكاتب صحة ما يروج له النظام السوري وإيران وروسيا بأنه لا وجود لعرب سنة معتدلين، كما حذر من الاعتماد الكامل على الأكراد السوريين. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال إنه لم يعد متمسكا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل انتقال سياسي في سوريا، وأضاف أن الوصول إلى سوريا موحدة يتطلب انتقالا سياسيا. وخلال مقابلة نشرتها صحيفة “لوبروغريه دو ليون” الفرنسية في 5 ديسمبر, أوضح فابيوس أن مكافحة تنظيم الدولة أمر حاسم لكنها لن تكون فعالة تماما إلا إذا اتحدت كل القوى السورية والإقليمية، متسائلا كيف يكون ذلك ممكنا ما دام الأسد الذي ارتكب “الفظائع” باقيا في الرئاسة، ويقف ضده جزء كبير من السكان؟. إلا أنه أضاف أن الوصول إلى سوريا موحدة يتطلب انتقالا سياسيا، مضيفا أن هذا لا يعني أن الأسد يجب أن يرحل قبل الانتقال، لكن يجب أن تكون هناك ضمانات للمستقبل. وتبحث الولايات المتحدة وفرنسا -الدولتان العضوان في التحالف الدولي الذي ينفذ عمليات قصف ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق- عن حلول سياسية أو عسكرية بمشاركة أطراف محليين أو إقليميين لإنهاء النزاع المستمر منذ قرابة خمس سنوات في سوريا. وتقترح باريس -خاصة- إشراك قوات سورية في مكافحة منظمات تصفها “بالجهادية” على ألا يكون الأسد قائد هذه القوات. وذكرت “الجزيرة” أن فابيوس كان صرح قبل أيام على هامش المؤتمر الدولي للمناخ المنعقد في باريس بأنه “من غير الممكن العمل مع الجيش السوري ما دام الأسد على رأسه، لكن انطلاقا من اللحظة التي يكون فيها انتقال سياسي ولا يكون بشار قائدا للجيش، يمكن العمل مع ما سيكون الجيش السوري، لكن في إطار عملية انتقال سياسي جارية”. وخلال الفترة الماضية كان موقف فرنسا بشأن الأسد حاسما، حيث طالبت مرارا برحيله وأكدت أنه لا يمكن أن يكون جزءا من حل سياسي.

 

السابق
جوهر الدين…
التالي
ايران تدعو الى اليقظة بعد هجوم الشرطة الاذربيجانية على المحتفين بعاشوراء