هالة التقديس على ناقلي الحديث…

بحسب البخاري أنّه انتقى 1% فقط من الأحاديث، كذلك أحمد ابن حنبل انتقى 3% فقط من الأحاديث التي درسها. فما هي هذه الأحاديث التي أخفيت؟ وعلى أي اساس انتقى البخاري وابن حنبل وغيرهما الأحاديث، وأين هي خطب الجمعة السياسية التي كان يلقيها الرسول أسبوعيًا ؟

ورد في كتاب “أحسن القصص” للكاتب ابن قرناس ما يلي: “ونعود ونقول إن السياسي هو من كتب التاريخ اﻹسلامي، إﻻ أن السياسي ﻻ يكتب بيده، ولكنه يكلف من يكتب ما يريد، أو يختار من الموجود من الكتابات، أو يتساهل مع بعض الكتابات المتداولة ويمنع البعض اﻵخر، وﻷن سياسة بني العباس خالفت سياسة بني أمية، فقد أجاز اﻷمويون كتباً، لم تلق القبول عند من خلفهم من بني العباس. ومن ذلك كتاب سيرة ابن اسحق الذي استبدله العباسيون بسيرة ابن هشام. وكل الكتب التي وصلتنا اجتازت امتحان القبول لدى سلاطين بني العباس، وطوى النسيان كل كتاب رسب في ذلك اﻻمتحان، سواء كتب بإرادة سياسية أو كان كاتبه يتوخى الصدق في رواية اﻷحداث قدر المستطاع”. انتهى اﻻقتباس.

إقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين: غياب «النقد الديني» يعني نهاية الدّين…

وتعليقنا أننا نعلم أن كل كتب الحديث ألفت في العصر العباسي، في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري، وكما ورد في البخاري أنه انتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث، أي سمح لنفسه برمي 99% من اﻷحاديث، وأبقى على 1% ، وكذلك فعل أحمد ابن حنبل حيث قال أنه انتقى أحاديثه من مليون حديث، أي أخذ 3 % ورمى 97 % منها

السؤال الذي أطرحه أنا هو: ماذا كانت هذه اﻷحاديث وعن أي مواضيع تحتوي؟ أعتقد أن جزءاً من نماذجها ورد في هذه الكتب، كأحاديث الخرافات مثل كيف حدث اﻹسراء والمعراج، وعذاب القبر، وأعتقد أن كثيراً من النماذج كان للدعاية التجارية، مثل حديث الذبابة، حيث في العصر العباسي كان يوجد مطاعم وكان من الصعب في ذاك الوقت القضاء على الذباب، وفي هذه الحالة إن وجد شخص ذبابة في أكله فلا مانع من قبوله وفقاً للحديث، وهذه دعاية تجارية. وأنا متأكد لو أن شركة مثل أديداس كانت موجودة في ذاك الوقت لوجدنا أحاديث تحث على استعمال منتجاتها، ولو كانت حبوب البانادول موجودة لوجدنا أحاديث تتعلق بفائدتها كحديث الحجامة التي كانت قمة الطب حينها وهذا الحديث دعاية لها، وإﻻ كيف سيكون هناك مليون حديث؟ وأنا هنا أتكلم عن المواضيع. وأذكر أيضاً باﻷحاديث المتعلقة بأن القرود تزني ويرجم بعضها الزاني منها.

ومن اﻷحاديث التي أخفيت سياسياً هي خطب الجمعة للرسول التي يجب أﻻ تقل عن 400 حديثاً. ومع ذلك فإنه من ضروب المستحيل أن يكون البخاري اطلع على ستمائة ألف حديث. فإن كانت الصفحة تحوي 10 أحاديث مع السند فهذا يعني أنه قرأ ودرس 60 ألف صفحة. هذه اﻷعداد الهائلة التي يقولونها عن البخاري وأحمد بن حنبل وغيرهم هي لوضع هالة التقديس عليهم وبيان أنهم عباقرة الزمان، وﻻ نرى أي سبب آخر ولا ندري كيف انطلت علينا هذه الخدعة.

إقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين: يمكن للإسلام استنباط «حداثته» ﻷنه دين وليس دولة

فإن كان حق لهم أن يزيلوا 90 % من اﻷحاديث، أفلا يحق لنا أن نزيل 10 % منها مع هذه المؤسسات الضخمة؟

(الدكتور عدنان ابراهيم يفند قدسية صحيح البخاري)

السابق
انتهاء عملية مكافحة الارهاب في سان دوني شمال باريس
التالي
نانسي عجرم تنفي شراء عقار بملايين الدولارات