باسيل:الحملات الاعلامية ضد التيار جزء ندفعه من ثمن الإصلاح الذي نحارب من أجله

– عقد “تكتل التغيير والإصلاح” اجتماعه الأسبوعي برئاسة العماد ميشال عون في دارته في الرابية. وعقب الاجتماع، عقد وزير الخارجية جبران باسيل مؤتمرا صحافيا رد فيه على الحملات الإعلامية التي تتناول التيار الوطني الحر، فقال: “هناك حملة إعلامية كبيرة تستهدف التيار الوطني الحر، وأخذت شعارا لها “كلن يعني كلن”. ونحن نريد أن نقول لهم “كلن مش يعني كلن”.

أولا، شعار تعميم الفساد على الجميع، يساهم في عرقلة وشل قيام الدولة اللبنانية، كما ويساهم بشرذمة الحراك المدني، الذي جمع الكثير من الصادقين والواقعيين والوطنيين، فجاء الشعار لقتل هذه الإرادة.

بالإضافة إلى ذلك، يأتي اليوم بعض وسائل الإعلام التي يجب أن تنقل الحقيقة الكاملة للرأي العام، وتحطم كل إمكانية إصلاح في هذا البلد، وذلك عبر فريق سياسي لا يعمل إلا لكسر التيار الوطني الحر منذ 10 سنوات حتى اليوم. فالتيار الوطني الحر مستهدف اليوم لأنه يختلف عن كل الطبقة السياسية الموجودة، ولأنهم فشلوا في أخذه إلى دائرة الفساد.. لذا أرادوا وضعنا في خانة الفساد وتحطيم صورتنا الحقيقية! ولكننا نريد أن نقول للجميع، بأن التيار لن يكون مثلهم، بل سيبقى مختلفا كما تعرفونه.

أريد اليوم أن أعتذر من كل من نصحنا بعدم النزول إلى مستوى تلك الحملة الإعلامية التي تستهدفنا مباشرة، ولكن أعتبر ان ما حصل من إتهامات وافتراءات ليست إلا هدية من البرنامج كي أوضح بعض الأمور التي تم نشرها، كما وأريد أن أعتذر من اللبنانيين لأنهم اضطروا إلى سماع هذه “الخفة” في التعاطي عبر وسائل الإعلام، ولكن، يبدو أن كل سياسي أصبح مستهدفا اليوم حتى بالإرث الذي أتاه من والده أو جده، أو بالنجاح الذي يحققه في حياته المهنية.. إذا لا يمكن لأي إنسان ناجح أو طموح أن يخوض السياسة في لبنان لأنه سيتهم بسرقة أموال الدولة مستفيدا من موقعه السياسي، خصوصا إن كان رافضا الدخول في دوامة الفساد السياسي”..

اضاف:”هناك بعض ما قيل في وسائل الإعلام يتعلق بي شخصيا، وأريد أن أعلق عليه. لقد مارست مهنة البناء منذ سن الـ24، بعد أن درست الهندسة وأنهيت شهادتي الجامعية، ويتذكر جيدا مناصرو التيار، أن مكتبي الهندسي كان مكتبا للتيار يجمع كل أبناء الشمال. في عام 2005، أبعدنا العمل السياسي عن العمل في الهندسة، وكان عملي في الأبنية القديمة، الذي يشكل جزءا من شرفنا وتاريخنا في المحافظة على التراث اللبناني.

قيل بالأمس إنني أملك 38 عقارا، فأنا لا أعرف جيدا كم هو عدد العقارات، ولكن أذكر أنه في عام 2004 ورثت عقارا من والدي وقمت بفرزه وتقسيمه إلى 18 أو 19 عقارا.. هذا يشكل نصف العقارات المذكورة، أما النصف الآخر فقد أملك في بعضها حصصا منها 6% وأخرى أكثر أو أقل، إلا أن هذا الموضوع لا يهم.. ما يهمنا اليوم هو أن كل هذه الحملة الإعلامية والسياسية والقضائية، المدعومة أصلا من أجهزة ودول، تعمل من أجل أن تجد علينا بعض الفساد، ولكنهم يفشلون دائما. هل هي فضيحة أن أكون مالكا لعقارات في بلدتي وقد ورثتها من والدي ومن جدي، أو جنيتها من عملي؟؟ هل يعني ذلك انه يجب أن أتوقف عن مزاولة مهنتي لأسرق من الدولة اللبنانية”

وقال:”إن الظروف الصعبة التي تضرب لبنان تؤدي إلى الحديث عن السرقات والفساد عند المسؤولين، ولكن لم نخف شيئا وكل الأمور واضحة وموجودة..أين الفضيحة في كشف العقارات التي أملكها؟؟ أين السر في ذلك؟ إن أهل البترون يعلمون جيدا تاريخنا في المنطقة.. أتمنى أن تسمح الظروف الشخصية لأملك 20 مليون دولار وأكثر من ذلك مقابل عدم السرقة من الدولة..

نحن فخورون بتاريخنا وحاضرنا، ولسنا هنا لنبرر الإفتراءات التي طالتنا، ولكننا لا نقبل المس بحقنا في ممارسة العمل الطبيعي لنعيش في كرامة. كما ولا أقبل أن يسألنا أحد عن حساباتنا المالية، علما ان هذا الأمر يعود لي بالمصلحة الشخصية لأكشف حقيقة “ثروتي”. هل هذه العقارات تمثل نصف التبرون كما تزعمون؟ هل هذه هي الفضيحة التي تحاولون النيل بها من رئيس تيار إصلاحي؟

أنا لا أتوجه بكلامي اليوم إلى البرنامج الذي عرض هذا التقرير، ولكن إلى من وراء هذا البرنامج، أي إلى صاحب المحطة ومن يقف خلفه، من مال ودول كبيرة، لا تعمل إلا على تحطيم كل نية إصلاح في لبنان..

أشكر البرنامج الذي عرض هذه الأمور عني ولا مشكلة لدي في عرض المزيد من “ثروتي” المزعومة ولكن ما أرفضه تماما ولا يمكنني أن أسامحه، هو إستغباء الإعلام للشعب اللبناني.. مثلا، عندما يتكلمون عن الطائرة الخاصة للوزير باسيل، أو عن مليار دولار في حسابي، أو عن بيوت خارج لبنان.. أنا أتحدى الجميع أن يظهروا الطائرة الخاصة التي أملكها.. إن الواقع بعيد كل البعد عن تلك الإفتراءات الكاذبة، فهل وضع صورة على الإنترنت عن تملك جبران باسيل لقصر تعني الحقيقة؟

كل هذه الأمور دفعتنا إلى رفع دعوى على البرنامج، وبدءا من اليوم، سنرد على كل إتهام يطالني بالشخصي أو يطال التيار الوطني الحر، وذلك بغض النظر عن دور القضاء في هذه الدعاوى وعن الجدية في التعاطي معها.. إن النيل من تيار عريق يعمل ليلا ونهارا لتصحيح الخلل في هذا البلد، والتطاول عليه لقتل “الآدمية” الموجودة فيه مرفوض تماما، ولن نقبل التعاطي معنا بهذه الطريقة.

بالأمس، تزامنا مع وقت بث البرنامج الذي تعرض لنا، كانت معنا مراسلة الـ LBCIفي فيينا، وتابعت طريقة عملنا عن كثب، كما أنها أرهقت معنا في التنقل من مكان إلى آخر، وصولا إلى عودتنا إلى لبنان.

نحن نرفض تشويه الحقيقة، ونعتبر أن ما يحصل هو جزء ندفعه من ثمن الإصلاح الذي نحارب من أجله.. هناك من إستشهد ليحارب هذا الفساد، وما استشهادنا بالسياسة إلا بقليل مقارنة مع خسارة الأرواح البشرية.

إن الهدف من كل هذه الحملة الإعلامية يتخطى العقارات والطائرة الخاصة وغيرها من الأموال، بل هو للنيل من التيار الوطني الحر الذي يحارب من أجل إصلاح جزء من الخلل المتراكم في هذا البلد. كما وأن الهدف من هذه الحملات، هو لتوقيف العمل في ملفات الكهرباء، والمياه، والنفط والإتصالات. من هنا، أصبح الإستهداف يطال كل الشعب اللبناني وليس فقط التيار أو جبران باسيل. لذلك، لن نقبل أن توقفنا هذه الحملات الإعلامية والافتراءات عن عملنا في كل الملفات الإنمائية.

ففي ملف الإتصالات، أتحدى الجميع أن يعطوني رقما واحدا إستفدنا منه أو جنينا منه أموالا. أنا وزير الإتصالات الوحيد الذي رفض أن يعطي رخصا لشركات الخليوي لتبيع أرقاما مميزة لتستفيد منها.. هل هي مشكلة في زيادة عدد المشتركين في شبكة الهاتف، أو زيادة المداخيل المالية إلى الوزارة”؟
وتابع: “كنت وزيرا للاتصالات وادعيت على وزارتي، لأن السرقة فيها كانت بقيمة 980 مليون دولار. عندها قدمت الملف الأسود للمدعي العام المالي، والمدعي العام التمييزي، فلماذا لم يتم التدقيق به أبدا هل بإمكاننا أن نعلم لماذا لا يسلط الضوء على الملفات الأساسية التي ترد حقوقا للشعب اللبناني فيما ينشغل الإعلام بالافتراءات والشائعات؟ كل ما قمنا به في وزارة الاتصالات منذ العام 2008 وحتى اليوم عبارة عن معركة لكي نعطي البلديات حقوقها، ومشكلة النفايات اليوم لا يمكن أن تحل من دون أن تعطى البلديات حقوقها من عائدات الخليوي.

كذلك، مشكلة الكهرباء لم تحل لأنهم منعونا من صرف الـ1200 مليون دولار لنقوم بإنشاء المعامل والخطوط.. لقد كانت الخطة أن تصرف الدولة لنا مبلغ 1200 مليون دولار لإنتاج 700 ميغاوات، غير أننا قمنا بدراسة لإنتاج 810 ميغاوات وتوفير 120 مليون دولار. من هنا أنا أتحداهم وعلنيا أن يجدوا مخالفة مالية واحدة في كل عمل قمنا به في موضوع الكهرباء.

ما هو الثمن الذي حققوه من كل ذلك؟؟ فمعمل دير عمار لم يفتح، وخط المنصورية متوقف عن العمل، وكذلك الذوق والجية، ومحطات الكهرباء في البحصاص والضاحية والأشرفية جميعها متوقفة. كيف ستحل مشكلة الكهرباء إذا كانت كل هذه الخطوط والمعامل متوقفة؟! عندما تحدثنا منذ عامين وثلاثة عن هذه المشكلة وطلبنا أن يدفعوا وألا يوقفوا المشاريع، ماذا فعلوا؟؟ جل ما يفعلونه هو الحديث عن أن البواخر التي أحضرناها لتوفير الكهرباء لا تعمل، ولذلك أقول إنه لولا البواخر لكان الوضع اليوم أسوأ بكثير من ذي قبل، خصوصا مع أزمة النزوح السوري.

أما بالنسبة للمياه، كيف ستحل هذه المشكلة وهم أوقفوا مشاريع السدود؟ نحن حضرنا المشاريع ودرسنا الكلفة وكل شيء، ولكنهم يعرقلونها، لذلك أنا أتحداهم أيضا أن يجدوا علينا ثغرة مالية واحدة في هذا الملف.

كما وأود أن أسأل وزير البيئة إن كان لمشروع سد جنة أثر سلبي على البيئة فيما الأثر البيئي لكوستا برافا الذي يهدف إلى رمي النفايات في البحر إيجابي؟! سد جنة سنقوم به وسنقاتل لأجله لأنه حق للناس، وإذا لزم الأمر سننزل إلى الشارع لتحقيق هذا الأمر.

وكذلك الأمر بالنسبة لمشاريع النفط، فهم أوقفوا المراسيم. لو كان لدينا نفط، لكنا قادرين على استثماره في كل أزماتنا ومنها أزمة النفايات ومشكلة سلسلة رتب ورواتب، ومشكلة الطرقات والنقل… ما يجري اليوم في ملف النفط عبارة عن تحالف دولي، خارجي وداخلي، لمنعنا من تنفيذ مشاريع النفط وذلك من خلال عدم إقرار المراسيم..

وإذا انتقلنا إلى وزارة الخارجية، فما هو السيىء الذي قمنا به فيها؟ هل أوقفنا إعطاء جوازات السفر عملا بالمراسيم؟ هل الأمر السيىء الذي قمنا به، هو أننا تحدثنا مع اللبنانيين المغتربين؟؟ قانون استعادة الجنسية حق لكل لبناني هجرته السلطات الاحتلالية منذ 100 عام. هذا اللبناني لا يجب أن نحرمه من جنسيته، فنساهم مع داعش بإلغاء الهوية اللبنانية واستبدالها بهوية أخرى مهما كانت صفتها بالنسبة للبنان.

المهم بالنسبة إلينا، هو أن يكون للناس مناعة تجاه هذا الكذب المستمر والمبرمج. وأسأل بيار الضاهر هل سيبث ردنا على افتراءاتهم ضدنا؟! ما يقومون به اليوم هو عبارة عن اغتيال شخصي، وهو أمر معروف في عالم الإعلام، وهذا الاغتيال الشخصي يتحول لاغتيال سياسي ليس لشخصي فقط، إنما للتيار بأكمله، ولشعب مؤمن بأن هناك أشخاصا في الدولة تريد الإصلاح.

وعن مقولة “كلن يعني كلن” نقول كلا، فـ”كلن مش يعني كلن”، لأننا لسنا مثلهم ولن نكون كذلك، ولن يستطيعوا دفعنا باتجاه منظومة فسادهم. يستطيعون اغتيالنا إعلاميا ولكنهم لن يتمكنوا من اغتيالنا سياسيا لأننا سنستمر، وسيكون ردنا من خلال إصرارنا على إنجاز المشاريع الإنمائية. ومهما طال الأمر، سنبقى نقاتل لكي نعيد للناس والبلديات حقوقها، الكاملة… سنقوم بهذه المشاريع بالحق والقانون مهما طال الزمن، وسيعلم اللبنانيون عندها من يريدهم أن يحصلوا حقيقة على الكهرباء ومن يريدهم أن يعيشوا في الظلمة”.

السابق
وقفة مع ديما صادق صباح الأربعاء: الصحافة تتضامن مع نفسها أمام قصر العدل
التالي
مأثِرة نسيب لحود