دور ايراني غامض في سوريا: طهران تشتري دمشق؟

تتردد منذ فترة بين ناشطين #سوريين مقولة “ايران تشتري #سوريا ” في اشارة الى شراء تجار #سوريين وابناء عائلات مقربة من #ايران ، عقارات كثيرة معروضة للبيع. وانضمت اليهم أخيرا صحيفة “الغارديان” #البريطانية التي كتب فيها ايان بلاك من #دمشق تقريرا عنوانه “الدور الايراني الغامض في سوريا يزيد القلق والخوف” مبرزا فيه دور طهران الذي بدأ يتخذ أشكالا أخرى غير التدخل العسكري المباشر، ووصل إلى حد شراء عقارات عدة وسط العاصمة #دمشق.

“الهيئة السورية للإعلام” التي تعرف عن نفسها بأنها النافذة الاعلامية الرسمية للفصائل المسلحة المعتدلة في الجبهة الجنوبية تحدث عن عمليات بيع وايجارات طويلة الأمد لشخصيات محسوبة على النظام، منهم عبد الله نظام، “رجل إيران” في سوريا. ونقلت عن أصحاب مكاتب عقارية في دمشق وجود نشاط غير مسبوق لنظام، في مجال شراء عقارات أهل دمشق.

وتتحدث الهيئة ايضاً عن أن رجال إيران من تجار وأبناء عائلات محسوبة على النظام، اشترت أكثر العقارات المعروضة للبيع، وأن حركة الشراء توسعت بشدة خصوصاً منذ بداية شهر حزيران.

وكان نشاط رجال الأعمال الموالين للنظام على صعيد شراء العقارات يقتصر على مناطق شرق دمشق، ولاسيما المدينة القديمة، ولكنه توسع اخيرا في العاصمة دمشق، و غوطة دمشق الشرقية، وخاصة منطقة المليحة، علماً أن أراضي تلك المنطقة هي من الأراضي “القيمرية” التي تكون ملكيتها للدولة، مما يسهل تمليكها للإيرانيين بالتحايل على القانون.

وكانت مصادر من المعارضة السورية أكدت في وقت سابق أن فنادق كالدة والإيوان وآسيا ودمشق الدولي وفينيسيا والبتراء باتت جميعها ملكاً للسفارة الإيرانية، إضافة إلى أسهم في فندق “سميرامي”. وقالت المصادر ايضا أن السفارة الإيرانية سعت أيضاً إلى شراء عقارات واسعة جدًّاً في مدينة دمشق القديمة، في المنطقة الممتدة من خلف الجامع الأموي وحتى منطقة باب توما، وخصوصاً في منطقة غرب المريمية.

وتعتمد إيران على شراء العقارات القريبة من مراكزها في دمشق لاعتبارات أمنية، في ظل تسهيلات كبيرة من قبل النظام.

ايان بلاك يقول في تقريره إن مبنى السفارة الايرانية في دمشق الذي ينقلك ببلاطه الفيروزي إلى منازل أصفهان وتبريز، يخضع لحراسة مشددة من قبل رجال الأمن، حيث يبدو أنه الأكثر دلالة على الوجود الإيراني في سوريا. ولكنه يلفت الى التدخل الإيراني في سوريا يتجاوز حدود السفارة.

من وجهة نظر إيران، فإن الأزمة، كما يصرح السفير محمد رضا شيباني تعود للتدخل الأجنبي، وأن بلاده لا تتدخل بالشؤون الداخلية السورية، وأن دورهم يقتصر على التشاور مع الحكومة السورية من أجل مكافحة الإرهاب، وشدد على أن العلاقات السورية الإيرانية تاريخية واستراتيجية.

وأضاف: «نحن نقدم المشورة للحكومة والجيش في سوريا، ومن الطبيعي أن يتطلب ذلك منا أن نرى الواقع على الأرض، فالمستشارون العسكريون يحتاجون إلى فهم واضح للوضع في ساحة المعركة، إلا أن ذلك بكل الأحوال لا يعني أن لدينا وجوداً كبيراً من القوات في سوريا، نحن ليس لدينا دور مباشر في القتال”.

ويتفق المحللون على أن الوجود العسكري الإيراني المباشر يبقى متواضعاً إلى حد ما، فقوة “فيلق القدس” وهي قوات النخبة في “الحرس الثوري الإيراني”، لا يتجاوز عديدها في سوريا المئات، إلا أن إيران تعمل ضمنياً بشكل أكبر من خلال حليفها “حزب الله”،إضافة إلى وحدات من المقاتلين الشيعة من أفغانستان وباكستان والعراق.

وقال فيصل عيتاني الخبير الاستراتيجي في معهد “أتلانتك كاونسيل” للدراسات، إن “تعامل إيران في أزمة الزبداني الأخيرة يشير إلى تحول في استراتيجيتها للتعامل مع الأزمة السورية، فإيران دخلت كمفاوض نيابة عن الأسد ودائرته الداخلية، مما يعني أنها بدأت تأمين مصالحها مباشرة وليس بالوكالة”.

وكان “المرصد السوري لحقوق الانسان” اشار الى أن الإيرانيين من أفراد الحرس الثوري يشاركون بفاعالية في معارك الزبداني.

مصادرة اراض
ويقول ايان بلاك إن السوريين حانقون على النفوذ الإيراني الآخذ في التوسع، فقد تمت مصادرة أراضٍ واسعة في منطقة المزة لبناء مشروع سكني إيراني كبير قرب السفارة، كما أن الإيرانيين يشترون عقارات كثيرة وكبيرة في سوريا، في حين سجل العام الماضي وصول نسبة الإيرادات الإيرانية للسوق السورية إلى نحو 35 في المئة، كما أن المناقصات الحكومية مفتوحة فقط للإيرانيين.

وينقل عن أحد سكان العاصمة دمشق: ” تم بيع سوريا للإيرانيين…إنهم يسيطرون على كل شيء، إنها سوريا المحتلة من إيران”.

الحال لا يقتصر على معارضي النظام، وانما التخوف من السيطرة الإيرانية موجود حتى عند مؤيدي الأسد ، حيث تنقل الصحيفة البريطانية عن محام سوري رافضاً الكشف عن هويته، أن الإيرانيين اليوم لديهم كل مفاتيح السيطرة.

السابق
تفاهم حزب الله والنصرة
التالي
ضحايا التدافع في «منى»: جنسياتهم واعدادهم