«الشيطان يلعب» بين عون وفرنجيّة

يمكن وصف ما يجمع بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجيّة بالعلاقة السياسيّة أو التقارب، إلا أنّ وصف ما يجمعهما بـ “التحالف” أمر يحتاج الى نظر ونقاش…
لم نكن ينقص سوى توقيع الوزير ريمون عريجي مرسوم فتح دورة استثنائيّة لمجلس النوّاب، فيرتفع عدد الوزراء الموقّعين الى 13، وهو العدد المطلوب لفتح الدورة، لتظهير مدى تردّي العلاقة بين عون وفرنجيّة. يُضاف الى موقف فرنجيّة الأخير، الذي يصبّ في مصلحة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ما أعلنه قبل أسبوع عن تحفّظه على الاستطلاع الذي يطالب به عون لاختيار المرشّحَين الأقوى الى الانتخابات الرئاسيّة، وقبلهما موقفه غير المعترض على التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، ومستوى التمثيل “العوني” في ذكرى طوني فرنجيّة هذا العام…
يشكّل فرنجيّة، مع وزيره ونائبي زغرتا، أحد مكوّنات تكتل التغيير والإصلاح، إلا أنّ المرّات التي حضر فيها اسطفان الدويهي وسليم كرم اجتماعات التكتل معدودة، كي لا نقول معدومة، خصوصاً في السنوات الأخيرة، في حين يُعتبر لقاء الأربعاء النيابي بمثابة “يوم الرب” للدويهي الذي نادراً ما يفوّت رصد “باروميتر” بري في عين التينة.
يقتصر التحالف إذاً بين عون وفرنجيّة على “الخطوط العريضة”، أما في التفاصيل، حيث يكمن الشيطان، فـ “يلعبها” كلٌّ منهما على طريقته ووفق حساباته ومصالحه. يضع “المرديّون” ملاحظات على “تنازلات” عون “الرئاسيّة” واندفاعه نحو مدّ الجسور مع “المستقبل”، من دون تنسيقٍ مع الحلفاء، ثمّ التواصل مع القوات اللبنانيّة وصولاً الى “إعلان نيّات” لم يتحمّس له نجل طوني فرنجيّة.
أما في المقابل، فثمّة لائحة أخرى من الملاحظات التي يرفعها “العونيّون” على “سلوك” حليفهم. يذكّرون بأنّ “وزيره” فايز غصن هو صاحب التوقيع على التمديد الأول لقائد الجيش. ويذكّرون بأنّ “المردة” سبق “التيّار الوطني الحر” الى التواصل مع “القوّات”. ويشكون، خصوصاً، من أنّ فرنجيّة يبدّي دوماً علاقته مع بري على تحالفه مع عون.
تبدو الثقة إذاً في أدنى معدلاتها في العلاقة بين عون وفرنجيّة. يجمع بين الرجلين أكثر من عامل، وخصوصاً ارتباطهما العضوي بحزب الله، ويباعد بينهما الطموح الرئاسي والاختلاف في مقاربة الكثير من الملفات و، خصوصاً، جبران باسيل. يحضر الأخير على لسان ساكن بنشعي في غالبيّة لقاءاته مع نوّاب وكوادر من التيّار البرتقالي، علماً أنّ فرنجيّة يذهب الى حدّ طرح علامات استفهام على مستقبل تحالفه مع “التيّار”، في حال وصول باسيل الى رئاسته.
يقول المثل: “خود اسرارن من زغارن”، و، غالباً، من “نسوانن”. من نسي ما قالته صونيا فرنجيّة ذات يوم؟

(MTV)

السابق
«داعش» زمن وليس اسماً… وذبذبات يرسلها «خليفة» متوهم
التالي
أزمة «حزب الله» العقائدية واستحالة التحوُّل إلى حزب سياسي