«التيار» إلى التصعيد والبطريرك «لا للشارع» أوساط سلام : عون خطر على التعايش

كتبت صحيفة “النهار” تقول : بينما احتشد اللبنانيون في حفل ماجدة الرومي في مهرجانات جونية مساء السبت، وافترش غير الصائمين الشواطئ نهار الاحد بحثاً عن فسحة فرح في جو المنطقة العابق بالحروب والاقتتالات، ومتنعمين بمساحة سلام يتمتع بها لبنان، خرج رئيس “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون، من دون حلفائه، داعياً للنزول الى الشارع مجدداً، مشبهاً بعض شركائه في الوطن بتنظيم “داعش” الارهابي.
وعون الذي يمضي بالتصعيد وحيداً لم يحظ بأي دعم لحركته. فقد علمت “النهار” أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أبلغ رئيس “التيار”، في اتصال بينهما، أنه لا يحبذ أي تصعيد ميداني على خلفية الازمة الحكومية. ومما قاله البطريرك لعون: “إسمح لنا بالشارع”. ورأى رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل انه “ليس مقبولا ان نترك البلد وان نعطل الرئاسة بسبب أنانيات شخصية، وليس مقبولاً ان نعطل الرئاسة لان المصلحة الشخصية والحزبية قبل مصلحة لبنان واللبنانيين”. وفي حين التزم حزب “القوات اللبنانية” الصمت، قال الرئيس ميشال سليمان عبر “تويتر”: “حذار اللجوء الى الشارع، وحقوق المسيحيين ليست نزوات صبيانية”.
في المقابل، يحرص “حزب الله” على عدم التفريط بالحكومة، ويفضل اعتماد التهدئة الداخلية في حين يخوض معركة جديدة في منطقة الزبداني السورية. اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فوجه رسالة ضمنية الى عون مفادها “إن الجنرال ابن النظام واعتقد انه لن يفرط به”.

 
عون والتحرك
وخلال عطلة نهاية الاسبوع، استمر عون في التصعيد وتحفيز انصاره للتحرك ميدانياً، “رفضاً لتجاوز صلاحيات رئاسة الجمهورية وتخطي حقوق المسيحيين كما حصل في الجلسة الاخيرة للحكومة. لهذا الغرض بدأت التحضيرات اللوجستية لمنسقي الأقضية ومسؤولي المناطق في “التيار الوطني الحر” لتحريك الشارع في المناطق، في انتظار الضوء الأخضر من العِماد عون”، كما قالت مصادر عونية. وأكدت المصادر لـ”النهار” ان التحرك محسوم، “وخصوصا اذا ما استمروا في جلسات الحكومة وتجاهل مكوّن أساسي نمثله ألا وهو المكوّن المسيحي، وعدم احترام آلية عمل الحكومة في ظل الشغور الرئاسي. اذ ان هذا الامر يشكل سابقة خطرة، واذا لم نتحرك الآن قد تنسحب على جميع المسيحيين مستقبلاً”. وأضافت المصادر ان التواصل قائم مع الحلفاء وغير الحلفاء، وثمة اتصالات سيقوم بها العماد عون ومسؤولو “التيار” اليوم وغداً لوضع الأمور في نصابها وتوحيد الجهود من اجل تعزيز الحضور المسيحي في المؤسسات.
واللهجة الحادة التي تحدث بها عون ووزير الخارجية جبران باسيل أكملتها محطة “أو تي في” في مقدمتها الاخبارية أمس، فاوردت الآتي: “لا تبدو الازمة حكوميةً فقط، ولا هي حتى ازمة ادارة شغورٍ نتيجة الفراغ الرئاسي، بل قبل كل شيء، هي ازمة في العقلية ومفهوم الشركة الذي يبدو ان البعض في السلطة يرفض الاعتراف به، وتطبيقَه. ينادون بالطائف، ويرفضون تطبيق المناصفة. يتبجحون بالميثاق، ويسقطون بأدائهم مفهوم الشركة. يخوضون حروب الغائهم للدور المسيحي، ويواصلون جولات استئثارهم وهيمنتهم على الدولة ومفاصلها، ويرفضون حتى ان يرفع الضحية صوت الحق في وجه جريمتهم الوطنية. يدّعون الديموقراطية، ويرفضون صوت شعب. يذبحون شركاءهم سياسياً، يغتصبون حقوقهم، يريدونهم أهل ذمة في إمارتهم الحريرية. فما الفارق بينهم وبين “داعش” في الاداء والنتائج، لا شيء يذكر، فهم مثل التنظيم التكفيري الارهابي، باقون في السلطة، ويتمددون، ليصبح فعل المقاومة ضدهم واجباً على كل لبناني وطني حر”.

 
أوساط سلام
وأثارت رسائل عون الاخيرة إستياء كبيراً في أوساط رئيس الوزراء تمّام سلام التي أبدت عبر “النهار” أسفها لما آلت اليه أمور الجنرال والتي دفعته إلى هذه المقاربة المرفوضة شكلاً ومضموناً، مشيرة الى ان المقارنة التي أجراها بين فريق لبناني وطني وتنظيم إرهابي لا تدل الا على ان الرجل يتصرف بعصبية، وقد باتت مواقفه، المرتبطة بحسابات شخصية ذات علاقة بترشحه للرئاسة وترشيح صهره لقيادة الجيش، مصدر قلق وخطر على صيغة التعايش التي طالما آمن بها اللبنانيون وعملوا من اجلها وحافظوا عليها على رغم كل ما يحيط بلبنان في المنطقة من ألسنة النار الارهابية والتكفيرية القائمة على عصبيات مذهبية واصوليات طائفية.
واعتبرت الاوساط ان عون أخطأ كثيراً في مقارنته هذه وهو لا يزال يمعن في الخطأ عندما يستبق جلسة مجلس الوزراء الخميس بدعوة مناصريه للنزول إلى الشارع. وتساءلت: “هل التهديد بالقوة لأخذ الحقوق المسيحية هو الذي يحقق الهدف، أم النزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟”.

 
مجلس الوزراء
وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن لا وساطة بين الرئيس سلام والعماد عون على خلفية الازمة الحكومية إنطلاقا من أن رئيس الوزراء ليس طرفاً في هذه الازمة. ورأت أن اعتراض وزراء “التيار الوطني الحر” على آلية عمل الحكومة، كما تجلى في إقرار موضوع الدعم الزراعي، ليس في محله لإن هؤلاء لم يقبلوا أصلا بمناقشة جدول الاعمال كي يعترضوا على آلية البحث. وتوقعت أن تمضي الايام الفاصلة عن جلسة الخميس من دون تطورات إستثنائية، على أن يجتمع الرئيس سلام في اليومين المقبلين مع وفد من “اللقاء التشاوري” ثم مع وفد من قيادة حزب الكتائب للتشاور في التطورات.
من جهة أخرى، أعربت الاوساط نفسها عن تحبيذ رئيس الوزراء توقيع مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب بتواقيع أكثر من النصف زائد واحد من أعضاء الحكومة.

السابق
أنصحك بالسُمّ
التالي
لقاءات «المستقبل» في جدة تحضيراً لإفطارات 12 تموز