عون يتهيّأ للشارع قبل جلسة الخميس المشنوق : يضعون الميثاق في ميزان تعيين!

ميشال عون

كتبت صحيفة “النهار” تقول : الى أين يتجه المأزق الحكومي عقب التأزيم التصاعدي الذي ارتسم غداة الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، وفي ظل مسارعة رئيس الوزراء تمّام سلام امس الى دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد الخميس المقبل؟
تبلّغ الوزراء قبل ظهر الجمعة، وفي صورة غير مألوفة، الدعوة الى عقد الجلسة الخميس، إذ جرت العادة أن توجه الدعوة بعد ظهر الجمعة أو قبل ظهر السبت. واعتبرت مصادر وزارية أن هذه الخطوة “تمثل رداً غير مباشر على تصعيد رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون. ولفتت الى أن دوائر رئاسة مجلس الوزراء وزعت امس أيضا قرار دعم الانتاج الزراعي وفي صورة استثنائية رداً على التشكيك في أن مجلس الوزراء لم يتخذ هذ القرار. وأشارت الى “أن دعماً عربياً ودولياً غير مسبوق تلقاه الرئيس سلام امس من خلال اتصالات تأييداً لجهوده في معاودة جلسات مجلس الوزراء”.
واذا كان من السابق لأوانه إطلاق العنان للتوقعات والسيناريوات المسبقة للجلسة قبل ستة ايام من موعدها، فإن ذلك لا يحجب حقيقة أن الازمة الحكومية صارت تنذر بتفريخ مزيد من المعارك السياسية ما لم يتم تدارك الامر في قابل الايام .
تبعاً لذلك، يفترض ان تتحرك محركات الوساطات والمشاورات الحثيثة من الاثنين المقبل سعياً الى تجنب الصدام الجديد، وإن يكن معظم الافرقاء يحاذرون الحديث عنه سلفاً، ذلك ان ترك الوضع على حاله حتى موعد الجلسة من دون تفاهم معين سيعني أنه واقع فعلاً. وتشير المعطيات الاولية في هذا السياق الى انه ليس هناك بعد طرح محدد لدى أي من المعنيين لاجتراح وصفة تشكل مخرجاً من شأنه بدء تبريد المنحى التصعيدي لدى العماد عون الذي دعا أنصاره امس الى الاستعداد للنزول الى الشارع الاسبوع المقبل. لكن المساعي ستنطلق مجدداً في سباق مع الايام الفاصلة عن الخميس المقبل علها تبلور مخارج ممكنة. حتى ان بعض المراهنين على امكان تبريد الاجواء يبرز أهمية انخراط “حزب الله” في هذه المساعي، نظرا الى ما تراءى لكثيرين من انه على رغم دعمه للعماد عون وشروطه لا يرغب في تصاعد الازمة الحكومية الى حدود تتجاوز معها الخطوط الحمر بما يهدد الواقع الحكومي كلاً. ويستدل هؤلاء على ذلك من كلام اكتسب دلالات لنائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها في افطار الهيئات النسائية في الحزب وتناول فيه الوضع الحكومي. ومما قال: “نحن كحزب الله حريصون على استمرار الحكومة ولكن عليها ان تتحمل مسؤولياتها بجدارة وهذا ما سنعمل عليه مع المخلصين، وفي المقابل ندعو الى عدم تشبيك المؤسسات بما يؤدي الى تعطيلها جميعا كما حصل في تعطيل مجلس النواب بحجة عدم انتخاب رئيس الجمهورية، لان في هذا تعطيلا لمصالح الناس وخطر على بنية البلد”.
عون: الى الشارع
في غضون ذلك، لوح العماد عون بالنزول الى الشارع، وقال في كلمة له في احتفال لهيئة “التيار الوطني الحر” في المتن مساء امس: “يحاولون وضع اليد على مواقع المسيحيين في الدولة لكي تحزموا حقائبكم وترحلوا. نحن لن نرحل ولن نكتفي بالكلام وما حصل في مجلس الوزراء أول من امس وما سيحصل الخميس المقبل يستدعي منا القوة. نحن مدعوون للنزول الى الشارع وخصوصا المسيحيين، والاسبوع المقبل تعلمون ما يجب ان نفعل”.
وعلمت “النهار” ان العماد عون دعا نواب “التيار الوطني الحر” ومسؤولي المناطق ومنسقي الأقضية الى اجتماع قبل ظهر اليوم في الرابية للبحث في الوضع الحكومي، ولدرس وسائل التصعيد ميدانياً، اضافة الى “تحفيز اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً للتحرك عندما تدعو الحاجة”. ووفق مصادر عونية، فإن عنوان هذا التحرك هو “رفض تكريس سابقة خطرة تقوم على تجاوز موقع رئاسة الجمهورية وصلاحيات الرئاسة من خلال اختصارها ببدع أكثرية وأقلية تشكل مخالفة دستورية وميثاقية خطرة كما حصل في جلسة الحكومة السابقة، وأن التصعيد سيكون في الشارع، اذ لا استقالة ولا اعتكاف لوزراء تكتل التغيير والإصلاح”. وبالنسبة الى مقولة عدم قدرة عون على تحريك الشارع كما كان يفعل في السابق، تقول المصادر: “سنرى، فالعماد عون أمضى حياته السياسية يحتكم الى الشعب ولم يخذله يوماً، وهو في ذلك يحصّن إرادة الشعب المدعو اليوم لقول كلمته في مفصل تاريخي من مفاصل الحياة السياسية في لبنان، ألا وهو رفض تغييب إرادة اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً”.
المشنوق
في المقابل، صرح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ”النهار” بأن جلسة الحوار الـ14 بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” مساء اول من امس في عين التينة تخللها “كلام صريح وواضح شمل سرايا المقاومة والخطة الامنية والوضع السياسي والوضع التشريعي والحكومي ولم يبق شيء لم نتحدث فيه في شكل واضح والرئيس نبيه بري كان داعماً ثم انسحب، لكن بداية الكلام كان في حضوره”.
وعن توجيه الرئيس سلام الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس، قال: “لم يعد قادرا على التراجع. إنهم أخطأوا في التوقيت في اختيار الشخص. ماذا يمكن أن تقول عن تمّام سلام؟ إنه غير ميثاقي وليس رجل العيش المشترك؟ ما حدث البارحة أن الميثاق والعيش المشترك والشركة صارت مهددة بسبب عدم إقرار بند التعيينات الامنية! ما هذا الكلام؟ ساعة يقول لك بالتوافق، قلت له يا سيدي بالتوافق، فقال نعم. في المرة الماضية طرحناها ولم يكن هناك توافق عليها. إذا بالتوافق مش ماشي الحال، ماذا نعمل؟ ما هذا الكلام؟ هل من أحد يضع الميثاق والعيش المشترك والشركة في الميزان من أجل تعيين؟”.
وعن موضوع مرسوم الدورة الاستثنائية، قال: “سيمشي قريباً وقبل الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء ولم يبق سوى توقيع وزير واحد. أصلا الرئيس ميشال سليمان يجتهد من دون مبرر وكأن الامر عنده يقع تحت تأثير العماد عون”.

السابق
عماد الحوت عن إفطار «الجماعة» بالضاحية: قلنا لحزب الله إنّه خطر في وجهه
التالي
ليلة القبض على زعيم «كتائب عبدالله عزام»