حوار 14: برّي إلى مائدة الإفطار مشدداً على الاستقرار.. تركيز على «السرايا» وحادثة السعديات

مساءً، انعقدت، وفق “المستقبل” الجولة الرابعة عشرة من حوار عين التينة بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استضاف قبل انعقاد الجلسة وفدي الحوار إلى مائدة الإفطار حيث توجّه بدايةً بكلمة تمهيدية شدد فيها على ضرورة استمرار الحوار وأهميته للمحافظة على الاستقرار خصوصاً بعد الخضات الأمنية التي حصلت في الآونة الأخيرة، لافتاً الانتباه إلى أنّ هذا الحوار يساعد على إبقاء لبنان مستقراً في ظل هذه الفترة الصعبة التي تمرّ بها المنطقة، ثم افتتح الجلسة وانسحب منها فاستهل المتحاورون استكمال جدول أعمال الحوار بحضور المعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل.

وأوضحت مصادر في “المستقبل” أنّ الحديث تطرق بدايةً إلى مواكبة تطبيقات الخطط الأمنية، وعلم أنّه جرى التركيز في السياق الأمني على موضوع “سرايا المقاومة” سيما في ضوء الحادثة الأخيرة التي حصلت في بلدة السعديات، وسط تشديد وفد “المستقبل” على وجوب تولي الدولة معالجة الموضوع فكان توافق في هذا المجال على صيغة أمنية رسمية للمعالجة تتشارك في تنفيذها قوى الأمن الداخلي وقوى الجيش من منطلق التشديد والتأكيد على حصرية دور الدولة والمؤسسات الشرعية في تثبيت الأمن والاستقرار في البلد.

وقد نبّه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق خلال مقاربة حادثة السعديات في الجلسة، بحسب “المستقبل”، إلى أنّ “ما يجري هو محاولة للقضاء على الاعتدال، في وقت لا يمكن مواجهة هذه المرحلة إلا بالاعتدال ولا يحمي لبنان إلا حلف الاعتدال”.

وفي مستهل جلسة الحوار، شدّد برّي، وفق “اللواء”، على أهمية الحوار الجاري، وقال: “أثبت هذا الحوار انه طريقة ناجعة، ساهمت في حلحلة أمور كثيرة، وأدى إلى منع انزلاق البلد إلى ما يحدث في المنطقة وحول لبنان”. وتحدث عن أهمية هذا الحوار وضرورة استمراره، والذي يُشكّل اللقاء الوحيد اليوم في العالم العربي في مواجهة الفتنة المستعرة في أكثر من منطقة. ثم انسحب من الجلسة، وترك معاونه وزير المال علي حسن خليل يتابع الحوار مع الجانبين. وكشفت مصادر المجتمعين أن حادثة السعديات ليل الثلاثاء – الأربعاء، جرى التطرق إليها بالتفصيل، وذلك في إطار مراجعة ما طرأ في ما خص الخطط الأمنية التي نفذت. وفي محصلة النقاش، تمّ الاتفاق بين الطرفين على ان يتولى الجيش اللبناني هذه القضية ومعالجتها من الأساس.

وقالت “اللواء” أنه بصرف النظر عمّا اشتملت عليه مأدبة الإفطار من فتوش وشوربة ووجبة ساخنة ومقبلات وحلوى ورشفة قهوة، فإن ثلاثة تطورات فرضت نفسها على النقاش الذي استكمل بعد الإفطار، في جلسة حملت الرقم 14، وعلى خلفية التحديات المشتركة للطرفين المتحاورين:

–          التطور الأول يتعلق بانتظام عمل المؤسسات، إذ أن الذي حدث في أول جلسة لمجلس الوزراء بعد التعطيل القسري لمدة ثلاثة أسابيع يعني محاولة متجاوزة للأصول الديموقراطية، ومحاولة أقلية مستقوية بحليف لفرض قرارات وخيارات على الأكثرية.

–          الإشكالات الأمنية التي بدأت في محلة السعديات، وأدّت إلى اشتباكات بين عناصر من “سرايا المقاومة” مدعومة من حزب الله، وعائلة مختار السعديات محمّد الأسعد وعدد من أهالي البلدة، مدعومين من تيّار “المستقبل”، والتي كان حادث النويري أمس الأول أحد مظاهرها. ومع أنه، وفقاً لمصادر المجتمعين، لا قرار سياسياً بإحداث خلل أمني أو تراجع عن التمسك بالاستقرار، إلا أن من شأن هذه الحوادث إذا ما تكررت أن تؤدي إلى خلق حالة من عدم الثقة، أو في أقل تقدير تؤسس لنفاذ القوى المتضررة من الأمن اللبناني، للخربطة والتفجير.

–          ما يجري في المنطقة من متغيّرات، لا سيما ما يتصل بالملف النووي الإيراني، وبالمتغيّرات الدولية المتعلقة بالمنطقة، في ضوء زيارة الموفد الأميركي أموس هوكستين بحثاً عن تنفيذ القرار 1701 في البحر، أو ما يعرف بالبلوكات البحرية العائدة للبنان.

ورداً على سؤال، اكتفت مصادر “المستقبل” بالإشارة إلى أنّ كلاً من الجانبين في الحوار “أدلى بدلوه” في الموضوع الحكومي فبقي “كل على رأيه”، بينما لم تتم مقاربة الاستحقاق الرئاسي خلال جلسة الأمس على أن يعود المتحاورون إلى الاجتماع مجدداً في 13 تموز الجاري.

 

بيان الحوار

وإثر انتهاء جلسة الحوار بمشاركة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار “المستقبل”، وعن “حزب الله” المعاون السياسي لأمين عام الحزب حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، وحضور الوزير علي حسن خليل، صدر عن مقر الرئاسة الثانية بيان أوضح أنّ الرئيس بري الذي حضر إلى مائدة الإفطار مع المتحاورين “تحدث في بداية الجلسة عن أهمية هذا الحوار وضرورة استمراره، والذي يشكّل اللقاء الوحيد اليوم في العالم العربي في مواجهة الفتنة المستعرة في أكثر من منطقة”. وأضاف البيان: “جدد المجتمعون التزامهم باستمرار هذا المسار، واستعرضوا الأحداث الامنية التي حصلت مؤخراً، وأكدوا على أهمية اتخاذ الاجراءات اللازمة من خلال الدولة لتثبيت الأمن والاستقرار وحماية السلم الداخلي”.

السابق
لا أحد يرغب في جرّ عون الى الانفجار
التالي
أوساط مسيحية تقلق من «استطلاع».. يخدم جعجع!