السعديات طبَق دسِم في حوار اليوم

السعديات

أشارت “الجمهورية” إلى أن الهمّ الأمني والصراع السنّي – الشيعي قفَز إلى الواجهة من بوّابة حادثة السعديات التي وقعَت بين أبناء البلدة المؤيّدين لتيار “المستقبل” وعناصر من “حزب الله” و”سرايا المقاومة”، حيث أكّد الأهالي أنّ عناصر الحزب أطلقوا النار على أحد المحالّ التجارية ومِن ثمّ تطور الأمر وخرجَ مسَلّحو الحزب من المصَلّى الذي افتتحوه منذ مدّة.

وخَطفت حادثة السعديات، وفق “الجمهورية” جزءاً من الاهتمام السياسي المركّز على مصير جلسة مجلس الوزراء، وذلك من زاوية الخشية من انتقال الفتنة المذهبية، إذ وعلى رغم “فردية” الإشكال تمَّ التعاطي معه بكلّ جدّية ومسؤولية، وعلى هذا الأساس فُتِحَت الاتصالات على أعلى المستويات، ليس فقط من أجل تطويقه، بل بغيةَ عدم تكراره، خصوصاً أنّ اللبنانيين يَعتدّون بأنفسِهم بأنّ لبنان هو البلد الوحيد الذي يتحاوَر فيه السُنّة والشيعة، وبالتالي سيكون اشتباك السعديات في صدارة جدول أعمال جلسة الحوار في عين التينة اليوم.

وقالت “النهار” إن حادثة السعديات التي أطفئت نيرانها امس، فظلت جمراً تحت الرماد، وتسلط الضوء باستمرار على السلاح غير الشرعي. والموضوع سيكون حاضراً مساء اليوم على طاولة عين التينة حيث تعقد الجولة الرابعة عشرة من الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، وأفاد متابعون أن الفريقين سيبحثان في سبل عدم تكرار حوادث مماثلة خصوصا انها اتخذت منحى مذهبياً بدا متصاعداً.

كما توقعت “المستقبل” أن يثار اعتداء السعديات على طاولة الحوار اليوم في عين التينة بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” لإعادة وضع الأمور في نصابها الوطني باعتبار أن مثل هذه الحوادث تقع في صلب أعمال تأجيج الاحتقان المذهبي بخلاف ما يهدف إليه الحوار،

ورأت “اللواء” أن الإشتباكات شكّلت “جرس إنذار” من أن الاستقرار القائم، وأن الخطط الأمنية التي نفّذت هشة إلى درجة كأنها غير قائمة، كما إن الجلسة رقم 14 لحوار “المستقبل” و”حزب الله” والتي كانت مقررة منذ انتهاء الجلسة 13 قبل أكثر من أسبوعين، ستواجه مثل هذا التحدي، وفي ضوء نتيجتها سيتبيّن ما إذا كان الطرفان ما يزالان يلتزمان الهدنة التي أدت إلى ولادة “حكومة المصلحة الوطنية” التي يرأسها الرئيس تمام سلام قبل سنة وبضعة أشهر.

وأعربت مصادر غير سياسية عبر “اللواء” عن توجسها من هذا الحادث الذي تدرجه القوى السياسية في إطار الحادث المحلي، ولا يحتضنه قرار مركزي عام، بدليل حصر ذيوله في المحلة التي وقع فيها، وحرص الطرفين على تجنّب تبنّي المسلحين أو إصدار البيانات والحملات، لا سيما وأنه يأتي بالتزامن مع محاولة تحريك الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة ومحيطه، في وقت يتصدى فيه الجيش اللبناني لمحاولات متكررة من قبل جبهة “النصرة” ومجموعات أخرى مسلحة تحاول التسلل بين بلدة عرسال وجرودها، الأمر الذي من شأنه أن يخلق إرباكات للقوى الأمنية، إذا ما تحوّل الطريق الساحلي بين بيروت والجنوب إلى منطقة ساخنة، في ظل تزايد التغيّرات الميدانية على الجبهات السورية المشتعلة.

وفي تقدير مصادر مطلعة لـ”اللواء” أن حادثة السعديات التي حصلت بعيد منتصف ليل أمس الأوّل، حيث وقعت اشتباكات مسلحة بين مناصري “سرايا المقاومة” و”حزب الله” من جهة وأهالي البلدة المناصرين لتيار “المستقبل” من جهة ثانية، شكلت اول امتحان حقيقي للحوار القائم بين الطرفين منذ انطلاقته في عين التينة، قبل سنة تقريباً. وسلطت هذه الحادثة الضوء مجدداً على مصير هذا الحوار الذي ينعقد في الجولة الرابعة عشرة اليوم، ورسمت أكثر من علامة استفهام حول فعاليته، بعدما أظهرت المواجهات التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات ليلاً، دليلاً على عدم نجاحه في تنفيس الاحتقان المذهبي، ولا في حماية السلم الأهلي كما يفترض.

وأكدت أوساط تيّار “المستقبل” لـ”اللواء” أن ما جرى، على خطورته، لن يؤثر على مجريات الحوار طالما انه ذو طابع محلي، إلا انه سيحضر بقوة في جلسة اليوم، حيث سينعقد الحوار إلى مائدة افطار يقيمها الرئيس نبيه برّي.

وكانت الاتصالات السياسية نجحت، بحسب “اللواء” بعد تدخل الجيش ميدانياً، في إعادة الهدوء الحذر الى البلدة التي شهدت صباحاً انتشاراً كثيفاً للجيش، بعد الاشتباك المسلح الذي أدى إلى سقوط حوالى 7 جرحى، واستخدمت فيه قاذفات وأسلحة خفيفة ومتوسطة.

 

السابق
الجيش المصري في حرب مفتوحة ضد الإرهاب
التالي
سيناريوات «التيار»