الأمم المتحدة: عرسال خط دفاع عن لبنان وأوروبا

كتبت صحيفة “السفير” تقول : لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث بعد الاربعمئة على التوالي.

بينما تستعد الحكومة لمواجهة اختبار جديد في جلسة غد الخميس المفتوحة على أكثر من سيناريو، وفيما يتواصل الأخذ والرد حول التعيينات الأمنية وسط الشلل المؤسساتي.. انتقلت “الامم المتحدة” فجأة الى عرسال بواسطة مروحية تابعة للجيش اللبناني، نقلت المنسقة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ الى المنطقة، حيث جالت على المواقع العسكرية وعاينت الواقع الميداني، في زيارة غير مسبوقة، بمعية وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

تخلت كاغ في هذه الزيارة عن شروط الراحة والرفاهية، واستقلت سيارة “هامر” عسكرية لتفقد نقاط الجيش في جرود عرسال، عبر طرق ترابية ووعرة، مستفيدة من بعض الهدوء الذي خيم على الجبهة في ذلك الحين.

ولئن كانت المواقف التي أطلقتها كاغ خلال جولتها على المواقع العسكرية المتقدمة في مواجهة المجموعات التكفيرية، قد عكست استمرار سريان القرار الدولي بحماية الاستقرار النسبي في لبنان، ومنع انكشافه أمام الإرهاب أو الفوضى الامنية، فإن اللافت للانتباه هو أن كاغ أضافت ضلعاً إضافياً الى هذه المعادلة يجعل من لبنان خط دفاع متقدماً لحماية الامن الدولي من خطر الإرهاب، كما يُستنتج من قولها ان وجود الجيش في عرسال هو خط تماس بالنسبة الى لبنان وكذلك الى أوروبا.

وقال وزير الدفاع سمير مقبل لـ “السفير” إنه اقترح شخصيا ان تزور كاغ منطقة عرسال، وتولى بنفسه التحضير لهذه الزيارة التي تكتسب أهمية كبرى، لأنها سمحت لممثلة الأمين العام للامم المتحدة ان تشاهد بأم عينها كيف ينتشر الجيش على الخطوط الأمامية ويتصدى للإرهاب في الميدان، بدل أن تكتفي بالتقارير.

واعتبر أنه من المفترض أن تدفع جولة كاغ على الارض المجتمع الدولي الى الإسراع في تسليح الجيش وتأمين احتياجاته، كاشفا عن أنه قال لكاغ ان “الجيش لا يدافع فقط عن لبنان وإنما عن دول أوروبية وغيرها، والمطلوب منكم التعجيل في مده بالعتاد اللازم”.

وأبلغت مصادر عسكرية “السفير” ان زيارة كاغ الى مواقع الجيش في جرود عرسال تعبر عن ثقة المجتمع الدولي في الجيش الذي يتصدى على الحدود وفي الداخل للمجموعات والخلايا الإرهابية، ويمنع أي تمدد لها، معتبرة ان جولة ممثلة الأمين العام للامم المتحدة أعطت إشارة واضحة الى استمرار الدعم الدولي للاستقرار في لبنان، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي تتسم بتصاعد موجة الإرهاب العابر للقارات.

ولفتت المصادر الانتباه الى ان الجيش استطاع أن يحقق بإمكانيات قليلة إنجازات نوعية في مواجهة الإرهاب، ما يشجع المجتمع الدولي على دعمه والمضي في الرهان عليه، لا سيما أن لبنان جزء أساسي من منظومة مواجهة الارهاب.

ويُفترض ان ترفع كاغ تقريرا حول مشاهداتها واقتراحاتها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، قبل اجتماع مجلس الأمن في 8 تموز الحالي حيث سيتناول الوضع في لبنان ككُل في هذه المرحلة في إطار القرار 1701.

وأفاد بيان قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه، ان كاغ شددت على ان “دعم لبنان وأمن وسلامة المواطنين ليس رفاهية بل هو ضرورة، والوقت جوهري”، مؤكدة “مواصلة دعم المجتمع الدولي لجهود الجيش الآيلة إلى الحفاظ على استقرار لبنان، في ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية”.

ولفتت الانتباه إلى أن “الوجود في عرسال هو خط تماس بالنسبة الى لبنان، وكذلك لأوروبا، لذا كل ما علينا فعله هو العمل مع المجتمع الدولي للحرص على تجهيز الجيش بكل المعدات اللازمة والمنطقية في هذا الوضع من دون أي تأخير، والاستمرار بإمداد الجيش بهذه التجهيزات من أجل وضع حد لهذه الحالة”.
والتقى قهوجي امس الرئيس تمام سلام في السرايا الحكومية، وبحث معه في الأوضاع الأمنية.

 

السابق
جنبلاط للمسيحيين: الفيدرالية مستحيلة.. و«الطائف» ضمانتكم
التالي
سلام يدعو إلى «صحوة وطنية»