جولة كنعان تبلور موقف «القوات» و«المردة» و«الكتائب» من الإستطلاع

شكلت الجولة التي قام بها أمس أمين سر “تكتل التغيير والاصلاح ” النائب ابرهيم كنعان موفداً من رئيس التكتل النائب ميشال عون، وفق “النهار”، على رئيس “المردة” النائب سليمان فرنجية ورئيس “الكتائب” النائب سامي الجميل ورئيس “القوات” سمير جعجع تظهيراً لمواقف هذه القيادات المسيحية من موضوع استطلاع الرأي الذي يزمع “التيار الوطني الحر” إجراءه في شأن الملف الرئاسي.

ورأت “الجمهورية” أن الجولة أتت كمحاولةٍ لتبديد هواجس الزعَماء المسيحيين من استطلاع الرأي الذي يَنوي “التيار” إجراءَه لاختيار المرشّح المسيحي الأقوى، ولكنّ المفاجأة كانت في موقف فرنجية الذي نسفَ الاستطلاع الذي يُعدّ له حليفه بمجرّد قولِه: “لدينا خَطّنا ومشروعُنا السياسي، وأيّ شيء ضدّ هذا المشروع وهذا الخطّ السياسي، وحتى لو جاءَ الأوّل في الاستطلاع، لن ننتخبَه”.

وفهم، بحسب “النهار”، أن فرنجية طرح شروطاً ومواصفات معينة لاجراء الاستطلاع كأن تجريه شركات عدة وان يحصل على مستويين مسيحي ووطني والا يكون ملزماً وكان واضحاً في رفضه انتخاب جعجع لكنه لم يرفض فكرة الاستطلاع. أما الجميل، فأكد تحفظ الكتائب لكن البحث بينه وبين كنعان تشعب الى أمور عدة واتفقا على استمرار التواصل. وتوافق جعجع مع كنعان على اعتبار الاستطلاع وسيلة لتحديد الخيارات المسيحية الاكثر تمثيلاً. ويشار الى ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كان شجع هذه الفكرة.

وحتى، قبل ان ينطلق استطلاع الرأي لتحديد الخيارات المسيحية، أو كما يسميه عون “الاستفتاء” لمعرفة من يريد المسيحيون: عون أم جعجع، بدا لـ”اللواء” ان الفكرة ولدت ميتة، نتيجة عاملين أو “فيتوين”:

–          الأوّل عن فرنجية الذي أعلن انه مهما كانت نتائج الاستطلاع فإن مرشحنا هو عون، في إشارة صريحة إلى انه يعترض على حصر المرشحين لرئاسة الجمهورية بين عون وجعجع.

–          الثاني، جاء من حزب “الكتائب”، حتى قبل ان يلتقي كنعانب سامي الجميل، حيث أعلن المكتب السياسي بعد اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس أمين الجميل، ان “المنحى الوحيد الواجب سلوكه لانتخاب رئيس جديد للجمورية هو الالتزام بالدستور وتوجه النواب المقاطعين إلى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس العتيد، واي التفاف على هذه الآلية هو تمييع للاستحقاق الرئاسي”.

مصادر “التغيير والإصلاح” أكدت لـ”الأخبار” أن “التيار لم يطلب أن يُنتخب الأول في الاستطلاع، بل كان الهدف أن نعرف من هما الأكثر شعبية لدى المسيحيين قبل أن ينزل النواب إلى المجلس وينتخبوا”. أضافت أنه “لا أحد مضطر إلى أن ينتخب عون أو جعجع. كنعان أوضح هذه النقطة لفرنجية والتيار مُستعد لتلبية كافة الشروط لأنها مقبولة”. وبحسب المصادر، فإن “المطلوب بالنسبة إلى التيار هو النزول إلى ساحة النجمة، ولكن ليس بخيار هنري حلو”. وتصف لقاء كنعان بالجميّل بـ”رفع العتب، بعد أن وصل إلى التكتل كلام بأن الكتائب تشعر بأنها مُغيبة ولم يقف أحد عند خاطرها، علماً بأن حليفهم يؤكد أنه وضعهم في أجواء ورقة النيّات”. وتقول المصادر: “أكثر من ساعتين أمضاهما كنعان في الصيفي، وهو اللقاء الأطول أمس. لو فعلاً الأجواء سلبية، لما كان أمضى كل هذا الوقت”. وتؤكّد أن “التكتل سيعرض اليوم في اجتماعه الاسبوعي نتائج الجولة ويضع تصوراً للاستطلاع، لكن لنكن واضحين، بات معلوماً أن العقدة عند الكتائب”.

كتبت بولا اسطيح في “الشرق الاوسط” : طروحات عون لحل أزمة الرئاسة اللبنانية تسقط لفقدان الصفة الدستورية

تتهاوى الطروحات التي وضعها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون على الطاولة لحل أزمة الرئاسة، التي أتمت يومها الـ400، الواحدة تلو الأخرى بغياب أي توافق وطني أو حتى مسيحي حولها يؤمن اعتمادها، مع إصرار نواب عون وحزب الله على مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس واشتراطهم الاتفاق على اسم الرئيس العتيد قبل النزول لتأمين النصاب القانوني لعملية الانتخاب في مجلس النواب. ويدفع عون حاليا باتجاه إجراء استطلاع رأي يحدد «المزاج» المسيحي وتراتبية تمثيل الزعماء المسيحيين، ليفرض نتائج هذا الاستطلاع في عملية انتقاء المرشحين للرئاسة الذين يصر على وجوب كونهم من «الأقوياء وأصحاب التمثيل الشعبي».

السابق
حوار عين التينة يُستأنف الخميس
التالي
جنبلاط: إن لم تنتصر الحرية سنغرق في ظلام لعقود