بترايوس: الميليشيات الشيعية في العراق أخطر من داعش

قال الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الأميركية المركزية السابق إن الخطر الذي تشكله الميليشيات الشيعية يهدد وحدة العراق أكثر من تنظيم “داعش” المتطرف، وبخاصة إذا لم تعترف بسلطة الدولة، فضلا عن أن وجودها يقلق السنة في العراق.
وأضاف الجنرال بترايوس الذي كان قائدا للقوات الأميركية في العراق في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط”، أن القادة السنة في العراق صدموا بعد أحداث أواخر عام 2011 و2012 عندما صدرت اتهامات كبيرة ضد شخصيات سنّية بارزة مثل نائب الرئيس طارق الهاشمي، وضد رافع العيساوي وزير المالية والنائب السابق لرئيس الحكومة نوري المالكي.

واعتبر أن الاتهامات التي وجهها المالكي لبعض القادة السنة لم تكن صحية” ما أستطيع أن أؤكده، أننا راجعنا كل وثائقنا، ولم نجد شيئا يطال الدكتور رافع العيساوي، أما عن الآخرين فلا أستطيع أن أتكلم عن التفاصيل الأمنية وكانت كثيرة ربما قاموا بعمليات أمنية خلال تلك الفترة المضطربة هم وآخرون، قبل أن نحقق تقدمًا في”الصحوة”.

أسباب تهاوي الجيش

وأشار إلى أن أسباب تهاوي القوات العراقية أمام تنظيم “داعش” المتطرف، تعود إلى” هروب القادة قبل أفراد الجيش. الجنود العراقيون سيقاتلون ومستعدون للموت من أجل بلادهم، إنما يجب أن يشعروا بأن قيادتهم ستكون معهم، وأنه في حالات ما ستأتيهم الإمدادات، وأن حماية جوية متوفرة لهم، هم بحاجة إلى الشعور بأن ظهورهم محمية. إذا رأيت قائدك يخرج من الباب الخلفي وأنت مستمر في القتال من دون أوامر، وليس هناك من وسيلة للإنقاذ ولم تتدرب منذ أكثر من ثلاث سنوات، للأسف سينهار كل شيء ولن يكون هذا مفاجئًا.”.

وتابع” الجنود في الرمادي، قاتلوا بشدة، “الفرقة الذهبية” و”الفرق الخاصة” كانوا هناك لأكثر من شهر يقاتلون ببسالة، لكنهم اضطروا للانسحاب. لم ينهاروا، تركوا أسلحة نعم، لكن عرفوا أن لا خطة هناك لإعادة تنظيمهم”.

وحول دور الميليشيات الشيعية في محاربة “داعش”، قال الجنرال الأميركي ” أعتقد أنه من الواجب من أجل وحدة العراق ووحدة أراضيه، أن أي قوات أخرى، سواء أكانت الميليشيات الشيعية، أوالحرس الوطني السنّي، أو الجيش العراقي، يجب أن تكون مرجعيتها الحكومة العراقية، ورئيس الوزراء العراقي المنتخب هو القائد الأعلى للجيش ومعه وزراء الدفاع والداخلية وهيئة القيادة”.

وأوضح “الميليشيات الشيعية أنقذت بغداد ويجب الاعتراف لها بذلك، لكن القوة التي تحافظ على منطقة تم تطهيرها من داعش يجب أن تكون شرعية بنظر الناس، وأظن أن الميليشيات الشيعية تعرف أن أبناء الرمادي والموصل لن يرحبوا بها”

وأكد أن على الميليشيات الشيعية أن تدمج في هيكلية الدولة، لأن الحكومة العراقية يجب أن تحتكر وحدها استعمال القوة داخل حدودها.

وتابع” إذا افترضنا أن العرب السنة رفضوا داعش، إذا اقتنعوا بأن بغداد تريد إعادة بناء النسيج الحقيقي للمجتمع العراقي، فعلينا أن نقلق من “الميليشيات الشيعية” إذا لم تستجب أو تعترف بسلطة الدولة”.

وأكد أن الدول الغربية لن ترسل جنودها إلى العراق وسوريا من أجل قتال التنظيمات المتطرفة، وبخاصة تنظيم “داعش”، مؤكدا أن هذه المهمة ملقاة على عاق العراقيين.

السعودية واليمن

وأشد الجنرال الاميركي بجهود المملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب، وقال “إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بطل حقيقي في السعودية حيث قاد المعركة التي هزمت القاعدة هناك، والآن يعالج أخطارًا جديدة متمثلة في “داعش الذي يريد أن يأتي بالإرهاب والعنف إلى السعودية”.

وتابع” إن التطور في اليمن خطير جدًا فالقاعدة أطلقت سراح إرهابيين من السجن، وهي تمدد بصماتها، وللأسف اضطرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى المغادرة، والآن نرى الوضع الصعب جدًا. يمكن للمفاوضات الحالية في جنيف أن تعيد بعض ترتيبات لاقتسام السلطة كما في السابق، حيث كان هناك سلام في إحدى أفقر الدول في العالم. وهذا يشكل مشكلة كبيرة للسعودية”.

السابق
انعدام المادة الثقافية على الأقنية العربية: من المسئول وما هو الحل؟
التالي
هدف هيغواين ينقذ الأرجنتين أمام جامايكا