«النصرة» تهاجم حضر الدرزية في القنيطرة والأهالي استردوا أجزاء من تلال البلدة جنبلاط الى الأردن وأبو فاعور الى جدة وإرسلان ينتقد الضمانات الجنبلاطية

تبت صحيفة “الديار” تقول : ما زال الملف الدرزي يتصدر قائمة الاجتماعات المحلية والعربية الدولية، نتيجة موقع المناطق الدرزية الجغرافي في جبل العرب ولبنان، ودخول اسرائيل على الخط وتشجيعها لإقامة “جيب درزي” يفصل بين سوريا والدولة العبرية، ويمتد من السويداء الى حاصبيا مرورا بالقنيطرة وجبل الشيخ وشبعا وصولا الى راشيا الوادي. وبالتالي، فان الدروز يعيشون مرحلة مصيرية يعرفون خطورة ابعادها ويعملون لتجنب آثارها التدميرية، عبر حراك لكل القيادات الدرزية. والسؤال الذي يطرح نفسه “المسيحيون والاشوريون والايزيديون” تعرضوا لمذابح ولم يتحرك المجتمع الدولي بهذا الشكل كما يتحرك الآن، وبالتالي ما أسباب ذلك. وماذا يخطط للدروز وبعض ردود الافعال الدولية والعربية ليست بريئة؟

 
ـ هجوم “النصرة” على حضر الدرزية ـ
وفي ظل هذه الاجواء فوجئ اهالي بلدة حضر الدرزية في القنيطرة، وهي اكبر القرى الدرزية بهجوم مباغت من عناصر جبهة النصرة صباح امس ومن الجهتين الشرقية والجنوبية مستخدمين قذائف الهاون وراجمات الصواريخ، وتمكنوا بعد ساعات من السيطرة على التلال الحمر الثلاث الشرقية المشرفة على قرية حضر، كما قاموا من ناحية بيت جن بالهجوم على حرفا الواقعة على اطراف حضر الجنوبية. كما تمكن عناصر النصرة في الساعات الاولى للهجوم من تدمير دبابة للجيش السوري والسيطرة على اخرى من الفوج 137 التابع للواء 90 والمتمركزة في حضر وخان ارنبه وحرفا. وعند العاشرة صباحا قام اهالي بلدة حضر بهجوم معاكس تمكنوا خلاله وبعد اربع ساعات من المعارك الضارية من طرد “النصرة” من مشارف البلدة واطرافها الشرقية واستعادة تلتين فيما التلة الثالثة تمت محاصرتها وتطويق عناصر النصرة.
وعند الظهر تدخل الطيران الحربي السوري وقصف مواقع المسلحين في خان الشيخ وبيت جن. وحتى ساعات المساء الاولى من عصر امس، كانت المعارك على ضراوتها بين مسلحي “النصرة” وابناء القرية، مدعومين من الجيش العربي السوري. علما ان قرية خضر الدرزية يقطنها 10 آلاف مواطن وهي اكبر القرى الدرزية في القنيطرة وسقوطها يسمح بسقوط القرى الدرزية الاخرى كعرنة وقلعة جندل ورفلة والمقروصة والريني وقصر المير والمعصرة فيما عدد الدروز يبلغ في هذه المناطق 30 الف درزي وتقع القرى الدرزية في محاذاة الشريط العازل الاسرائيلي في الجولان المحتل.

 
واللافت ان هدف الهجوم على حضر فك الحصار عن بيت جن وفتح الطريق الواصل بينها وبين بلدة جباتا الخشب، كما ان هدف السيطرة على التلال الحمر في الحضر هو فتح طريق الامداد الى ريف دمشق الغربي كونها تربط قرى جبل الشيخ الشمالي بمحافظة القنيطرة، وافيد انه سقط من اهالي حضر عدد من الشهداء، بينهم شيخ من آل الصبار وعدد من الجرحى، فيما نشر اهالي حضر على مواقع التواصل الاجتماعي صور قتلى “النصرة”، علما ان معظم بلدات محافظة القنيطرة تحت سيطرة النصرة باستثناء مدينة البعث عاصمة المحافظة وخان أرنبا والقرى الدرزية، وفي حال سقوط القرى الدرزية باستطاعة المسلحين ربط هذه المنطقة بريف دمشق الغربي والوصول الى محاذاة بلدة شبعا والسيطرة على التلال المشرفة على مناطق راشيا الوادي، وبالتالي اقامة جيب في هذه المنطقة بمحاذاة القرى اللبنانية، وتحديدا شبعا وراشيا ويكون بديلا عن جيب القلمون الذي اسقطته المقاومة والجيش العربي السوري بالسيطرة على معظم التلال الاستراتيجية.

 
هذا مع العلم ان المسلحين السوريين شكلوا في جبهة القنيطرة “جيش الحرمون” وشكلوا قيادة عسكرية موحدة بقيادة جبهة “النصرة” ومن الوية عمرو بن الخطاب وحركة “احرار الشام” وجبل الشيخ لواء السيد المسيح لواء، اسامة بن زيد ولواء فرسان السنة ولواء تحرير الشام. وقد اصدرت هذه القوى بيانا موجها الى اهالي القرى الدرزية بضرورة الحياد، والا تعرضوا لهجوم من جيش الحرمون، وختموا بيانهم بـ “اعذر من انذر”.
وليلاً بثت المواقع الاسرائيلية سلسلة بيانات حذرت جبهة النصرة من اي استهداف للقرى الدرزية. وقد اعاد الجيش الاسرائيلي انتشاره في المنطقة المحاذية للقنيطرة وشكل منطقة “حزام امني” لاستقبال الجرحى والنازحين الدروز في حال سيطرت “جبهة النصرة” على قراهم.
واللافت اجتماعات لمشايخ الدين الدروز في فلسطين المحتلة وفي الجولان، فقد عقدوا سلسلة اجتماعات وارسلوا تبرعات بما يزيد عن الـ 3 ملايين دولار لمشايخ العقل الثلاثة في سوريا عبر الاردن. كما عقدت فاعليات درزية في الاردن اجتماعاً في منطقة “الزرقاء” اعلنوا فيه دعمهم لدروز سوريا واستنكارهم لمجزرة “قلب لوزة”، واعلنوا عن سلسلة اجراءات لدعم اخوانهم في سوريا.

 
ـ اتصالات جنبلاط وارسلان ودخول الحريري على الخط القطري ـ
اما على صعيد الاتصالات السياسية، فقد توجه الوزير وائل ابو فاعور الى جدة قبل ظهر امس للقاء المسؤولين السعوديين، بعد زيارة الى تركيا قابل فيها المسؤولين الاتراك. كما يتوجه النائب وليد جنبلاط الى الاردن غداً من اجل العمل على تشكيل لجنة من الحزب الاشتراكي و”جبهة النصرة” ودروز سوريا بضمانة تركية – قطرية – اردنية لمعالجة موضوع دروز ادلب.

 
علماً ان النائب طلال ارسلان، وخلال لقائه وفداًمن آل شميط في عاليه، شرح لهم كيف ان وليد بك “يعمل منذ 3 سنوات على الخط الفرنسي – القطري – السعودي – التركي للحصول على ضمانات لدروز ريف ادلب وتحييدهم.
وبالتالي ماذا كانت النتيجة، وماذا حصل، فلا ثقة بهؤلاء لانهم جماعة غدارون.
وفي المقابل، تواصل الرئيس سعد الحريري مع المسؤولين القطريين من اجل التوصل والضغط على “جبهة النصرة” لعدم التعرض لدروز ريف ادلب، ومساعدة جنبلاط في اتصالاته واعطائه الدور الاساسي، كي لا يذهب الدروز باتجاه دعم النظام السوري في حال تكرار
المجازر ضدهم.

السابق
الصواريخ الفرنسية للجيش.. «غير مطابقة»!
التالي
مقتل أبو بلقيس البغدادي والمقاومة والجيش السوري يتحكمان بالجرود والمعابر