الجيش يقصف «مواقع المسلحين» في جرود عرسال «المستقبل» وقوى سياسية ينبهون من «اللعب» بالوضع الحكومي

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : على وقع استمرار الاشتباكات في “جرود عرسال” ومواصلة الجيش اللبناني في قصف مواقع المسلحين بالمدفعية والصواريخ، فقد أجمعت المواقف، وبنسبة عالية جداً، على ان الأزمة السياسية في لبنان تتجه الى مزيد من التعقيد في ضوء تراكم الخلافات حول الملفات المطروحة، ابتداءً من رئاسة الجمهورية، حيث دخل لبنان يومه الثمانين بعد الثلاثماية من دون رئيس للجمهورية، الى ملف التعيينات العسكرية التي وضعت الحكومة، منذ جلستها الأخيرة الخميس الماضي، أمام احتمالات “الشلل المضبوط” باعلان وزيري “التغيير والاصلاح” رفض مناقشة أي بند على جدول الأعمال قبل بت بند التعيينات العسكرية…” ما دفع العديد من المتابعين الى اعتبار ما يجري “لا يدعو الى التفاؤل…” هذا مع اشارة لافتة لوزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، ان كشف ان “معلوماتي تقول ان “حزب الله” لا يريد التفريط بالحكومة…” ليخلص الى القول ان “تعطيل الحكومة قد يكون لمدة معينة فقط…”.

 
السنيورة: لا مصلحة
في اللعب بمصير الحكومة

من جانبه لفت رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة خلال ندوة صحافية في مكتبه بالهلالية، في صيدا، “ان هناك ادراكاً لدى الجميع بأن مسألة الحكومة هي مسألة كبرى للبنانيين في ان تستمر… وبالتالي درك الجميع ان ليس له مصلحة في اللعب في هذا الشأن…”.

أما بشأن “التعيينات الأمنية” فلفت السنيورة الى “أنه ليس هناك من أولوية على الاطلاق تفوق أولوية رئيس الجمهورية، وهذا الأمر هو البداية لاستقامة الحياة الدستورية في لبنان وعودة الدولة…” مذكراً بالموقف الذي وقفه “تيار المستقبل” لجهة هذه “الأولوية” لافتاً الى “ان التعيينات الأمنية في غاية الأهمية، ولكن عندما يكون من الصعب القيام بتعيينات جديدة او عدم الاتفاق على تعيينات جديدة فبالامكان اعتماد اسلوب التمديد…” أما بالنسبة الى قائد الجيش “فهذا الأمر يعود لوزير الدفاع وهناك قائد جيش موجود وليس من طبيعة الأمور ان يصار الى تعيين قائد جديد والقائد الموجود لديه مهلة أربعة أشهر…”.

 
الحوار “حزب الله”

وبخصوص الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” قال السنيورة: “نحن مازلنا ملتزمين، ونرى أنه حتى ولو لم يتحقق أي شيء، نحن نعتقد ان “حزب الله” كفريق سياسي هو جزء من النسيج اللبناني، وأنه مهما طال الزمن لا بد وان نجلس سوية من أجل ان نحل المشاكل بيننا…”.

 
“المستقبل” و”الجماعة”:
للاسراع بانتخاب رئيس

إلى ذلك حضرت التطورات المتلاحقة، في “الاجتماع الدوري” لقيادتي “تيار المستقبل” و”الجماعة الاسلامية” في الجنوب، حيث اعتبرتا ان “الاستقرار السياسي هو المدخل للاستقرار الأمني، وان الأمن هو مسؤولية القوى الشرعية من جيش وقوى أمن…” مؤكدين “حصرية السلاح في يد الدولة وأجهزتها الرسمية…”.

ورأت القيادتان ان “تجنيب الساحة ويلات ما يحصل في سوريا هو بالخروج من الأوحال السورية وعدم اعطاء مبررات غير منطقية لهذا التدخل في سوريا…” مع التشديد “في الوقت عينه على ضرورة الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وعودة الحياة الى المؤسسات الدستورية”.

 
الشرعي الاسلامي”
يرحب بقرار الحكومة

ومع تواصل التطورات على الارض في جرود عرسال ومحيطها، حيث قام “الفوج المجوقل” في الجيش اللبناني بتعزيز تمركزه في جرود القاع والفاكهة في البقاع الشمالي، “لمنع أي تسلل في اتجاه الاراضي اللبنانية وحفظ سلامة القرى…”… انفاذاً لقرار الحكومة في جلستها الخميس الماضي، فقد رحب “المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى” بقرار “مجلس الوزراء ان يعهد الى الجيش اللبناني وقوى الأمن حماية عرسال وسكانها والحيلولة دون التعرض لأمنها وحياتها الطبيعية بمن فيها من الأخوة السوريين…

وأسف المجلس في بيان بعد جلسة برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لمضي عام من دون انتخاب رئيس للجمهورية ما أدى الى تعطيل أعمال المجلس النيابي و وضع الحكومة أمام عراقيل دستورية كثيرة تحول دون تصديها لمهماتها الوطنية…”.

فنيش: القرار لا يحتاج الى تفسير

من جانبه اعتبر وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي محمد فنيش “ان قرار الحكومة تكليف الجيش دخول عرسال لا يحتاج الى تفسير إلا اذا أراد البعض ان يتنصل ويبحث عن تفسير معطل…”. مؤكداً ان “مسؤولية تحرير عرسال واستعادتها وانقاذ أهلها (…) لا تكون إلا من خلال دور الجيش…”.

 
جعجع: خوف الخوف غير منطقي

وفي السياق نبه رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى “وجوب ان تتصرف الدولة اللبنانية بشكل حسن مع “السنّة” لمنع وصول “داعش” الى لبنان، وكي لا تدفعهم الى الانخراط في هذا التنظيم”.

وقال جعجع أمام وفد من “الجامعة الشعبية لمنطقة البترون” زاره في معراب أول من أمس “أحزن كثيراً حين يطرح موضوع المسيحيين في الشرق واستطراداً المسيحيين في لبنان، فهذه الصورة مبالغ بها جداً، يجب ان لا ندع أحداً يخيفنا من أي شيء، فجو الخوف الذي يشاع غير منطقي…”.

ورأى أنه “يوجد حد أدنى من الدولة اللبنانية على الارض، فالجيش والقوى الأمنية يقومان بعملهما ويضبطان مليون و200 الف لاجىء سوري، مع العلم أنهم قد يكونون عرضة للاختراق من “داعش” و”النصرة”…

وعن ملف رئاسة الجمهورية، اعتبر جعجع أنه “لو صحيح ان رئيس الجمهورية لا يتمتع بصلاحيات، فلماذا كل هذه المعركة على الرئاسة”؟! موضحاً ان “السبب الرئيسي للتفاهم مع “التيار الوطني الحر” هو “نزع الأجواء السيئة واستبدال أجواء طبيعية بها، فحال التنافس شيء وحال العداء شيء آخر”.
عون: المسيحيون خطر أمني

أما رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” (الجنرال السابق) النائب ميشال عون فرأى في كلمة ألقاها أمام وفد شعبي من بعبدا زاره في الرابية، “اننا في خطر أمني وهناك من يجاهد لابعاده وهناك من يتعايش مع الارهاب التكفيري ويعترضون على مكافحته…” ولفت الى ان “من يتحمل المسؤولية في الحكومة لا يمارسها كما يجب” معتبراً ان “حقوق المسيحيين في لبنان اليوم مسلوبة، وهناك من يرفض ان يرجع لنا ما سلبه منا عام 1990 من خارج الاتفاقات التي حصلت… لذلك سنتصدى لهم ولن نغير مهما كانت الأسباب، واعتبر ان هذه المعركة نهائية…”.

 
الراعي: امال جديدة في “اعلان النيات”

وقبيل توجهه الى دمشق بزيارة راعوية أمس تسلم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، أول من أمس نسخة من “اعلان النيات” بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” نقلها اليه أمين سر تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ابراهيم كنعان ومسؤول “التواصل” في “القوات ملحم رياشي…

وخلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي أمس، قال الراعي “ان الذي أعلنه “التيار” و”القوات” خطوة تركت في نفوس اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة اثراً طيباً، وفتحت آمالاً جديدة في شد أواصر الوحدة الداخلية، وأيقظت انتظارات انفراج، وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن… فانتخاب الرئيس يحمي المؤسستين الدستوريتين: المجلس النيابي والحكومة… فالأول فاقد قدرته الدستورية على التشريع، والثانية متعثرة في خضم التعيينات المستحقة والقرارات الاجرائية اللازمة، ولا حل إلا بانتخاب رأس للدولة…”.

 
حرب: نرفض هذا الـ”لبنان”

وخلال تكريم “أصدقاء بطرس حرب” مأمور نفوس دوما شليطا خوري، قال وزير الاتصالات بطرس حرب “ان لبنان يمر اليوم بمرحلة دقيقة وصعبة لأننا نعيش في بلد مقطوع الرأس”. “داعش” تقطع رؤوس الناس وقطع رأس البلد هو أيضا جريمة… والذي قطعه هم من يرفضون دولة لبنان ويشترطون ان يكون لبنان تابعاً لمشروع إقليمي معروف ولا علاقة له بلبنان حيث لا حدود للبنان فيه ليخلص الى القول ان “هذا ليس لبنان الذي نريده ونحن نرفض هذا ال”لبنان”…

السابق
سلام يحذّر من أنّ «فاتورة التعطيل» باتت أكبر من قدرة لبنان.. وبري يدعمه «للآخِر» الحكومة معلّقة حتى نضوج «الاقتراحات»
التالي
مأزق الحكومة يراوح مكانه : بري وجنبلاط : لا مبادرة