لا معارك في جرود عرسال

قالت “المستقبل” أنه في فضاء الإعلام الحربي لـ”حزب الله” العامل على ضخّ أنباء وأجواء تعبوية تتحدث عن تسطير ملاحم وانتصارات جردية يخال معها المشاهد أنها تكاد أن تبلغ في فتوحاتها ما بعد بعد جرود النقب في فلسطين، أطلّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أمس ليعيد تصويب استهدافاته الحربية باتجاه جرود عرسال معلناً أنّ “معركتها انطلقت وستتواصل حتى تحقيق الأهداف” وأنّ مسلّحي الحزب سيطروا حتى الآن على “عشرات الكيلومترات من جرود عرسال”، أما على أرض الواقع الميداني، فشريط موثوق من الأنباء العسكرية يشدد على أنّ الجيش يحكم الإمساك بزمام المبادرة في المنطقة الجردية المحاذية للحدود من خلال “زنّار النار” الذي يفرضه على تحركات المجموعات المسلحة في المنطقة حيث استهدفت وحداته العسكرية أمس مواقع وتجمعات المسلحين في جرود رأس بعلبك براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة.

 

وأكد مرجع عسكري لـ”المستقبل” أن “لا معارك تدور حالياً في جرود عرسال”، موضحاً أنّ “المعارك لا تزال مقتصرة على بقع جغرافية محددة تقع في جرد يونين وجرد بريتال على مقربة من جرود عرسال”. وطمأن المرجع إلى أنّ العازل الناري الذي يطوّق من خلاله الجيش المجموعات المسلحة الموجودة في جرود عرسال، بالتوزاي مع عمليات الرصد والمراقبة المستمرة على مدار الساعة لتحركات المسلحين، يفصل بين الجرود وعرسال ويحول دون إمكانية تقدّم أو تسرّب أي منهم باتجاه البلدة.

 

وعن مفاعيل القرار الصادر أمس الأول عن الحكومة والذي يكلّف الجيش “إجراء التقييم الأمثل للوضع الميداني واتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة لمعالجة أي وضع داخل عرسال ومحيطها”، آثر المرجع العسكري عدم الخوض عبر “المستقبل” في الترجمات العملانية لهذا القرار، مفضلاً التريث بانتظار تسلّم القيادة العسكرية القرار بصورة رسمية عبر قنوات رئاسة مجلس الوزراء لكي يُصار في ضوء مضمونه إلى إجراء التقييم العسكري المطلوب ودرس الخيارات والإجراءات الواجب اتخاذها.

 

وأوضح مصدر عسكري لبناني لـ”الحياة” أن الأوامر المعطاة الى قوات الجيش المتمركزة في محيط عرسال باستهداف اي تجمع مسلح يكون تحت مرمى نيران الجيش، وهذا ما تقوم به القوات من نقاط تمركزها، مشيراً الى ان “المعارك التي تجري بين الجيش السوري و”حزب الله” من جهة والمسلحين السوريين المتواجدين في الجرود هي داخل الأراضي السورية وبعيدة نسبياً”.

السابق
حزب الخضر يدعو القوى الحية في المجتمع الى تضافر جهودها والتوحد حول برنامج اصلاحي ديمقراطي سلمي
التالي
قهوجي: خطط للمواجهة والدفاع