المعارضة تنبش القبور وتستدعي قتلى «7 أيار» و«حرب تموز».. ما عدد قتلى«حزب الله»؟

107 قتلى لـ”حزب الله” ليس رقماً سهلاً على مسمع اللبنانيين، هي لائحة روجت لها المعارضة السورية المسلحة في القلمون، رداً على “عدم اعتراف” حزب الله بعدد قتلاه، إذ أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله أخيراً أن عدد العناصر الذين قضوا في المعركة الأخيرة بلغ 13 شخصاً، ورغم ذلك لا يزال التشكيك بعدد قتلى الحزب قائماً.

لم تصدر اللائحة عن جهة رسمية، ومن المعروف أن “جيش الفتح – القلمون” بمن فيه من فصائل كـ “جبهة النصرة” وتجمع “واعتصموا بحبل الله” يعلم الجمهور بالمعطيات الرسمية كأخبار المعركة والبيانات والصور عبر ثلاث حسابات “تويترية” تعتبر “ضعيفة” في نقل تفاصيل المعارك، ولم تنشر أي منها لائحة قتلى الحزب، بل خرجت عن “الهيئة العام للثورة السورية” وعن ناشطين معارضين ينقلون عادة تفاصيل المعركة من وجهة نظر المعارضة.

الفضيحة أن وسائل إعلام عدة نشرت اللائحة واستخدمتها رداً على “حزب الله” من دون أن تدقق في الأسماء، وهنا كانت الكارثة. وبعيداً عن الحرب الاعلامية والبروباغندا الحربية، قد يصدق القول إن هناك صحافيين ووسائل إعلام متعاطفة مع الثورة للوصول إلى الحرية وتدعم اسقاط النظام السوري الذي أمعن في اجرامه وانتهك حقوق البشر والحجر، وهناك مؤسسات إعلامية كثيرة تنقل وجهة نظر المعارضة ليس مراهنة على مقتل عناصر من الحزب أو خسارته في المعركة ولا على مقتل مقاتلين من المعارضة، إنما حرصاً على موضوعية التغطية الاعلامية ونشر “الرأي والرأي الآخر”، فضلاً عن توجيه رسالة إلى الحزب أن “هذه ليست معركتنا”.
قتلى حرب تموز و”7 أيار”

“النهار” وصلتها اللائحة كما باقي الوسائل الاعلامية، وأخذت على عاتقها التدقيق بالاسماء “اسماً اسماً” وتنقلت بين مواقع البلدات الجنوبية والبقاعية وصفحات “فايسبوكية” و”تويترية” مقربة من الحزب، وتبين أن معظم الأشخاص في اللائحة لم يسقطوا في معركة القلمون الأخيرة، بل في سنوات ماضية خلال معارك ومناطق أخرى في سوريا كحمص وريف دمشق تحت عنوان “الدفاع عن المقام المقدس”، فيما “الصاعقة” أن هناك اسماء لقتلى “حزب الله” في أحداث “7 ايار” كحسين محمد شلهوب الذي قضى في 11 – 5 – 2008، خلال أحداث “7 ايار” في الشويفات، وأسماء قتلى “حرب تموز 2006″ كخالد عبد الله المقلب بـ”هلال”. فضلاً عن وجود اسماء قضت في تفجيرات ارهابية مثل حسين ناصر الدين الذي توفي في 1 – 5 – 2015 متأثرا بجراحه بعد اصابته بتفجير أمام مبنى السرايا الحكومية في الهرمل، وهناك أسماء لسوريين و”المضحك – المبكي” يكمن في وجود اسم حسن زيبارة، وهو الشاب الذي خطفه الموت بجلطة قلبية خلال ممارسته هواية المشي في كفررمان العام الماضي.

23 قتيلاً لـ”حزب الله”

إنها نقطة سوداء في صفحة المعارضة، لكن السؤال لا يزال قائماً: ما عدد قتلى الحزب في المعركة، إذ إن غالبية المواقع القريبة منه تنشر اسم العنصر وتاريخ سقوطه من دون أن تحدد مكان ذلك أو المعركة التي خاضها، بل الأمر يقتصر على “الواجب الجهادي” إما “دفاعاً عن مقامات مقدسة” أو “في التصدي لمرتزقة الكفر والوهابية”. وحرص موقع “مراسل سوري” المعارض على أن يكون منطقياً أكثر ووثق مقتل 23 عنصراً من “حزب الله” خلال المعركة، لكنه وثق 22 منهم بالصور، وهم: حسين علي عطوي من بلدة صديقين، عباس خنافر من بلدة عيناثا، محمد رضا زراقط من بلدة مركبا، مروان كاظم البرجي من بلدة علي النهري، حسن محمود باجوق من بلدة عيتا الشعب، خضر حسن علاء الدين من بلدة مجدل سلم، علي خليل عليان من بلدة قلاوية، عباس وهبي من بلدة ميس الجبل، توفيق النجار من بلدة كردبش، جعفر عباس امين، ياسر الخروبي من بلدة ارنون – وسكان بلدة تول، علي محمد حمادي من بلدة الشهابية، حسن محمد الموسوي من بلدة النبي شيت، عباس حسين ياسين من بلدة زوطر الشرقية، باسل بسمة من بلدة عين بعال، محمد حسن هاشم من بلدة عين التينة، احمد توفيق الأمين، علي حسن حمدان من بلدة كفرا، رامي دركوب من بلدة صريفا، جلال حمادة من بلدة دير قانون، علي حسن صبح من بلدة عين التينة، يوسف اسماعيل من بلدة زوطر. ونعى موقع جنوب لبنان هؤلاء، عدا الأخير، إذ لوحظ اغلاق صفحة الخبر التي نعته على الموقع، لكن كان قد سبق ونعاه “حزب الله”. وهو ما يثبت أن عدد القتلى الذين سقطوا في شهر أيار 2015 (على الأقل) ليس 13 شخصاً، ما يتطلب توضيحاً من “حزب الله”.

 

تسويات على دماء الشباب

في المقابل، روّج “حزب الله” لمقتل العشرات من مقاتلي المعارضة في الجرود، لم نسمع عبر إعلامه أي اسم منهم ولم نرَ شريط فيديو أو صوراً تثبت ذلك، حتى ما صوره من مواقع وخيم لـ”النصرة” لم يظهر فيها معالم حصول معركة (دماء، جثة، أشلاء، حريق…)، أين المقاتلين الذين تم أسرهم بحسب قنوات إعلامية مقربة من الحزب؟

البحث في صفحات الموت يستدعي مساءلة “حزب الله”: إلى متى سيسقط شبابنا في معركة لا شأن لنا بها؟ إلى متى سيسقطون في “حوار البندقية”، خصوصاً طالما أن كل الأطراف بمن فيهم النظام و”حزب الله” يدركون أن الحل سياسياً مهما طال أمد النار؟ ومن سيسأل عن هؤلاء بعد حصول التسويات على دماء الشبان اللبنانيين؟ كفى تسابقاً إعلامياً على الموت فكل شاب لبناني يسقط هو خسارة لا تعوض.

(النهار)

السابق
داعش يدخل المناطق الأثرية في تدمر بعد سيطرته الكاملة على المدينة
التالي
#طالبي_بحقك