تراجع «داعش».. تفاؤل «مضلل»

اعتبر الصحافي البريطاني باتريك كوكبورن، أن الخريطة التي نشرها البنتاغون لإثبات أن “داعش” قد خسر أجزاء كبيرة من “دولته الإسلاميّة”، تصل إلى 25%، قد حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، لكنها مغايرة للواقع على الأرض.

وأضاف  في مقاله: “لسوء حظّ البنتاغون، لاحظَ الكثير من الصحافيين الأميركيين أمراً غريباً في الخريطة، التي تظهر مناطق قوّة “داعش” “، متابعاً أنّه: “في حين تُظهر الخريطة المناطق التي خسرها “داعش” في جميع أنحاء بغداد، فإنها ببساطة تغفل المناطق التي يتقدّم فيها “التنظيم” في غرب سوريا وحول دمشق.

كما قال الصحافي السياسي أن البنتاغون أظهر بعض الحرج حول خريطته المراوغة، لكنه نجح إلى حد كبير في غرضه من إقناع الناس أنّ “داعش” تراجع. كما ذكر أنّ العديد من وكالات الأنباء في جميع أنحاء العالم أعادت نشر الخريطة، كدليل على نجاح الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لدعم الجيش العراقي والقوات الكردية في العراق وسوريا.

وأشار إلى أنّ استعادة تكريت بعد الحصار الذي امتدّ إلى الشهر، يعتبر إشارة واضحة على أن الدولة العراقية تفوز، وأنها ستتمكّن من استعادة الموصل ومحافظة الأنبار في المستقبل القريب.

ثمّ تساءل في مقالته: “إلى أي مدى تعبّر هذه الأخبار صحيحة؟”، متابعاً: “علينا أن نتذكّر أن خسارة أو استعادة الأراضي ليست مقياساً جيداً لقوة مثل “داعش”، حيث تستخدم تكتيكات تشبه حرب العصابات”.

واعتبر أن الأخبار الجيدة من وجهة نظر بغداد، هو أن قوّاتها استعادت أخيراً مدينة صغيرة من تكريت، على الرغم من أنّ استعادتها كانت في المقام الأول مبنيّة على عمل 2000 عنصر من الميليشيات الشيعية، وليس الجيش العراقي الذي شارك في المعركة من خلال 3000 جندي فقط. كما أضاف أنه لم يكن قتالاً حتى النهاية، ورئيس هيئة الاركان الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي، قال أن “داعش” لا تلتزم سوى ببضع مئات المقاتلين لإحتلال المدينة.

وخلص كوكبورن، إلى أنّ خريطة البنتاغون “المضلّلة” تظهر مدى التفاؤل الكاذب الذي يسيطر على أفكار وأفعال القوى الخارجية في العراق وسوريا وبقية دول الشرق الأوسط. وأضاف: “هذا يذكرني بالوضع في أوائل العام الماضي عندما كان الرئيس أوباما يتلقّى أفضل المعلومات من الاستخبارات الأميركية، لكنه ظنّ وقتها أنّ “داعش أشبه بفريق كرة سلّة صغير، ولا أهمية كبيرة لأفعاله”.

(الاندبندت)

السابق
قتلى لـ«حزب الله» في ريف دمشق
التالي
مصاعب اللحظة الأخيرة في تشكيل الائتلاف الإسرائيلي