الحريري يلتقي بوتين ولافروف ويسعى لتحصين الداخل بتسهيل الرئاسة

سعد الحريري

يحمل الرئيس سعد الحريري حصيلة مداولاته ونتائج جولاته الخارجية المكوكية التي كانت واشنطن آخر محطاتها، الى العاصمة الروسية بين 12 و14 الجاري حيث يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف الى عدد من المسؤولين في الادارة الروسية، وفق ما افادت اوساط مطلعة “المركزية” . وزيارة زعيم تيار المستقبل الى موسكو كانت مقررة في كانون الاول الماضي، غير ان الظروف الدولية والمناخات الاقليمية لم تكن انذاك ناضجة كفاية لاتمامها، اذ ان الموقف الروسي من ملفات منطقة الشرق الاوسط لم يكن سلك بعد المسار الذي يسير به اليوم وقد تجلى بوضوح ابان التصويت على قرار مجلس الامن الدولي في شأن اليمن 2216 وما تبعه من مواقف ومستجدات واتصالات مع دول عربية وخليجية في مقدمها مصر والمملكة العربية السعودية وقطر عكست هذا التوجه، لا بل ان الحقبة اتسمت انذاك بتشدد روسي واضح وتأزم في العلاقات مع العرب واعلان مناصرة النظام السوري المتمثل بالرئيس بشار الاسد واعتباره جزءا اساسيا في اي تسوية او حل للازمة السورية، خلافا للتوجه العربي العام الذي تقوده السعودية والقاضي باقصاء الاسد عن اي صفقة حل .

وتقول الاوساط ان كل الظروف المرتبطة بزيارة الرئيس الحريري الى موسكو باتت مهيأة في ضوء عوامل عدة استجدت خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام، وتحديدا شهر نيسان الماضي الذي شهد محطات يمكن وصفها بالمفصلية في سياق الاتصالات الدولية الهادفة الى ارساء حلول سياسية لازمات المنطقة، ابرزها:

– عودة الحرارة الى خطوط الاتصال السعودية- المصرية- الروسية بما تؤشر اليه من ابعاد على مستوى قضايا وازمات المنطقة.

– التطورات الميدانية السورية التي قلبت موازين القوى وغلبت الكفة لمصلحة قوى المعارضة لاسيما بعد سيطرتها على مدينة جسر الشغور، المعبر الرئيسي نحو اللاذقية، والحديث الايراني عن نقل مؤقت لإدارة البلاد من دمشق إلى طرطوس واللاذقية اذا ما اضطر الامر.

– اعادة تحريك مسعى المبعوث الدولي للازمة السورية ستيفان دي ميستورا الهادف الى ارساء حل للازمة من طريق التفاوض وقد جاءت مساعي موسكو لتقريب وجهات النظر بين الحكومة السورية، وعدد من فصائل المعارضة التي شاركت في جولتي الحوار اللتين شهدتهما روسيا مثابة عامل دفع ايجابي في هذا الاتجاه.

واستنادا الى هذه المعطيات، تؤكد الاوساط المطلعة ان زيارة الرئيس الحريري الى موسكو التي تأتي بعد لقاء مرتقب مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يشارك في مؤتمر قمة دول الخليج مساء غد، تبدو طبيعية نسبة للدور الذي تضطلع به في هذه المرحلة في المنطقة عموما وسوريا خصوصا وانعكاسه المباشر على الوضع اللبناني الذي يشكل العنوان الابرز لجولات الرئيس الحريري الخارجية التي قادته من مصر الى تركيا وقطر وواشنطن، علما ان روسيا لن تكون المحطة الاخيرة في سياق جهوده المرتكزة الى تحصين الاستقرار على الساحة اللبنانية وتسهيل ظروف انتخاب رئيس جمهورية ودعم الجيش اللبناني في مواجهة الارهاب واستتباعاته من ضمن الهبة السعودية البالغة قيمتها 4 مليار دولار من بينها مليار دولار يشرف الحريري على انفاقها، وتحييد البلاد عن تداعيات البركان الاقليمي المشتعل لعدم انزلاقها الى اتون النيران الاقليمي.

السابق
هذا ما يجري في القلمون: حرب أعصاب ومعلومات مغلوطة
التالي
فتفت: تسوية روكز – عثمان كلام اعلامي و«التشريع» الى تصعيد لا حل