شقير يكشف لـ «المستقبل» عن زيارات اقتصادية متبادلة بين الخليج ولبنان درءاً لتداعيات هجوم نصرالله الحريري

حسن نصرالله وسعد الحريري

في إطار مساعيه الهادفة إلى تحصين الساحة اللبنانية وتعزيز أواصر التنسيق والتعاون مع عواصم القرار الدولي في سبيل تمكين ركائز الدولة ومؤسساتها وتمتين دعائم حياد لبنان حيال أزمات المنطقة، يواصل الرئيس سعد الحريري اجتماعاته مع كبار المسؤولين في واشنطن حيث التقى أمس أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي برئاسة السيناتور ايد رويس في مبنى الكابيتول وتباحث معهم في أوضاع لبنان والمنطقة شارحاً للمجتمعين أنّ الأهداف الرئيسية لزيارته الولايات المتحدة “تتعلق بتوفير مقوّمات الحماية للبنان من الارتدادات الاقليمية”.

كما عقد الحريري سلسلة لقاءات أخرى مع كل من زعيم الأغلبية في الكونغرس كيفين ماكارثي والسيناتور جون ماكين والسيناتور مايك بومبيو أجرى خلالها “جولة أفق تناولت مختلف المواضيع التي تهم لبنان في هذه المرحلة”.

تزامناً، وصفت أوساط ديبلوماسية في واشنطن لـ”المستقبل” المحادثات التي دارت خلال اللقاء الذي عقد أمس الأول بين الحريري ووزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنها كانت “شاملة في تناولها مجمل أوضاع المنطقة” كاشفةً في هذا السياق أنّ الحريري شدد خلال حديثه مع كيري على أنّ “سوريا هي باب الاستقرار في المنطقة”، الأمر الذي وافقه عليه وزير الخارجية الأميركي مع تجديد تأكيد واشنطن على أن “لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا”.
وأوضحت الأوساط أنّ الحريري شدد أمام كيري على أنّ “أي تطمينات تُعطى للأسد ستكون نتيجتها استمرار الأزمة في المنطقة بشكل يفاقم حجم ارتداداتها على لبنان، وإذا أراد المجتمع الدولي أن يفتح باب الاستقرار في المنطقة فهذا الباب يكمن في سوريا”، مشيرةً في المقابل إلى أنّ وزير الخارجية الأميركية أعرب عن تأييده وجهة نظر الحريري حيال الموضوع السوري وأجابه: “نحن نعمل مع حلفائنا في هذا المجال وندرس معهم الموضوع لكن ثمة مبادرات يجب أن تشارك فيها مجموعة قوى وليس واشنطن لوحدها”.
وعن الوضع في اليمن، لفتت الأوساط إلى أنّ الحريري تطرق مع كيري إلى الملف اليمني “في إطار تسجيل أحجام التدخل الإيراني في المنطقة الذي أصبح يتجاوز حدوده المعروفة في لبنان”، موضحاً في هذا المجال أنّ “طهران تحاول في اليمن (من خلال “أنصار الله” الحوثيين) تكرار النموذج الذي يجسده “حزب الله” في لبنان بوصفه يشكل قاعدة متقدّمة لها في المتوسط

شقير: مهاجمو المملكة يضربون الاقتصاد
اقتصادياً، وفي مواجهة الخطابات الهجومية المسيئة التي أطلقها الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله بحق المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، علمت “المستقبل” أنّ هناك تحركاً سيقوم به القطاع الخاص اللبناني على أكثر من مستوى لاستيعاب ودرء تداعيات ذلك على مصالح لبنان الاقتصادية العليا.

ولدى استيضاح رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير عن الموضوع كشف لـ”المستقبل” عن زيارة يقوم بها وفد كبير من رجال الأعمال اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب في السعودية إلى لبنان، حيث سيلتقي الوفد كبار المسؤولين لتحذيرهم من تداعيات المواقف السلبية التي أطلقت بحق المملكة ودول الخليج على مصالح اللبنانيين وأعمالهم وعلى أرزاق مئات آلاف اللبنانيين العاملين في الخليج، ومطالبتهم إزاء ذلك بضرورة احترام العلاقات التاريخية الأخوية بين لبنان ودول الخليج وفي مقدمهم السعودية.
وفي سياق متقاطع، أعلن شقير عن عزم وفد من الهيئات الاقتصادية اللبنانية وكبار رجال الأعمال على زيارة المملكة قريباً، في إطار جولة خليجية تشمل قطر في 16 و17 أيار المقبل، والإمارات العربية المتحدة في 18 و19 و20 أيار، لإيصال رسالة مفادها أنّ “القطاع الخاص يريد أفضل وأحسن العلاقات مع دول الخليج، وأنه يريد الخير لدول الخليج العربي ويكنّ لها كل الوفاء والتقدير لأنه يعرف جيداً دورها الايجابي الكبير الذي لعبته تجاه لبنان في السراء والضراء”، وأردف قائلاً: “لن نتحدث بالسياسة بل سنقول كلمة حق تعبّر عن أننا نريد أفضل علاقات الأخوة والصداقة والتعاون مع هذه الدول”.
كذلك كشف شقير عن لقاء تكريمي ستقيمه غرفة بيروت وجبل لبنان الأربعاء المقبل للسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري بحضور الهيئات الاقتصادية ورجال المال والاعمال، مشيراً إلى أنّ “هذا الحفل سيكون بمثابة لقاء الوفاء للمملكة العربية السعودية”.
وإذ سأل: “إذا ضربت العلاقات مع دول الخليج كيف سيكون مصير الاقتصاد الوطني؟”، شدد شقير على أنّ “الخليج هو المتنفس الاقتصادي الوحيد المتبقي للبنان، خصوصاً أنّ 85 في المئة من التحويلات الخارجية هي من الخليج، ومن المملكة وحدها نحو 4 مليارات دولار، بينما 50 في المئة من الصادرات اللبنانية هي إلى الدول الخليجية، و90 في المئة من الاستثمارات الخارجية في لبنان هي من هذه الدول التي يعمل فيها أكثر من 550 ألف لبناني، هذا غير الاستثمارات اللبنانية في الخليج”، مسائلاً: “إذا كانت استثماراتنا في مصر نحو 10 مليارات فما هو حجمها في دول الخليج؟”.

وأضاف: لولا تحويلات اللبنانيين من الخليج إلى لبنان لكان صار لدينا “مجاعة”، خاتماً بالتنبيه إلى أنّ “ضرب العلاقات اللبنانية الخليجية هي كارثة بحق لبنان وشعبه” وأنّ “أي شخص أو زعيم لبناني يهاجم المملكة العربية السعودية ودول الخليج يكون بذلك يضرب الاقتصاد الوطني

(المستقبل)

السابق
المُقاطعة المسيحيّة للتشريع تَكتمِل.. و«السلسلة» إلى الشارع
التالي
تأجيل التسريح: أوله عضّ أصابع