السعودية تواصل سياسة الارض المحروقة وقنابل طائراتها تحصد المزيد من الأبرياء

مواقف السعودية الازدواجية تعكس رغبتها باستمرار العدوان على الشعب اليمني الفقير وتعكس ايضا لامبالاتها باجراء حوار يؤدي الى حل سياسي حيال الازمة اليمنية فمن جهة تعلن انتهاء عاصفة الحزم والانتقال الى مرحلة ذات طابع سياسي تحت عنوان “إعادة الأمل” الا انها على الارض تستمر بقتل الاطفال والنساء والمدنيين اليمنيين.
الحوثيون قابلوا القصف الوحشي اليمني بمبادرة جيدة فور اعلانها وقف القصف الجوي فأطلقوا سراح وزير الدفاع اليمني اللواء محمود صبحي ولاظهار حسن النية بأنهم على استعداد لاستئناف الحوار السياسي اليمني الا ان المملكة العربية السعودية غدرت بهم ولم تحترم كلمتها وموقفها وكأنها لم تشبع من دماء اليمنيين ولم تكتف بالدمار التي خلفته في اليمن. ولذلك اتضح ان “اعادة الامل” التي اعلنتها السعودية هي اعادة اليمن مئة سنة الى الوراء حيث صرح سفير السعودية لدى الولايات المتحدة، عادل الجبير بأن العملية الجديدة تقضي بمواصلة حماية اليمن من سيطرة الحوثيين عليه وهذا ما يدل على ان العدوان السعودي لم يتوقف بل اتخذ مظلة جديدة وتحت عناوين فضفاضة تبرر مواصلة ضرب اليمن. واللافت ان السعودية تواصل سياسة الارض المحروقة ضد الشعب اليمني وقنابل طائراتها المحرمة دولياً تحصد المزيد من الابرياء.
وعليه، شنت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية امس غارات على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في عدة مناطق من اليمن مستهدفة مواقع في محافظة إب وسط البلاد لاسيما مقر الحوثيين في مبنى كلية المجتمع ومقر اللواء 55 التابع للحرس الجمهوري ومواقع للقوات الموالية لصالح شمال شرقي صنعاء ومركز اللواء 35 مدرع الذي يسيطر عليه وعلاوة على ذلك، قصفت طائرات التحالف قاعدة طارق الجوية في تعز ومراكز الحوثيين في عدن في وقت احتدمت المواجهات الأرضية في عدن بين الحوثيين و”المقاومة الشعبية” حيث استخدمت المدفعية والدبابات في المعركة. الى جانب ذلك، استمر القصف المدفعي والصاروخي من الأراضي السعودية على مناطق في محافظة صعدة شمالي اليمن ما ادى الى مقتل وجرح عدد من المدنيين.
في المقابل، كثف الحوثيون هجومهم في جنوب اليمن وارسلوا تعزيزات للتمكن من السيطرة على عدن حيث هاجمت قوات الحوثي وقوات صالح مدينة الضالع، إحدى البوابات الرئيسية لعدن، بقصف عشوائي حسب ما افادت وكالة أسوشيتيد برس. وبينما يستمر القتال يتواصل نزوح المدنيين من صنعاء والمدن التي تشهد مواجهات مسلحة، مع انعدام الوقود وانقطاع الكهرباء عن الغالبية مدن البلاد لليوم الثالث عشر على التوالي.
ـ السفير السعودي: لن نسمح للحوثيين بالسيطرة ـ
وقال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، عادل الجبير: “هدف هذه المرحلة الجديدة هوحماية المدنيين في اليمن من سيطرة الحوثيين، وصد التحركات العدوانية بواسطة الحوثيين… والعمل على تحسين تدفق المساعدات الإنسانية… وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية مشيرا الى انه “عندما يتخذ الحوثيون وحلفاؤهم تحركات عدوانية، سيكون هناك رد قرار التهدئة يقع بالكامل على عاتقهم”.
كما حذر الدبلوماسي السعودي من التطورات في مدينة عدن، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات لحماية المدينة مضيفا “نرى تحركات للحوثيين مقلقة للغاية في مدينة عدن حيث نرى مناوشات ونرى تحركا لقوات الحوثيين لدخول عدن من ثلاثة اتجاهات”.
وتابع “نحن عازمون على الاستجابة لطلب الحكومة الشرعية لليمن بتوفير المساعدة لهم من أجل الحيلولة دون حدوث هذا. يجب ألا يساور الشك الحوثيين بأننا سنواصل استخدام القوة لمنعهم من السيطرة على اليمن… هذا لن يتغير”.
كما أعرب السفير السعودي عن الأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي سريع للأزمة، مشيرا إلى أن إيران يجب ألا تلعب أي دور في مستقبل اليمن لافتا الى ان “المساعدة التي قدموها للحوثيين من حيث الدعم المالي والدعم اللوجيستي والأفراد والمعدات العسكرية كانت خطيرة جدا ومزعزعة للاستقرار في اليمن”.
ـ روسيا تحذر من عملية برية ـ
الى ذلك، حذرت وزارة الخارجية الروسية التحالف العربي الذي تقوده السعودية من انعكاسات أي عملية عسكرية برية محتملة في اليمن على مستقبل العملية السياسية في هذا البلد .وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس إن إجراء عملية برية سيؤدي إلى تعقيد الأزمة متابعا: “ذلك لن يساعد على إيجاد حل سياسي، ولذلك فإننا نؤيد وقف العمليات العسكرية وإطلاق حوار سياسي بين الأطراف المتنازعة”.
من جهة اخرى، قامت روسيا حتى الآن بإجلاء أكثر من ألف شخص من رعاياها ومواطني دول أخرى، بينهم أميركيون وذلك لان واشنطن لم تقم باي عملية اجلاء منذ بدء النزاع في البلاد.
ـ واشنطن: احتمال وجود أسلحة على متن سفن شحن إيرانية ـ
أعرب وزير الدفاع الأميركي إشتون كارتر عن قلق واشنطن من أن تكون مجموعة سفن شحن إيرانية تتحرك صوب اليمن محملة بأسلحة داعيا طهران إلى تجنب “تأجيج” الصراع بإرسال شحنات أسلحة. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد قال إن الولايات المتحدة حذرت إيران من إرسال أسلحة إلى اليمن يمكن أن تستخدم في تهديد الملاحة البحرية بالخليج. وأقر كارتر بأن تحرك السفن الحربية الأميركية يعطي الرئيس باراك أوباما “خيارات” لكنه امتنع عن الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة قد تحاول اعتراض سفن الشحن الإيرانية إذا دعت الضرورة.
وفي السياق ذاته، اعتبر النائب ماك ثورنبيري، رئيس اللجنة العسكرية التابعة لمجلس النواب الأميركي، إن قواعد الاشتباك مع السفن الإيرانية التي تقترب من اليمن معقدة وتعتمد على موقعها. وفي مقابلة اجراها مع قناة “السي ان ان” قال: “إذا كانت السفن الإيرانية في المياه الدولية فإن قواعد الاشتباك معها معقدة وتتطلب نوعا من الإجراءات الحازمة لوقفها أودفعها للتراجع، في حين إن دخلت المياه الإقليمية اليمنية فعندها يمكننا أخذ الموافقة من الحكومة والرئيس اليمني على سبيل المثال للإقدام على إجراء أقوى”. وتابع ثورنبيري: “التصرفات التي تقوم بها إيران تدفع المرء للتفكير بأنهم يقومون بذلك معتقدين أن بإمكانهم فعل ما يحلو لهم دون حساب لأننا بحاجة لإبرام اتفاق بالملف النووي بصورة ملحة”.
من جهة اخرى، قال قائد القوات البحرية الإيرانية اللواء البحري حبيب الله سياري إن “تواجد سفن الأسطول التابع للقوات البحرية الإيرانية في المياه الدولية، بما في ذلك خليج عدن، هدفه ضمان أمن السفن التجارية وناقلات النفط وكذلك مكافحة القرصنة”.
وكان الأسطول الـ34 الإيراني الذي يضم مدمرة “البورز” وحاملة مروحيات “بوشهر” قد توغل في مياه خليج عدن ليل الاربعاء الماضي، بعد عودة الأسطول الـ33 إلى إيران عقب 77 يوما قضاها هناك.
وعلم ان طائرات التحالف الدولي منعت طائرة تابعة للصليب الاحمر الايراني من الوصول الى صنعاء لتقديم الادوية التي تحتاجها المستشفيات كما منعت ايضاً وصول طائرات تابعة لمنظمات دولية ومحملة بالادوية والمواد الغذائية من الهبوط في احد مطارات صنعاء، مما ادى الى انزعاج اليمن من هذه التصرفات اللاانسانية.
ـ إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوثا جديدا لليمن ـ
أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الخميس 23 يسان، مجلس الأمن بأنه يعتزم تعيين الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوثا جديدا إلى اليمن خلفا لجمال بنعمر.

وقال بان كي مون في رسالته إن ولد الشيخ أحمد سينطلق من الإنجازات التي حققها بنعمر الذي استقال بعدما واجه انتقادات من دول خليجية لجهود الوساطة التي قام بها، تكريسا للجهود الإقليمية والدولية التي تبذلها الأمم المتحدة لحل النزاع.

وسيصبح تعيين الدبلوماسي الموريتاني ساريا اعتبارا من الاثنين إذا لم تبد أي دولة في المجلس معارضتها على ذلك.
يذكر أن الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد عين نائبا لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا مطلع 2014، ثم كلف في كانون الأول برئاسة بعثة الأمم المتحدة الخاصة بمكافحة فيروس إيبولا.

وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن موسكو تتوقع أن يبدأ إسماعيل ولد الشيخ أحمد عمله اعتبارا من صباح الاثنين 27 نيسان الحالي

(الديار)

السابق
تأجيل التسريح: أوله عضّ أصابع
التالي
اتصالات لتنفيذ اعتصام نيابي في البرلمان للمطالبة بانتخاب رئيس